شرطيَّات العراق يواجهن 'حريم القاعدة في بلاد الرافدين
عربي و دولييناير 9, 2008, منتصف الليل 610 مشاهدات 0
بدأت الحكومة العراقية بتفعيل عملية الدفع بالنساء للعمل في الأجهزة الأمنية بعد أن تلكَّأ هذا البرنامج في فترة ماضية في وقت غيرت فيه الجماعات المسلحة الإرهابية من تكتيكاتها في تنفيذ الهجمات التي تستهدف القوات الأمنية من خلال استخدام نساء في العمليات الانتحارية واللواتي حملن تسمية 'حريم القاعدة'.
وأولى بوادر توجه الحكومة العراقية الجديد للحد من التباطؤ الذي لف برنامج دعم الشرطة النسائية هو تخريج دورة جديدة من الشرطيات في كربلاء ما أعطى برنامج الحكومة لتجنيد النساء العراقيات الزخم الذي افتقده.
وقال اللواء عبد الكريم خلف مدير العمليات في وزارة الداخلية في بغداد 'تم تخريج 92 شرطية في كربلاء لدعم جهود قواتنا الأمنية في المدينة بسبب كثافة الزائرين المتوافدين على كربلاء'.
وأكد انه 'لا يمكن اعتبار لجوء تنظيم القاعدة إلى تجنيد النساء بأنه ظاهرة واسعة' موضحاً بان ما حصل هو أن نساءً أحاطت بهن بعض الظروف التي جعلت منهن مهيآت بشكل ما لاستغلالهنَّ من قبل ذلك القاعدة ما يبعث إشارة إلى أن تجنيد النساء في العمليات الانتحارية هو احد الأدلة على فشل التنظيم في العراق وانهياره.
وأضاف 'ربما تكون تلك الحالة نجحت في عملية ديالى حيث كانت المرأة التي نفذت عملية انتحارية هناك عضو قيادة فرقة في تنظيم البعث المنحل وأحاطت بها ظروف معينة قد لا تتكرر في مكان وزمان آخرين وهو ما أدى إلى استغلالها لارتكاب تلك الجريمة'.
ويشار إلى أن تلك المرأة قتلت 15 شخصاً في ديالى في السابع من شهر ديسمبر الماضي بعد أن التحق اثنان من أبنائها في صفوف القاعدة وقتلا من قبل القوات الأمنية العراقية.
وقال خلف 'أن تنظيم القاعدة خرج من المعادلة الأمنية ولا يمكن عودته مجدداً لا بالنساء ولا بغير النساء' مبيناً أن كادر النساء في وزارة الداخلية يشكل ما نسبته 5% من قوات وزارة الداخلية.
ومن جانبها قالت آمرة القوة النسوية في مديرية شرطة كربلاء نجاة شهيد 'أن دورة شرطيات كربلاء التي شهدت تخرج أكثر من 90 شرطية كانت متميزة لما جمعته من معلومات أمنية وثقافية للمتدربات'.
ولفت مدير شرطة كربلاء العميد رائد شاكر إلى أن خصوصية مدينة كربلاء التي يفدها نحو مليوني زائر في المناسبات الدينية دفعت بالحاجة إلى وجود كادر نسوى بين عناصر الشرطة في المدينة.
وقال 'أن الدورة استمرت شهرين تدربن فيها على استخدام السلاح إضافة لدروس أمنية وثقافية إضافة إلى محاضرات نظرية عن كيفية القيام بأعمال التفتيش وحقوق الإنسان وتدريبات على السلاح والقتال الأعزل والدفاع عن النفس ضمن منهاج اعد لهن من قبل ضباط أكفاء'.
وأشار إلى انه سيتم توزيع المتخرجات من الدورة على عدد من نقاط التفتيش الداخلية والخارجية للقيام بتفتيش النساء.
وسبق لشرطة كربلاء أن قامت بتعيين أكثر من 500 شرطية وزعن على نقاط التفتيش بين مرقدي الإمامين الحسين والعباس والسيطرات الخارجية ومرافقة الدوريات في عمليات اقتحام المنازل لتفتيش النساء.
وجاء سعي الحكومة العراقية الحثيث للدفع بالنساء للعمل في الأجهزة الأمنية بالشرطة والجيش في ظل لجوء القاعدة إلى استخدام النساء كانتحاريات على الرغم مما شكلن من نسبة صغيرة من حجم القاعدة في العراق ولم تتعد حصتهن من التفجيرات الانتحارية سوى 15 تفجيراً من اصل 677 هجوماً انتحارياً منذ عام 2005 اي ما يشكل 2 % من نسبة العمليات الانتحارية بالعراق.
وتصطدم جهود تشكيل قوة للشرطة النسوية في العراق بعقبات متواصلة تبدأ برفض المجتمع للفكرة ولا تنتهي بوجود تشريعات وقوانين ـ سنها النظام العراقي السابق وما يزال مفعولها سارياً ـ تحظر على المرأة العراقية الحصول على رتبة ضابط في وزارة الداخلية.
تعليقات