كيكة النفط الليبي لمن؟!

الاقتصاد الآن

صراع بين الكبار، وحصة العرب محفوظة

2074 مشاهدات 0


تم اكتشاف أول حقل للنفط في ليبيا في عام 1956 وكانت الشركات النفطية الأمريكية من أولى الشركات التي حصلت علي حقوق الإمتياز في انتاج وتصدير النفط الليبي الخفيف الى الخارج، تلتها الشركات الأوروبية مثل بي.بي البريطانية و شل الهولندية-البريطانية وتوتال الفرنسية و ايني الإيطالية.
 وحصلت الشركات الأمريكية المستقلة ولأول  مرة على امتيازات وحصص كبيرة في البحث و التنقيب على النفط، نافست فيها ' الأخوات السبع' في تاريخ الصناعة النفطية ومنها أوكسيدنتال و كونوكو فيلبس و أمكو و أمرادا هس، وهذه الشركات مازالت تعمل هناك وبصورة مستمرة كشركات مستقلة أو انها جزء من الشركات النفطية الكبرى.
النفط الليبي من النوع الممتاز والمطلوب في الأسواق النفطية العالمية لجودته من حيث انه  النوع الخفيف و يحتوي على نسبة قليلة من الكبريت و يسمى بالنفط 'الحلو'، وتعتبر الأسواق الأوروبية هي الأقرب  جغرافيا وتمثل أكثر من 70% من الاسواق الآمنة والواعدة لليبيا، وبلغ  معدل انتاج النفط الخام في فترة من الفترات حوالي 3  مليون برميل، ومن المتوقع ان يعود انتاج ليبيا الى معدله السابق والبالغ 700 ر1 مليون اذا ما استبب الأمن والأمان في هذ الدولة النفطية، ويبلغ اجمالي  احتياطي النفط الليبي في حدود ال40 مليار برميل.
ومع وجود احتياطي كبير من الذهب الأسود الرابعة مابين الدول العربية، بالإضافة الى وفورات مالية تقدر مابين 150 الى 200 مليار دولار، من المؤكد ان دول التحالف الأوروبي –الأمريكي يتطلعون للحصول على حصص كبيرة من 'الكيكة' و 'الحلاوة ' والميزات المختلفة نتيجة لمشاركتهم الفعالة في التخلص من نظام القذافي ، خاصة وانهم بحاجة الى فرص عمل واستثمار لتسويق منتجاتهم وبضائعهم ومن كل نوع، وفي كل مجال، سواء في اعادة البنية التحتية أو اعادة بناء المنشات النفطية والطاقة والماء و الكهرباء أو في بيع الأسلحة وتعبيد الطرق والمدارس و المستشفيات.
 ومن المؤكد ان أعينهم منصبة نحو الوفورات المالية وماتحت باطن الأرض من نفط وغاز، وستتسارع شركات هذه الدول في اعادة تأهيل الصناعة النفطية في ليبيا والاسراع في زيادة انتاج النفط الليبي لضمان استمرارية التدفق المالي وضمان بقاء أعمالهم ومشاريعهم.
ومن الصعب ان نتوقع بأن دولا مثل فرنسا أو بريطانيا ستحصلان على نصيب الأسد أو نسب مفضلة عن بقية الشركات العالمية والتي ستدخل في تنافس شديد مثلما حدث في العراق حيث خسرت معظم الشركات الأمريكية وفازت الشركات النفطية البريطانية والفرنسية والروسية  والصينية، حيث ستدخل جميع الشركات النفطية العالمية والوطنية في مزايدة، ومن يدفع أكثر سيكون هو الفائز، وأمام الملأ وعلى شاشات التلفاز حيث هذا سيكون نمط  الدولة الديمقراطية الجديدة .
حجم  'الكعكة  الليبية كبير ' والدول التي دخلت أولا بالمعركة سيكون  لهما نصيبا أكبر من البقية، وهذا لا يعني أبدا بأن روسيا و الصين لن يكون لهما نصيبا في النهاية، حيث انهما دولا كبرى والصين دولة واعدة ومن الصعب تجاهل هذه الدول على المدي البعيد.
والدول العربية سيكون لها ايضا نصيب من حيث توظيف العمالة بجميع أنواعها من مدرسيين و مهندسين ودكاترة، ولكن في النهاية سيكون نصيبهم الأقل مقارنة بالبقية ومن دون المليارات من الدولارات،  ومع ذلك فنحن راضون علي الأقل بتغيير النظام ورائحة الديمقراطية.

 

الآن: كامل عبد لله الحرمي - كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك