يعزف على اوجاع النفس الإنسانية

برومانسية تلفها الآم الفراق والخيانة والتي تضمدها مشاعر إيمانية غارقة في البساطة  إلى حد البراءة، في ديوان الشاعرة أنفال وحيد الصراف 'مشاعر فوضوية' يخرج صوت الأمل وإن كان متوارياً من خلف كلمات سطرتها أنامل أنثوية تحمل مشاعر عتاب وحزن دفين من دون حقد أو كراهية.
وبين سطور وكلمات القصائد نجد صوراً جديدة لمشاعر بقدر فوضويتها الظاهرة بقدر ما نجد فيها مشاعر منظمة عميقة بالغة الرقة والشفافية، مشاعر تعترف بالفشل تارة وبخيانة المحبين تارة آخري او باغتيال معنوي وقيود سجان استغل الحب، لكنها في نفس الوقت مشاعر ترفض الهروب رغم إحساسها بأنها خارج دائرة السعادة، انطلاقا من إحساس بقدرية الحياة والتسليم لمجرياتها من دون يأس أو خضوع ومن دون رفض لقدر مكتوب
وفي قصيدة ' تحتاج إلى فنان ' ترسم أنفال الصراف صورة رومانسية لقرية ميتة، تحلم بسمفونية ملونة تعيد الحياة لتلك القرية، أو تلك الحياة السجينة داخل قلب كتوم يريد أن يغرد، فهي قصيدة تعترف بالواقع وتشطح بالأفكار إلى الخيال الحالم لكنها لا تهرب من الحقيقة.
أما قصيدة ' فوضى مشاعر' والتي جاء منها عنوان الديوان فنجدها ترسم سيناريو الحياة الإنسانية المشتتة التي تحاول ان تلملم نفسها ما بين العذب والغموض والانكسار والحب والطريق الذي بلا نهاية ولكنها رغم ذلك ترفض الضياع وتحاول ان ترسم درباً أخر للحياة تحبس فيه الدموع  أسيرة أهدابها حتى لا تسقط وتضيع معها الابتسامة.

ومن قصيدة إلى آخري تنتقل بنا أنفال الصراف كما لو كانت تعزف على مكنون النفس البشرية، تلمس بهذه القصيدة وتراً هنا وبتلك وتراً هناك وتظل هكذا بتلك المشاعر الفوضوية حتى نجد أنفسنا في النهاية أمام مشاعر إنسانية حقيقة لم تشأ الشاعرة أن تضعها في قالب متحجر فتفقد تلك المشاعر عذوبتها وفطرتها.

اسم الديوان:  مشاعر فوضوية
أسم المؤلف: أنفال وحيد الصراف