يبيها طرب، صارت نشب!
محليات وبرلمانمواطن يروي ل((الآن)) معاناته مع العلاج بالخارج
سبتمبر 4, 2011, 2:34 ص 4743 مشاهدات 0
حين تصاب بالمرض لاقدر الله، تبحث عن أي قشة كي تتعلق بها، أو تهرول نحو أي بارقة أمل تراها، ولأن العلاج بالخارج لايتم إلا 'بالواسطة وحب الخشوم'، فالحظيظ من يحصل عليه دون تأخير او تعقيد، أحد المرضى قص ل حكايته مع المرض من البداية، حتى عودته من احدى الدول الأوروبية بخفي حنين.
يقول المريض 'شعرت بآلام في الرقبة، وبعد مرور قرابة السنة بدأت هذه الآلام لاتقاوم، فتوجهت لأقرب مستشفى من منزلي، وبعد الفحص الأولي قالوا لي أن هناك ورما في الرقبة، ويجب أن يكشف علي أحد الأطباء في مستشفى مكي جمعة، وبعد أن خضعت للفحص في مستشفى مكي جمعة قال لي الدكتور بالفعل هناك ورم في الرقبة ولا يمكن تحديده إلا بأخذ عينة، وبما أنني عسكري بوزارة الدفاع تقدمت فورا بطلب للعلاج بالخارج، وتمت الموافقة على طلبي وأرسلت للعلاج باحدى الدول الأوروبية'.
لا أريد أن اطيل بالشرح وسأختصر الموضوع قدر الإمكان، 'سافرت في رمضان الماضي وعرضت هناك على دكتور من أصل لبناني اسمه 'د.س' وهو متخصص بالعظام!! ولا أعلم لما عرضت عليه أساسا، فالمكتب العسكري هو من حدد لي الموعد مع هذا الدكتور'.
وبعد أن قام بفحصي أكد وجود ورم برقبتي كما أبلغت بالكويت، وأخذوا عينة لمعرفة نوع الورم، وبعد أن ظهرت النتيجة خلال 10 أيام لا أعرف كيف مرت علي أنا ومرافقي، حيث كنت جالس على أعصابي أعد الثواني قبل الدقائق لمعرفة النتيجة، حضرت للدكتور وبعد القاء التحية بادرته بالسؤال فورا 'بشر دكتور ان شاء الله الورم حميد وبسيط' فقال لي للأسف الورم خطير ومن نوع معد وعدواني ويجب أن تخضع لعملية جراحية بأسرع وقت!! وقع علي الخبر كوقع الصاعقة، وضاقت بي الدنيا واسترجعت ذكرياتي الجميلة وعشت لحظات عصيبة، نظر إلي مرافقي وقال، خلنا نفكر ونبلغ الدكتور بعدين، فقال الطبيب لابأس ولكن أريد الإجابة بأسرع وقت ممكن، فالتأخير ليس في صالحنا، وبعد المشاورات السريعة مع الأهل بالكويت، أبلغناه من الغد بموافقتنا على اجراء العملية وقال لنا انه سيكون من ضمن الفريق الذي سيقوم بإجراء العملية.
وفي اليوم ذاته للعملية لم يكن الدكتور يرد على اتصالات مرافقي منذ الصباح حتى الظهر، وبعد خروج الأطباء من غرفة العمليات بادرهم مرافقي بالسؤال عن صحتي، فقال له رئيس الأطباء، مايعاني منه صديقك ليس بورم بل تضخم بالأنسجة!! ونظرا لخطورة مكانه لم نتمكن من فعل أي شيء له وأعدنا خياطة رقبته دون فعل التعرض للورم! فقال لهم مرافقي أن الدكتور 'د.س' هو من قال أن الورم سرطاني ومعد وعدواني وخطير وأنه سيكون من ضمن الفريق المعالج، فقال له رئيس الأطباء أن الدكتور 'د.س' ليس له علاقة بمثل هذه العمليات ولم يكن ضمن الطاقم!!.
فواصل مرافقي الاتصال بالدكتور 'د.س' الذي لم يجب على الهاتف إلا قرابة الساعة 3 عصرا، فبادره صديقي بالسؤال 'دكتور وينك ماترد علي من الصبح' فأجاب 'كنت بغرفة العمليات فكيف سأرد عليك' فقال له صديقي 'وينك أنا الآن أمام غرفة العمليات' فقال الدكتور 'أنا خلصت ومشيت' ففقد صديقي أعصابه وقال 'أنت كذاب ونصاب وشتمه وهدده باللجوء للسفارة، فاجاب الدكتور بكل برود 'اعمل اللي بدكياه' وأغلق الهاتف.
بعد الاطمئنان على صحتي توجه مرافقي فورا للملحق العسكري وأبلغه بالموضوع بشكل كامل، ولكن للأسف فالملحق العسكري لم يعر للموضوع أي اهتمام، وكانت ردة فعله كردة فعل المعتاد على مثل هذه الأشياء، فتوجه بعدها للسفارة عل وعسى يجد أي نتيجة، فقال له أحد الدبلوماسيين أن مثل هذا الشكاوى يجب أن تخضع للاجراءات وتحقيقات حتى يتم التأكد من صحة الادعاءات، ومن ثم تتم محاسبة المقصرين، وبعد أن فقد صديقي الأمل قص الموضوع على عدد من المرضى الكويتيين، فقالوا له 'خلنا ساكتين احنا شفنا بلاوي وسكتنا!!' فسألهم ولما السكوت؟! فقالوا له 'أبسط شيء راح ينهون علاجك وترد الديرة!!، فقال لهم صديقي، نرجع الديرة ونموت فيها ولا ينقص علينا ونصبح فئران للتجارب وبرضانا.
هذه معانتي وأقسم بالله لم أتجن ولم أضف أو أنقص أي شيء من قصتي مع العلاج بالخارج، وبناء على رغبتي فلم أنشر اسم الطبيب المعالج، ولا اسم البلد وذلك لعدم الإثارة، فأنا أريد العنب وليس الناطور، وانما أعطيت المعلومات كاملة لجريدة وبالإمكان مراسلتها للحصول عليها ممن يهمهم الأمر.
والسؤال البسيط الذي أريد أن أعرف اجابته، ما علاقة الملحق العسكري بمعاملات العلاج بالخارج حتى ولو كانت للعسكريين؟ هل هو مؤهل لمعرفة المصطلحات والاجراءات الطبية؟! ألا يوجد بسفاراتنا ملحق صحي مخول بمثل هذا النوع من المعاملات، فلماذا لاتحول عليه معاملات العسكريين أيضا؟! والسؤال الآخر لماذا لا يخير المريض باسم الطبيب المعالج، للبحث والسؤال عمه قبل التعامل معه، فالطبيب فرض علي فرض!!
وأخيرا أقول الحمدلله أننا نعيش في بلد يوفر لنا العلاج مجانا في الداخل والخارج، ولكن نتمنى ان يكون المسئولين عن هذه الأموال على قدر المسئولية التي أوكلتها لهم الدولة، 'حرام أن تتبهذل الناس وتخسر الدولة اموالا طائلة دون الحصول على نتيجة'، وأعلم علم اليقين أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، ولكنني أقول ذلك لأنني لم أحصل على فرصتي لتلقي العلاج المناسب، فقد عرضت على دكتور نصاب لعب بأعصابي وزاد علتي، ولم ينتصروا لي من وضعت الدولة ثقتها بهم، والله أعلم بسبب صمتهم وعدم تفاعلهم مع مثل هذه المشاكل بالخارج.
تعليقات