الزيد يتناول جرائم ' الحكومة الخفية' الراشية ؟!

زاوية الكتاب

الحركات الشبابية ، إذا تبنت كل ملفات الفساد بالدولة ، من دون النظر لمرتكبيها ، فإنها ستحقق نجاحا ساحقا

كتب 2684 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

حديث مع الشباب ( 4 )

زايد الزيد

     استكمالا للحديث الممتع مع الشباب المتحمس لانتشال الكويت من حالة التردي التي لم تشهدها الكويت من قبل ، قلت : أنه مادامت الأجهزة الحكومية وعلى رأسها البنك المركزي ، هي المكلفة بالتحقق من نظافة تلك الأرصدة المليونية المتضخمة لبعض أعضاء مجلس الأمة ، فلن يظهر شيء لنا مما نتمنى ، فإن كشفت الحكومة المرتشين ، فهي إذا مجبرة على كشف الراشي ! وهذا ما لا يمكن أن يحصل ، فالكل يعرف أن ' الحكومة الخفية ' هي الراشي ، وهذا دأبها منذ أن تأسس مجلس الأمة في العام 1963 ، لكن السنوات الأخيرة زادت ' الحكومة الخفية ' الضخ كثيرا ، مقارنة بما كانت تدفعه سابقا للنواب ، إلى درجة أنه ينقل عن نائب سابق أن ما يجمعه نائب الثمانينات ، في أربعة سنوات من العضوية ، يأخذ النواب ' القبيضة ' اليوم أضعاف ذلك ، ثمنا للتصويت في استجواب واحد !!

      لذا فإن الأمل اليوم معقود على الحركات الشبابية ، في متابعة هذه القضية ، بجانب متابعتها لقضايا الفساد الأخرى ، فمعظم الكويتيين باتوا مقتنعين اليوم - أكثر من أي وقت مضى – أنه لايمكن لحكومة فاسدة أن تكشف الفساد ، فضلا عن محاربته ، وكذلك هو الحال مع قوى سياسية فاسدة ، وسكوت القوى السياسية الفاسدة عن الفساد في السنوات الأخيرة ، هو الذي أوصلنا لهذه الحالة المتردية !

      الحركات الشبابية اليوم ، تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في كشف الفساد والمفسدين في هذه المرحلة التاريخية التي شهدت أكبر التغيرات في منطقتنا العربية ، وفضح الفساد والمفسدين على يد الشباب هو الذي سيعجل بالاصلاح السياسي المأمول والمنتظر ، فهذه الحركات الشبابية نحسبها بإذن الله نقية ونظيفة ، وهي على العكس تماما من القوى السياسية التي انغمست بالفساد ، وأخذت تنتقي بعض ملفات الفساد لتتصدى لها ، وتترك أخرى كثيرة غيرها لتورط بعض عناصرها فيها !

      وأنا أزعم ، أن الحركات الشبابية ، إذا تبنت كل ملفات الفساد بالدولة ، من دون النظر لمرتكبيها ، فإنها ستحقق بإذن الله نجاحا ساحقا في طريق الاصلاح .

      وللحديث بقية ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك