دراسة علمية تحذر: الشيشة 'تأكل صدرك' ..و25 جراما من المعسل تعادل تدخين 60 سيجارة
عربي و دوليفريق بحثى مصرى يبتكر جهاز إلكترونى يعمل بالكمبيوتر يحاكى آلية تدخين الشيشة
يناير 9, 2008, منتصف الليل 3040 مشاهدات 0
القاهرة: (الآن) ـ إذا كنت من مدخنى الشيشة أو ممن يفكرون فى تناولها، فاقرأ بعناية عدة نتائج من العيار الثقيل تفجرها لأول مرة دراسة بحثية مصرية، من خلال ابتكار جهاز الكترونى متطور يعمل بالكمبيوتر ليحاكى آلية تدخين الإنسان للشيشة، أبرزها أن تدخين كمية مقدارها 25 جم من المعسل يعادل تدخين أكثر من 60 سيجارة..
فقد شهدت السنوات الماضية انتشارا وبائيا لتدخين الشيشة فى العديد من دول العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط، حيث زاد إقبال الكبار والصغار من الجنسين فيما يشبه الموضة، ولم يعد تدخينها مقتصرا على الأماكن العامة كالمقاهى، لكنه امتد لأرقى الفنادق ، ثم زحف ليغزو الشقق والفيلات والقصور كنوع من مظاهر الرفاهية، وتفننت مصانع التبغ فى خلطه بنكهات مختلفة كالتفاح الفراولة والموز وغيرها، وتعددت أشكال الشيشة نفسها لتصبح بخرطوم أو عدة خراطيم لتشجيع كل أفراد العائلة على تدخينها، وساد الاعتقاد بأن تدخين الشيشة أكثر أمانا من تدخين السجائر وظن البعض أن وجود المياه تنقى الدخان من سمومه وتلطف درجة حرارته.
ونظرا لسهولة حركة البشر بالهجرة والعمل والسياحة بدأت الدول الغربية تتخوف من انتشار الشيشة مع زائريها، وعلى أثر ذلك، قرر فريق علمى متكامل من كليتى الهندسة والطب دراسة الآثار السلبية لتدخين الشيشة على صحة الإنسان، وتمكن الفريق البحثى ـ الذى يضم الدكتور مدحت المسيرى أستاذ الهندسة الفيزيائية والطبية بهندسة القاهرة والدكتور مصطفى كمال أستاذ الصحة العامة بطب عين شمس والدكتور طارق العربى بمركز الوقاية من المخاطر البيئية بجامعة القاهرة يشاركهم فريق من المهندسين ـ من ابتكار جهاز الكترونى متطور يعمل بالكمبيوتر ليحاكى آلية تدخين الإنسان للشيشة، حيث تقوم الشيشة المبرمجة بالكمبيوتر بسحب الأنفاس بنفس طريقة المدخن ثم دفعها لما يماثل رئة الإنسان لفترة زمنية معينة يتم بعدها دفع الدخان خارجها، ثم يتم سحب جرعة أخرى، أما الدخان الخارج، فتقوم أجهزة تحليل أخرى متخصصة بدراسة نسبة الملوثات المختزنة فيه، والتى يفترض أن تنبعث من فم المدخن.
ويتكون الجهاز كما يصفه الباحثون من اسطوانة تماثل حجم الرئة ويتحرك بداخلها مكبس ليحاكى عملية سحب النفس، وعند عودة المكبس، يتم طرد الدخان لأجهزة التحليل الكيميائى والفيزيائى، وتتحكم وحدة الحاسب المبرمج فى حركة الكبس بدقة بصورة تماثل ما يفعله المدخن.
وبذل فريق البحث جهدا مضنيا لمراقبة المدخنين فى الأماكن العامة لتحديد آلية التدخين والزمن الذى يستغرقه المدخن فى سحب جرعة الدخان وزمن بقائها فى جوفه، وبعد ملاحظة عدد كبير من المدخنين تم وضع معادلة رياضية وتغذيتها للحاسب لجعل الشيشة تقوم بالتدخين آليا مثلما بفعل الإنسان، وبفضل هذا الجهاز المتطور، تمكن الفريق ـ كما يقول الدكتور المسيرى ـ من الوصول لنتائج بالغة الأهمية، أهمها أن درجة حرارة الفحم والدخان تزيد عن 450 درجة مئوية وهى درجة عالية للغاية لا تستطيع المياه تبريدها، وعلى عكس ما يعتقده البعض من أن تغيير مبسم الشيشة يقلل من فرص انتقال بعض الأمراض من المدخنين السابقين، وأكدت التجربة إمكانية انتقال بعض الميكروبات والفيروسات من صدر المدخن ورئتيه للمياه التى لا تتغير من مدخن لآخر، كما وجد أن تدخين كمية مقدارها 25 جم من المعسل يعادل تدخين أكثر من 60 سيجارة، حيث يبتلع المدخن فى كل جرعة دخان ما يقابل 500 إلى 600 سم مكعب يملأ بها صدره دفعة واحدة، كذلك وجد أن جرعات الدخان التى تدخل صدر المدخن تُفقد الرئة مرونتها، ومع إدمانها لسنوات طويلة تتضخم ولا تعود لحجمها الطبيعى، وتفقد قدرتها على التخلص من الغازات والمواد السامة.
ونظرا لأهمية هذه التقنية المبتكرة ـ التى تم عرضها فى مؤتمر نظمته إحدى هيئات الصحة العالمية فى لندن أخيرا بالتعاون مع المعهد القومى الأمريكى لأبحاث السرطان وعدة معاهد أمريكية وأوربيةـ فلقد أبدت الصحة العالمية والعديد من خبراء مراكز البحوث والجامعات الأمريكية إعجابا متزايدا بدقة الجهاز ونتائجه التى تعتبر أول مرة يتم فيها رصد هذه الوسيلة الخطيرة للتدخين، مما رشح مصر لأن تكون مركزا عالميا لإجراء أبحاث شديدة التخصص باستخدام هذا الجهاز الذى تم اختراعه وتنفيذه بأيدي مصرية وبإمكانيات محلية لوضع تقنين عالمى ومواصفات لأول مرة لكل المخاطر البيئية والصحية لوباء الشيشة.
تعليقات