ست من شوال، وصيام الدهر

محليات وبرلمان

1392 مشاهدات 0


ان فرص الخير والبركة من الله سبحانه وتعالى لا تتوقف عن حد معين فها هي تتصور وتتجلى بصيام ست من شهر شوال وحثنا عليها لما لها من فضلا كبير وأجرا وفير عنده سبحانه وتعالى وهي سنة مستحبه، فقد أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال (من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم.

فقد حثنا عليه النبي صلى الله وعليه وسلم واقتدى به أصحابه رضوان الله عليهم، ها هي أقوال العلماء لما لها من فضلا كبير حيث قال النووي – رحمة الله – عنها (إنما كان كصيام الدهر، لان الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشر أشهر والستة أيام من شوال تعادل شهرين)، وعن ابن رجب قال ( صيام ست من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضا).

وأن صيام ست من شوال تأتي بحمدالله على نعمة صيام شهر رمضان المبارك الذي وافقنا الله سبحانه وتعالى بصيامه وتأتي هذه الطاعة بعد شهر رمضان لحمدالله وشكره على توفيقه وندعو الله بالقبول بصيام وقيام شهر رمضان المبارك، فان الطاعة ان لم تأتي بالقبول كان حصادها التعب والشقاء، وهي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حتى تترسخ الطاعة في أذهان العباد وحب التقرب لله سبحانه وتعالى، لقوله النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري، وهذا دليل على ان مسلم إذا تقرب لله سبحانه وتعالى بالطاعات فان الله سبحانه وتعالى يقترب منه ويغفر له الذنوب الخطايا.

وتتكون قربت العبد لربه بطاعته فيما أمر والوقوف عما نهى وزجر، وان الصيام أجره عند الله سبحانه وتعالى، ولما للصوم من مكانه عظيمه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه، وان صيام ست من شوال هي مثابة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، وهي تجبر ما حصل من نقص وخلل، فست من شوال تجبر ما حصل من خلال في شهر رمضان المبارك، وجاء صيام الست من شوال لشكره سبحانه وتوفيقه على نعمة إتمام صيام شهر رمضان المبارك، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

كما يجوز للمسلم اختيار متى يبدأ بصيام ست من شوال في أول الشهر أو أوسطه أو في عشر الأواخر منه، كما له أن يختار كيف يصوم تباعا أي يصوم ست أيام أو يصومها متفرقة له حرية الاختيار، والأفضل أن يبادر المسلم ويوصلها في أول الشهر.

نسأل الله القبول في شهر رمضان وان يوفقنا لصيام ست من شوال.

الآن - تقرير

تعليقات

اكتب تعليقك