(تحديث2) 'الإصلاح الاجتماعي' تنعي فارس الاقتصاد الإسلامي

مقالات وأخبار أرشيفية

التراث الإسلامي: أحمد البزيع أمة برجل بدأ مسيرة إسلامية إنسانية في المجال الخيري

1393 مشاهدات 0

الشعار

تنعى جمعية الإصلاح الاجتماعي فارس الاقتصاد الإسلامي الشيخ/ أحمد بزيع الياسين وتعزي ذوي الفقيد وأهله وتدعوا له بالرحمة والمغفرة ونيل الدرجات العلا في جنة الفردوس.
 والشيخ أحمد الياسين من أعلام الاقتصاد الإسلامي في الكويت حيث كافح في حياته بإنشاء وتأسيس الاقتصاد الإسلامي البعيد عن الربا في المجتمع الكويتي. وقد كان له ذلك حيث أنشأ بيت التمويل الكويتي وأصبح أول رئيس له حتى عام 1993م، ثم أصبح رئيسا لجلسات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية فيه حتى عام 1996م، ثم أصبح رئيسا لها حتى عام 1997م.
 وهو يمتاز بالخبرة التجارية والاستثمارية والاقتصادية والخيرية، فهو من أعلام العمل الخيري الإسلامي والعاملين فيه، فقد كان عضوا في مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي منذ عام 1978م إلى عام 1980م، وعضو مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية وجمعية النجاة الخيرية، وكان مناصرا للحق ومدافعا عن قضايا المسلمين بالعالم.
 إن الشيخ أحمد بزيع الياسين يرحمه الله كان مؤسسا في البنوك الإسلامية العالمية الآتية: بنك فيصل الإسلامي في السودان، بنك دبي الإسلامي في دبي، بنك بيتك في تركيا، بك البحرين الإسلامي، بنك بنغلاديش الإسلامي، بنك التنمية في مصر.
وهكذا قضى الفقيد حياته عاملا في سبيل الله وداعيا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وداعيا غيره إلى اتخاذ سبيل العلم الشرعي نبراسا ونورا يهتدون به في هذه الدنيا الفانية. وقد ترك من ورائه بحمد الله تعالى من يحمل مشعل دعوته الخيرية والاقتصادية والإسلامية. فها هم مئات الدعاة من بعده يرفعون  راية الاقتصاد والدعوة الإسلامية - يرحمه الله - فقد جمع بين العلم والعمل مطبقا قول الله تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك) (القصص:77).
وهكذا تنتهي حياة الصالحين (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (الرحمن: 26-27)، تغمده الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ومن جانبه قال الشيخ/ طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي : إن من سنة الله عز وجل في هذا الكون أن يكون من عباده أناس إذا ذهبوا تبقى أماكنهم شاغرة قلما يستطيع أحد أن يملأها ، وما تركه الشيخ والوالد والاقتصادي الإسلامي الكبير ورجل العطاء الخيري العم الفاضل أحمد البزيع الياسين من سيرة زاخرة بالعطاء على جميع المستويات هو أمر نسأل الله عز وجل أولاً أن يكون في ميزان حسناته ، وهو ثانياً ميراث يعتز به جميع أهل الكويت .
فقد كان رحمه الله مربياً فاضلاً وشيخاً ورعاً زاهداً له سهم في الكثير من أبواب الخير والعطاء والأدب والاقتصاد ، وحتى السياسة ، وكان لا يخشى في الله لومة لائم ، ولا يسعى لإرضاء أحد على حساب الحق والصدق ، وكثيراً ما كان يوصينا رحمه الله بالصدق والإخلاص في العمل والسعي للكسب الحلال بعيداً عن المزالق والشبهات .
وأضاف العيسى : أنا في العمل الخيري نشهد له ولا نزكي على الله أحداً أنه كان من أهل ( الفزعة ) والمبادرة لإغاثة ضحايا الكوارث والمجاعات ، إذ كان يبادر رحمه الله في المساهمة مادياً وفعلياً في تقديم الإغاثات والإعانات للمحتاجين والمتضررين في مشارق الأرض ومغاربها ، وقد كان هذا دأبه طوال حياته ، ومنذ بواكير الشباب ، منها ما أدركناه كمساهمات في دعم وإغاثة اللاجئين الأفغان إبان الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفييتي ، وكذلك إغاثة اللاجئين في البوسنة والهرسك أيام أزمتهم ، واستمر دأبه هذا إلى آخر أيامه رحمه الله ، بل أنه قد سبقنا في هذا المجال بما يقدمه قبل ذلك كمساهمته في إغاثة الضحايا في الزلازل في السبعينيات ، بل وحتى قبل هذا التاريخ ، وهناك الكثير من الأحداث التي تشير إلى انطلاقته في هذا المجال منذ الخمسينيات .وقد صحبته رحمه الله في العديد من الزيارات الخيرية وبرفقة عدد من رجالات الخير في الكويت من امثال العم ابو يعقوب والعم يوسف الفليج والذي كان يثق فيه ثقة كبيرة وكان يحمله تبرعات اهل الكويت  والتي ترسلها اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة والتي كانت آنذاك برئاسة أمير الكويت  الشيخ جابر الاحمد رحمه الله
وأضاف العيسى أن الفقيد رحمه الله هو رجل الاقتصاد الإسلامي وفارس نشر المعاملات الإسلامية ، والحرب على الربا والمعاملات الربوية في البنوك والمؤسسات ، ويشهد له بذلك إنجازاته الكثيرة التي يصعب حصرها في هذه العجالة ، ويكفي أن نشير هنا إلى أنه كان عضو أول بنك إسلامي يقام في العصر الحديث وهو بنك دبي الإسلامي ، ثم انطلق بتجربته  الاقتصادية الرائعة بتأسيس أول بنك إسلامي في الكويتي هو ( بيت التمويل الكويتي ) ، والذي أصبح نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم ، وقام بعد ذلك بالعديد من الزيارات الى دولة بنغلاديش لتأسيس بيت التمويل هناك الذي كان له الدور البارز في نشر المعاملات الإسلامية بين أبناء الشعب البنغالي الذي كان محباً لها ، وها نحن نرى اليوم أكثر من (130) فرعاً لهذا البنك في جميع أنحاء بنغلاديش .
كما أنه قد سعى لتأسيس بيت التمويل في تركيا ، والذي بلغت فروعه حتى الآن أكثر من (150) فرع ، والانجازات في هذا الباب كثير ومن الصعب حصرها ، لأننا وإن عرفنا ما باشره بنفسه من هذه الأعمال ، إلا أننا يستحيل أن نجمع آثاره الكثيرة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم ، ونذكر منها على سبيل المثال أن أحد الأخوة اليمنيين الذين تدربوا على يديه وبعد حدوث الغزو قام بتأسيس بنك إسلامي في اليمن على خطى وضوء ما تعلمه على يد الشيخ أبو مجبل رحمه الله .
كما لا نغفل عن الإشارة إلى أنه كان رئيساً للكثير من المجالس الشرعية للبنوك  والشركات الإسلامية لما له من حصيلة علمية طيبة في مجال المعاملات المصرفية الإسلامية .
ومن جهة أخرى قال الشيخ / طارق العيسى أن الفقيد أبو مجبل رحمه الله قد زامل كلاً من سمو الأمير الراحل الشيخ/ جابر الأحمد رحمه الله ، وسمو الشيخ/ صباح الأحمد في الدراسة ، وقد كانت صلته طيبة ومتميزة مع ولاة الأمر ، ومع العلماء على حد سواء ، فقد كان ذو حكمة وبصيرة وحجة وأسلوب أدبي غاية في الأدب والرزانة ، مما جعل له كلمة مسموعة ورأياً يعتد به في كل الشئون لدى ولاة الأمر من الأمراء والعلماء ، فقد كان من جيل عصر ذهبي حفل بقيادات

ومن جهته نعى الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح ببالغ الحزن والأسى أسرة فقيد الكويت والعالم الإسلامي العم أحمد بزيع الياسين ( بو مجبل ) يرحمه الله رحمة واسعة ، مؤكداً أنه تعامل شخصياً مع الفقيد وأنه – رحمه الله – كان متواضعاً وحكيما في التعامل والنصح لجميع ولاة الأمور وكان مخلصاً - نحسبه كذلك - أميناً لجميع المسلمين إذ كان يؤلف دوماً بين الجميع ، مشيراً إلى أنه من أهم الشخصيات التي حملت همّ الدعوة إلى الله عز وجل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق الشرعية ، فكان – رحمه الله – داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، مبيناً أن شخصية كهذه يصعب تكراره في الوقت الحالي إلا أن يشاء الله .
 
ولفت د.المسباح إلى أن الله عز وجل قد طرح فيه البركة وحقق على يديه الخطوات الأولى للنموذج الأول للمؤسسات المصرفية الإسلامية فقد أسس رحمه الله بيت التمويل الكويتي الذي كان بمثابة اللبنة الأولى للمصارف الإسلامية التي انتشرت بعد ذلك في الكويت والعديد من الدول العربية والإسلامية بفضل الله أولا ثم بجهود الفقيد الذي نسال الله تعالى أن يثقل بها موازين أعماله يوم القيامة ، مذكراً بقوله المشهور إبان تأسيس بيت التمويل الكويتي ' أتمنى تصدير الخير للعالم لا أن نستورد الشر '
 
وأشار إلى أنه إذا كان الله تبارك وتعالى قد بارك في بعض العلماء كابن تيمية وغيره فنُشر علمهم وذاع صيتهم وظل اسمهم محفوراً في عقول ووجدان وقلوب المسلمين فإن الله تعالى قد بارك أيضاً في الخطى الدعوية للفقيد إذ صدًّر – رحمه الله - فكرة المصارف الإسلامية لكثير من الدول الإسلامية التي نخرت الربا في أركان اقتصادها.
 
وختم المسباح بالدعاء لأبي مجبل بأن يغفر الله له وأن يرفع درجته في المهديين ويخلفه في عقبه في الغابرين وأن يوسع له في قبره وينور له فيه إنه خير مسئول وأعظم مأمول وإنا لفراق أبي مجبل لمحزونون وكلنا إلى ذلك سائرون وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الآن: فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك