هل يفعلها عباس بإعلان الدولة الفلسطينية؟

زاوية الكتاب

كتب 4042 مشاهدات 0


اتخذت الأمم المتحدة عام 1947  (القرار رقم 181 لعام 1947 )  , الذي ينص على انهاء الانتداب البريطاني لفلسطين و تقسيم فلسطين لدولتين واحدة يهودية و الاخرى عربية والقدس تبقى تحت الادارة الدولية , و الذي عارضه العرب سريعا و بدأت حرب 1948 بعد خروج البريطانين من فلسطين و تسليمها لليهود  , وقد خسر العرب منذ ذلك الحين الى يومنا هذا ثقتهم ببعضهم البعض , واعترفت الولايات المتحدة الامريكية بالدولة الاسرائيلية بعد بضع دقائق من اعلانها دولة رسميا و تلتها بفترة قصيرة روسيا و الخ , وتمت العديد من المفاوضات لحل مشكلة فلسطين المحتلة منذ ذلك الحين الى يومنا هذا ولم يتحقق سوى مكاسب تدريجية عديدة لطرف واحد وهو الطرف اليهودي ولم ينال الطرف الاخر سوى نزاعاته الداخلية و الصراع على السلطة .
ونرى الآن محاولات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الاعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة و التقدم للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة , و نرى من الجانب الاخر المحاولات اليهودية و تحذيرات السلطات الامريكية للسلطة الفلسطينية لتأجيل الاعلان , مع العلم أن اسرائيل انضمت للامم المتحدة منذ عام 1949 , ولاتزال العديد من الدول تضغط على السلطة الفلسطينية من خلال وقف المساعدات و المعونات  المقدمة لهم ,  لتأجيل تقديم الطلب أو تقديمه عبر مجلس الامن و الذي سيكون من الصعب الموافقة على الطلب من خلاله ,  لتلويح الولايات المتحدة الامركية باستخدام حق الفيتو متى ما تم تقديمه , ولكن تقديم الطلب للأمم المتحدة سوف يحرج المجتمع الدولي بأكمله سواء المؤيد لاسرائيل أو ضد اسرائيل فيضطرون للموافقة على الطلب مرغمين وذلك من أجل السلام و هو الهدف الرئيسي الذي أنشئت الامم المتحدة من أجله , ولكن يوجد العديد من التداعيات السلبية لاعلان الدولة الفلسطينية منها أن اعلان الدولة سوف يكون أعتراف مباشر بالدولة الجارة الاسرائيلية , وشطب حقوق الفلسطينين باراضيهم المحتلة من قبل اليهود , وعدم استطاعة المقاومة الفلسطينية من استرجاع اراضيها فعند ممارستهم لأي نوع من المقاومة خارج الحدود المعترف بها  وهي حدود 1967  سوف تعتبر مقاومتهم اعتداء على دولة آخرى , ولا يعرف حقوق اللاجئين بالعودة من عدمه بعد الاعلان و الكثير من الامور التي لم تتضح رؤيتها حتى يومنا هذا , ولكن من جهة أخرى سوف نجد دولة فلسطينية مستقلة وأمكانية المطالبة بحقوقهم المسلوبة عن طريق محكمة العدل الدولية .
اعلان الدولة به العديد من السلبيات و تأجيل اعلانها به سلبيات أكبر , فالأجدر بهم أن يتقدمون بطلب  عضوية الامم المتحدة الكاملة و اعلان الدولة  , ومن ثم يصبح لها الحق كدولة للتقدم لمحكمة العدل الدولية و أقامة دعاوي لوقف الاستيطان و أرجاع الاراضي المسلوبة , و طلب تعويضات للاجئين و أحراج المجتمع الدولي بأستخدام أدواته التشريعية لأرجاع ما يمكن أرجاعه , وأمام الرئيس عباس خيار صعب حيث يواجه حاليا أبتزاز بنشر فضائح فساد تخص ابنائه مع العلم بالنفي الرسمي الصادر منه . 


 
خالد محمد الردعان

كتب: خالد محمد الردعان

تعليقات

اكتب تعليقك