الإعلام، والعلوم!

تتشابه الحروف بين كلمة (إعلام) و (علوم) ولكن شتان في المعنى مابين الكلمتين، فلكل منهما اختصاصاته وعمله، ولكن قطاع الأخبار في تلفزيون الكويت جمع العلمين معا، فكيف تم ذلك؟

برنامج (من أجل الكويت) الذي يعرض على القناة الأولى الفضائية بشكل شبه يومي، يقدمه الوكيل المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية يوسف مصطفى منذ ابريل الماضي، ونظرا لخروجه في مهمة رسمية، قام الوكيل بالطلب من ثلاثة اكاديميين بتقديم البرنامج بدلا منه لحين عودته من الإجازة، اعتذر اثنان منهم لأسباب خاصة، بينما وافق عميد كلية العلوم الصحية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. فيصل الشريفي على تقديم البرنامج، ومن شاهد حلقة يوم الثلاثاء الماضي لاحظ مدى الارتباك وعدم المام الشريفي بتقديم البرنامج، فالمحاور غير الضيف ويجب عليه أن يكون صاحب كاريزما وحضور ويجيد فن ادارة الحوار، وهي أشياء لاتتوفر في الشريفي الذي سبق أن حل ضيفا على البرنامج مرة أو مرتين، وكان محور النقاش يدور حول الأوضاع في ليبيا، مما دفع بعض الاعلاميين للتساؤل 'ماعلاقة العلوم الصحية بالأوضاع السياسية في ليبيا!!'.
وأبدى بعض مقدمي البرامج في تلفزيون الكويت استيائهم الشديد من اسناد مهمة تقديم البرنامج لشخصية أكاديمية وغير إعلامية، ولفتوا الانتباه إلى أن مثل هذه البرامج يتم على اثرها صرف مكافئات مالية على التقديم، فهل تم الاتفاق مع د. الشريفي على صرف مكافئة معينة، أم أنه وافق على تقديم البرنامج مجانا؟! واذا تم الاتفاق على صرف مكافئة له فعلى أي بند ستسجل هذه المكافئة؟ حيث أن ديوان المحاسبة قد حذر وزارة الإعلام وطلب منها في مارس الماضي وقف بند التعاقدات الخارجية، أما إذا كان يقدم البرنامج بالمجان فمن الأولى أن يترك هذا العمل للمعنين فيه، سواء بمكافئة أو من غير مكافئة لأنه من صميم عملهم، فهم الأجدر للقيام بمثل هذه المهام، وينشغل د. الشريفي بعمله في التطبيقي، خاصة وأن عجلة العام الدراسي قد بدأت وهناك العديد من الأعمال التي تنتظر عميد كلية العلوم الصحية للقيام بها.