حتى لايجعلهم الفساد ظهرا يستند إليه.. عمر الطبطبائي يحث الأغلبية الصامتة على التحرك

زاوية الكتاب

كتب 1524 مشاهدات 0


 

الراى

 

 

 

عمر الطبطبائي / من بين الآراء / الأغلبية الصامتة

 

 

عمر الطبطبائي

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

ما حالها، تبدو هزيلة ضعيفة أليست كذلك؟ فقدت ألوان شبابها، غربت ابتسامة تفاؤلها، وضاعت هيبتها.

نعم... لا أقصد إلا الكويت والتي أصبحت مجرد كلمة على خارطة العالم، مجرد حروف مبعثرة (ي ت ك و) على حافة الطريق المؤدية الى التطور والتقدم، حروف لن تتعانق مرة أخرى لمستقبل أفضل إلا عندما تنطق الأغلبية الصامته ولو بحرف!

أعلم أن للصمت بلاغة لا يفهمها الا المنصت الصادق، لكن ما نقصده بصمت الأغلبية الصامتة هو عدم مشاركتهم بالأحداث وكأن الامر لا يعنيهم، فمستقبل الوطن ومستقبلنا على صفيح ملتهب وهم يواجهونه بخنوعهم للصمت، فبسببهم فقد كثير من الشباب الإحساس بالأمان إلى درجة أن البعض بات يبحث عن الاستقرار خارج الوطن، وبسببهم انتشرت ثقافة الصمت السلبي تلك التي تحول الإنسان إلى كائن بلا روح.

لا... مبالاتهم فظيعة فهي الإشارة الخضراء للفاسدين والمتنفذين لنشر سمومهم بيننا، وهي ما تجعل المتنفذين بصفع خد الوطن الأيسر بعد ما فاض الخد الأيمن من الصفعات! فإلى متى ينتظرون حتى يتحركون، متى سيتحولون إلى أغلبية ناطقة فعالة، متى سينتزعون ثياب السلبية والصمت ويستبدلونهما بثياب الإيجابية والكرامة؟

عذراً قارئي العزيز اسمح لي أن أوجه الكلام لك مباشرة إن كنت من الأغلبية الصامتة!

إلى متى تنتظر حتى تنهض من أجل وطنك، لم كل هذه السلبية؟ هل لارتباطك أنت أو أحد أعضاء اسرتك بلغة المصالح، وهل هذه اللغة أهم من وطنك، أو هل لديك «اعتبارات» أخرى؟

يا صامت... افتح قلبك قبل جيبك، وعقلك قبل قلبك، وانظر إلى حال وطننا، ولا تلوموا من ضحى بمصالحه و«اعتباراته» واتخذ من الشارع وسيلة له ولمطالبه، فهم أفضل منكم لأنهم بادروا بالتحرك، فمساهماتهم وإن كانت متواضعة إلا انها أشعة من نور تضيء سماء المجتمع من عتمة الفساد والمفسدين، وكذلك من عتمة صمتكم السلبي، انهم يرون أحلامهم تتبخر وثروات وطنهم تتبدد بين رشوة هذا وذاك، وأنت ترى ما يرونه لكن أبديت اعتباراتك على اعتبارات الوطن.

قد لا تتفق مع أفكارهم وأدواتهم وهذا حقك، وقد تعول على مجلس الأمة الذي تحول إلى مجلس من مجالس الحكومة وهذا حقك أيضاً لكن لا تنس أن للوطن حقا عليك فابصقوا جراح الوطن بوجه سكاكين الفساد بالمساهمة أو بتقديم الأفكار، ولا تكن حليفا للصمت السلبي، فاتخاذ الصمت وقت حاجة الوطن لك يجعلك الإحباط نفسه لا جزءا منه!

أيها الصامت، إن للفساد ظهرا يستند عليه هو «أنت» وما انت الا عابر سبيل يتجول بأحداث المجتمع دون الايمان بأي قضية والتحرك من أجلها فعالجوا أنفسكم من إدمان «الاعتبارات» واتخذوا من ادمان العزة بديلا، فأبواب الإصلاح أمامكم كثيرة حاولوا طرق أحدها فطرق الباب أفضل من أن تكونوا أغلبية صامتة وليكن الوطن هو اعتباركم الأول والأخير!

 

دائرة مربعة:

الديموقراطية هي رأي الأقلية التي تتحكم في الأغلبية!

 

 

عمر الطبطبائي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك