حول زيارة الصحافيين لطهران
زاوية الكتابالزامل: أشقاء يجمعنا معهم أكثر مما يفرقنا، العتيقي: هل نسيتم قمع وإهدار حقوق الإنسان؟
كتب سبتمبر 26, 2011, 7:36 ص 2637 مشاهدات 0
زار وفد من جمعية الصحافيين الكويتية طهران قبل أيام، وهي زيارة تكررت وأثارت جدلا واسعا في الماضي (رابط:
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=61365&cid=47
واليوم كتب فيصل الزامل- أحد أعضاء الوفد-مشيدا بالزيارة، بينما يرى فيها عبداللطيف العتيقي تجاهلا لانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الشعب الإيراني.
المقالان أدناه، ولكم التعليق:
بعد ترحيبه بالوفد الصحافي الكويتي قال وزير الخارجية الإيراني: «كنت أعتقد أن مساحة إيران هي مليون وثلاثمائة ألف، أمس صححوا المعلومة، مليون وستمائة ألف كيلومتر» علقت بعد مقدمة مناسبة: «فنلندا بلد أوروبي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة يتفوق ناتجه القومي على الدول العربية مجتمعة ذات الـ 320 مليون نسمة، إذا استبعدنا تجارة النفط، هم 47 مليار دولار ونحن 35 مليارا فقط، ويتفوق حجم اقتصاد سنغافورة على اندونيسيا ذات الـ 13.000 جزيرة مقابل جزيرة سنغافورة الصغيرة في الحجم والموارد الطبيعية، اليوم الاقتصاد هو الحجم.
وبمناسبة الكلام عن الحجم، واستجابة لتشجيعك الكريم على المصارحة، تواجه إيران حصارا اقتصاديا وهي بحاجة للإفادة من دبي التي تبلغ استثماراتكم فيها 50 مليار دولار إضافة إلى 45 ألف شركة إيرانية مسجلة فيها، ما يجعل دبي خيارا استراتيجيا للاقتصاد الإيراني، وبالذات في هذه المرحلة، لماذا فرطتم في استثمار ضخم في دبي بهذه السهولة؟ لقد سوت السعودية والأردن، كمثال، مسألة حدودية قامت على إثرها مدينة وميناء العقبة وفق تسوية مرضية للطرفين، والكل رابح، ترى ما قيمة ثلاثة صخور ملقاة في الخليج مقابل مليون وستمائة ألف، كي تعرقل ذلك الخيار الإستراتيجي؟ فأنتم تطلون على مضيق هرمز من الجهتين داخل وخارج الخليج».
قال الوزير الذي يتميز بلغة عربية جميلة «الحوار بيننا وبين الاخوة في الامارات مفتوح ونتبادل الزيارات، وأي شيء يتم بحثه بشكل مباشر قابل للحل» انتهى.
الهدف من نقل هذه المحادثة هو التأكيد على الأمور التالية:
٭ الارتباك المزمن في علاقة إيران بدول الجوار لا يغير من حقيقة أننا جغرافيا مترابطون بشكل أزلي، وثقافيا نحن أقرب الى بعضنا البعض مما يتصور البعض، والأهم أن إيران شعبا وحكومة محبون للعرب، وقد دافعوا بقوة أيام الشاه للإبقاء على اللغة العربية، والقطيعة ليست حلا.
٭ يجب أن يسمعوا وأن نسمع منهم بشكل مباشر وصريح، لابد من تكثيف اللقاءات وبشكل متنوع، ليس لتبادل العتب فقط ونقل الهواجس ـ كما حدث في سائر لقاءاتنا هناك ـ بل أيضا للحديث في القواسم المشتركة.
٭ مشروع المفاعل النووي مثال على خطورة القطيعة على المستوى الإقليمي، وأسلوب العناد على المستوى الغربي، مع إيران، فهاهو المفاعل قد دخل حيز التنفيذ رغم أنه ليس حلا لمشكلة توليد الطاقة بالنظر الى حجم المخاطر التي دفعت اليابان وألمانيا، للتراجع عنه، ولولا العناد بين الغرب وإيران لتغير مسار الأمور.
٭ قلت لفخامة الرئيس أحمدي نجاد، بعد مقدمة عن العلاقة الثقافية الوثيقة بيننا «كثيرا ما تنتقدون الوجود الأجنبي في الخليج، لقد ابتليت المنطقة بثلاث حروب مدمرة واستمرار تصريحات من نوع «سنحول الخليج الى بركة دماء، ونهزمكم في بضعة أيام» من شخص برتبة وكيل وزارة وأحيانا جنرال في الجيش، وليست مقالة صحافية، مثل هذه التصريحات والحروب السابقة تمثل تبريرا مفهوما لتواجد القوات الدولية؟»، أجاب مشكورا: «نحتاج الى تكثيف العلاقات الثنائية بيننا، أنا زرت السعودية أربع مرات، وهم لم يزورونا حتى الآن، وذهبت إلى الدوحة وتكلمت أمام المؤتمر الخليجي عن أهمية العمل المشترك للحفاظ على أمن الخليج، واستقبلنا هنا قبل أيام أمير قطر، نحن حريصون على العلاقات الجيدة مع إخواننا في منطقة الخليج».
٭ قلت لفخامة الرئيس: «في كل بلد هناك أقليات، ويسبب تحريكها أزمة، فالجزائر والمغرب في حالة قطيعة لأكثر من ثلاثين سنة بسبب تحريك الجزائر للبوليساريو في الصحراء الغربية، ما نتطلع إليه هو العكس، تشجيع الشرائح المختلفة على التعايش في دولها، مثلما فعل الشيخ مهدي شمس الدين والشيخ فضل الله في لبنان بتشجيعه أهل الخليج على العيش المشترك، وهذا ينطبق على الشرائح في إيران وتركيا وغيرهما».
خرجنا من اللقاء بعد أن شكرناه على تصريحاته المتعلقة بشأن سورية، ورأينا عند المدخل سيارته القديمة تنتظره عند الباب، فالرجل متواضع وحريص على التواصل مع إخوانه العرب، وعلينا أن نبذل جهدا مشتركا من الجانبين وبشكل متواصل، نطرح فيه الهواجس والملاحظات بقلب صاف، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.
ومقال العتيقي:
جمعية الصحافيين بطهران
قبل أن نطرح موضوع زيارة وفد جمعية الصحافيين الى طهران، لابد أن ندرك أن توقيت الزيارة غير مناسب تماما للاسباب الآتية: الحكومة الايرانية لا تحمل نوايا طيبة ضد الكويت ودول مجلس التعاون، إذ إن العلاقات بين الكويت وايران شابتها جاسوسية خفية من إيران لضرب الكويت وارباك القوات الاميركية وحلف الناتو عند ساعة الصفر لضرب المفاعل النووي القريب من ساحل البحر الايراني عدا عن النوايا الايرانية الشريرة باستخدام ميليشيات عراقية كداعم رئيسي لها من أجل إبقاء أجواء التوتر مستمرة على الحدود بين الكويت والعراق ومنع تحقيق أي مصالحة بين الطرفين مثل النزاع على ميناء مبارك او خطوات حلول ايجابية لترسيم الحدود. نعم الكويت تعاني الكثير من هذا الخلاف سببه ايران التي ثبت أنها لا تريد الخير للكويت ولأعضاء دول مجلس التعاون. وفضائح وثائق ويكيليكس كشفت الاسرار عن العلاقات الايرانية مع ميليشيات عراقية وتحريضها ضد الكويت حتى وصلت قوة ايران بالتدخل المباشر في سياسة الحكومة العراقية. فضائح ويكيليكس والخلافات بين العراق والكويت والبحرين والسعودية بتأثيرات مباشرة من ايران. ولكن بعض قومي يجهلون أو يتصنعون الغباء. وبحسب الاستخبارات البريطانية التابعة للقوات العسكرية في البصرة، فقد أبلغت الحكومة الكويتية بالتقرير المفصل «البصرة بالكامل أصبحت تحت سيطرة الاستخبارات الايرانية وتؤدي الدور المطلوب للاستيلاء على الكويت في اللحظة المناسبة» أقول ان زيارة وفد جمعية الصحافيين الى ايران لا تتناسب مع حقوق الانسان الايراني المهدور كرامته وسلب حريته وقتل ديموقراطيته من حكومة استعملت الحديد والنار ضد الشعب الايراني. لا أدري انكم تعانون من النسيان السريع عن الاحداث الدموية في العام الماضي!
تعليقات