لتأسيس عملية تنموية للشعوب العربية

دعت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (اسكوا) الدول العربية اليوم الى وضع استراتيجيات اقتصادية وتجارية تؤسس لعملية تنموية تستجيب لمتطلبات الشعوب.
وشدد مدير ادارة التنمية الاقتصادية والعولمة في الاسكوا عبدالله الدردري على ضرورة 'وضع سياسات واستراتيجيات اقتصادية وتجارية هادفة وفعالة تؤسس لعملية تنموية تستجيب لمتطلبات وحقوق الشعوب العربية وتساهم في بناء مجتمعات اكثر عدالة ونموا'.
واكد الدردري على 'ان قطاع التجارة من القطاعات المهمة المرتبطة بالنمو الاقتصادي ويحظى باهتمام كبير من قبل منظومة الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية الاخرى التي اصدرت عددا من القرارات المهمة تؤكد اهمية التجارة الدولية وارتباطها الوثيق بدفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة'.
وفي هذا الاطار اشار الى ان الاسكوا قد انشأت اللجنة الفنية المعنية بتحرير التجارة الخارجية والعولمة الاقتصادية في بلدان منطقة الاسكوا والتي انطلقت دورتها السابعة هنا اليوم 'ادراكا منها لاهمية هذا القطاع ولاهمية الدور الذي تلعبه تمويل التنمية في النمو الاقتصادي'.
واضاف قائلا ان 'انعقاد هذه الدورة ياتي بينما المنطقة العربية تواجه تحديات جسيمة بعد ان شهدت حراكا شعبيا عبر عن رفض لواقع سياسي واقتصادي لم يؤد الى تنمية بشرية وعدالة اجتماعية وشراكة سياسية'.
وشدد على الحاجة 'الى نهضة اقتصادية تدعم هذا التغيير الذي تطالب به الشعوب العربية'.
واضاف ان 'الاسكوا بما تملكه من معرفة وخبرة وطاقات علمية وتنظيمية وانطلاقا من دورها الاقليمي في اطار منظومة الامم المتحدة بدأت بتطوير نموذج لدراسة الوضع الحالي للاقتصاد الكلي للمنطقة العربية بما في ذلك اجمالي الانتاج من السلع والخدمات وفرص العمل وتدفق الاستثمارات وواقع الاسواق بهدف توفير اداة تحليلية مستندة على الحقائق في ضوء هذا الحراك العربي وذلك لدعم السياسات الاقتصادية والاجتماعية للمرحلة القادمة ولضمان الربط المباشر بين النمو الاقتصادي وخفض الفقر وعدالة التوزيع والتشغيل اللائق مستندا الى حوكمة ديموقراطية ومؤسسات شفافة'.
واشار الى ان برنامج عمل الدورة السابعة يتضمن موضوعين في غاية الاهمية لدفع المسار الاقتصادي في المرحلة الراهنة التي تمر بها منطقتنا العربية وهما قطاع الخدمات وتمويل التنمية.
واوضح الدردري ان منظمة التجارة العالمية ستقوم في مؤتمرها الوزاري الثامن والذي سينعقد في جنيف في شهر ديسمبر من هذا العام بمراجعة التطورات التي مرت بها مفاوضات قطاع الخدمات ضمن حزمة التقارير التي اعدتها حول برنامج عمل الدوحة للتنمية خلال فترة العشر سنوات الماضية.
ودعا البلدان العربية لان تلعب دورا مفصليا خلال هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة وبذل الجهود لاعادة تصويب سياسات العولمة الاقتصادية وتحرير التجارة وجذب الاستثمارات الاجنبية والبينية مستفيدة في ما بينها من هذا الدور ومؤسسة لرؤية بديلة تربط النمو الاقتصادي بعملية التنمية البشرية وتساهم في اعادة هيكلة النظام العالمي ليصبح اكثر توازنا وعدالة.
يذكر ان الاسكوا تلعب دورا مهما في قضايا تمويل التنمية ويشمل ذلك مساعدتها الدول الاعضاء في القضايا المتعلقة بتمويل التنمية سواء تلك المتعلقة بتعبئة الموارد المحلية او الدولية او قضايا الديون او التعاون المالي والفني من اجل التنمية حيث تقوم باعداد التقارير والدراسات وعقد اجتماعات الخبراء وتنظيم الورش الوطنية للتدريب على مختلف القضايا التي تهم البلدان الاعضاء.