لأن الرأس الحكومي مازال يتمايل من النعاس، وضحة المضف ترى الإصلاح الشعبي حاجة لجوجة وضرورة ملحة

زاوية الكتاب

كتب 980 مشاهدات 0


 

الراى

 

 

باعة   

 

 

إن الحراك الشعبي في الكويت ليس حراكاً متطرفاً يبحث عن نهاية النظام بل هو حراك يختلف عن أي حراك عربي... هو حراك شبابي يعبر عن ضمير وعقل الإنسان الكويتي المتمسك بالدرجة الأولى بشرعية نظامه حباً لا خوفاً، فالشعب لم يكن يوماً عدواً لوطنه لكنه يسعى للأفضل.

كمواطنة أقف اليوم على المشهد السياسي، متشائمةً أكثر عن ذي قبل، فلا إصلاح حكومياً بمعناه الحقيقي يتراءى لي وإنما تغيير في الديكور ليس إلا... صدمة! فالرأس الحكومي مازال يتمايل من النعاس، لذا أصبح الإصلاح الشعبي حاجة لجوجة وضرورة ملحة، فنحن أمامنا واقع نبني عليه خاصة بعد أن بدا كل شيء برسم البيع بعد التقيؤ المتواصل للفضائح المليونية، وأي كويتي بسيط أصبح يعلم من هم المرتزقة الذين اغتصبوا الشرف الوطني في الغرف المغلقة (يا للوضاعة... باستطاعتك سماع القهقهة) عندها ستبحث عن أقرب محرمة لتمسح دموع عينيك خاصة عندما أخبرك عن كرم ذلك الرجل العظيم... يا إلهي هل سنطلق ذلك الرجل يعبث بأموالنا؟! «هيييه تلطفي بكلامك! توقفي! كلمة خاطئة!» أنا آسفة أخطأت في الحديث فكلمة يعبث غير شرعية... فما يقوم به الرجل العظيم قانوني ومباح! حسناً سأتوقف. دعونا نأخذ نفساً عميقاً وننظر هناك... ثمة ما يشوه الحراك الشبابي، هي الطلة المشبوهة لبعض الكتل والقوى السياسية التي تحاول اختطاف جهد الجموع الشبابية وتحويلهم لأدوات لتحقيق أجنداتهم، فمن يرد الإصلاح الحقيقي فعليه ألا يُنّفر الناس منه، والمادة (6) من الدستور الكويتي صريحة، ومطلب تحويل الكويت لإمارة دستورية في الوقت الراهن ليس توجهاً سليماً للإصلاح بل هو أحد بنود تلك الأجندات المشبوهة التي تسللت خلسة وجلست بهدوء في الصفوف الخلفية. 

يا له من وقت عصيب! إننا كشعب قابض على جمر وطنه نرتبط بمصير واحد، ليس بيننا فاسد ولص وتاجر سياسي باستثناء قلة خلعت ثوب الوطنية لترينا سوأتها عياناً بياناً بعد أن صعدت على أكتافنا واستباحت مقدراتنا وثرواتنا، وساهمت بفحشها المليوني في تصدر الكويت المراتب الأولى في قضايا الفساد وغسيل الأموال، ورب الكعبة خيانة عظمى تستوجب محاكمة عادلة... فعلى أحد ما أن يفهم أن العناد لا يأتي بخير، والإصلاح الشعبي لا رجعة عنه ولا بديل له، وأن طريق الإصلاح الشعبي باتجاه واحد لا التفاف فيه ولا التفات، سيقوده شرفاء لم يبنوا القصور من أموال الشعب، بل جاعوا وأكلوا من تراب الوطن في الوقت الذي أصبح فيه ذاك النكرة الذي لم يعرفه حتى جيرانه يأكل الغزلان والكفيار. 

نعم الموبقات السياسية والاقتصادية ارتكبت، ولكن النصيحة بجمل... اسمعوها «إن لإحداث أي تغيير في واقع الشعوب لابد من سياسة عليا تتبنى هذا التغيير»، والوقت قد حان لتغيير عتبة الدار خاصة بعد الفضائح المليونية والهبوط العمودي للحكومة السابعة في حل القضايا العالقة التي هي بالأصل قضايا وطن وشعب تهدف إلى الكويت الآمنة والمستقرة، ولأننا تربينا على كونوا أوفياء ولكن صرحاء ندعو الدولة بكامل مكوناتها إلى الإصلاح الفعلي فالسكين قطعت العظم، ويتطلب الأمر الآن مبادرة عاجلة تجبر اليد الكويتية بعد الكسر... فهل من «خل وفي» يبادر؟! قبل أن تتصادم الرؤوس ولا يفك الحديد إلا الحديد.

 

 

وضحة أحمد جاسم المضف

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك