بلدية القدس الإسرائيلية تحول حظيرة للمواشي إلى مدرسة ابتدائية للفلسطينيين
عربي و دولييناير 6, 2008, منتصف الليل 681 مشاهدات 0
في خطوة تعبر عن مدى استهتار 'دولة' الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين في مدينة القدس، باشرت بلدية القدس مؤخرا بترميم مبنىً كان مخصصا كحظيرة للمواشي، حيث انعدام التهوية والبيئة الصحية السيئة للاستخدام الآدمي لاستخدامه مدرسة ابتدائية لسكان فلسطينيين يقطنون قضاء المدينة.
ويواصل عمال بلدية القدس العمل على قدم وساق في ترميم المبنى الذي يقع بمحاذاة شارع عناتا الرئيسي بالقرب من الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط قضاء المدينة المقدسة.
وتضم المدرسة المقترحة 33 مخزنا موزعة على الجهتين اليمنى واليسرى، ويقوم العمال على تجهيزها لتحويلها لغرف صفية، وتخطط البلدية لان تضم هذه المدرسة 800 طالب، من مرحلة الروضة حتى الصف السادس الابتدائي.
ورغم أن المبنى هو بالأصل حظيرة للأغنام، إلا أن مهندسي البلدية الذين عاينوا المكان صادقوا على صلاحية استعماله كمدرسة، وتم استئجاره شهر أيلول الماضي من أحد سكان المخيم.
وأوضح رئيس جمعية تطوير حي 'رأس خميس' والذي من المقرر ان يدرس اطفال ذلك الحي في المدرسة، أن الجمعية قدمت كتابا لبلدية القدس قبل بدء العام الدراسي الحالي، طالبتها ببناء مدرسة أو استئجارها لأولاد المنطقة بسبب بعد مسافة المدارس عن مخيم شعفاط، حيث كان الطلبة يدرسون.
وأضاف 'فوجئنا أن المبنى الذي تم استئجاره لتحويله لمدرسة لأبنائنا هو عبارة عن مخازن للأغنام لها بوابات كبيرة لا تتوفر فيها أي مواصفات لغرف صفية، وهي غير صحية حيث لا يوجد فيها نوافذ تهويه أو حمامات، كما أن المبنى قديم والتشققات والتصدعات واضحة في أركان المبنى، مما يشكل خطرا على حياة الأطفال، من جهة أخرى لا تتوفر في المكان مظلات تقي الطلاب من حر الصيف وبرد الشتاء، وكذلك لا يوجد ساحة للأطفال للعب فيها، وبوابها الرئيسية محاذية للشارع الرئيسي مما يؤدي إلى تعريض حياة الطلاب للخطر، وذلك لا يتوافق أيضا مع قوانين وزارة المعارف الإسرائيلية'.
وأوضح أن الجمعية أرسلت كتاب احتجاجي لوزارة المعارف ورئيس البلدية ومراقب 'الدولة' ومسؤول جودة الأبنية ذيل بتوقيع 300 عائلة من أهالي الطلاب والجمعية على استئجار مخازن الأغنام وتحويلها لغرف صفية لأولادهم.
وقال 'نحن لسنا ضد المدرسة وإنما نريد مدرسة نموذجية مماثلة لأي مدرسة في شرقي القدس، وأولادنا ليسوا أغناما ليتم وضعهم في إسطبلات، ونحن المقدسيين ملتزمين بدفع كافة الضرائب المفروضة علينا، ومن حق أولادنا أن يكون لديهم مدرسة تليق بالشروط المدرسية'.
وأشار إلى أن مندوبين عن جمعية حقوق المواطن زاروا المكان بناء على كتاب موجه من جمعية التطوير، وقد أرسلت جمعية حقوق المواطن كتاب مستعجل طالبت فيه بلدية القدس ووزارة المعارف فتح تحقيق في هذا الموضوع قبل اللجوء للمحكمة.
وقد استنكر الأهالي والجمعية بشدة الاستهتار بأرواح أولادهم ووضعهم في مكان لا يليق بالبشر.
وطالبوا وزارة المعارف وبلدية القدس بناء مدرسة نموذجية تليق بأولادهم وليست مخازن أغنام. وتساءلوا هل تقوم بلدية القدس بإقامة مدرسة للطلاب اليهود في نفس المكان...؟!
يذكر أن هناك 4000 طالب وطالبة يحتاجون لمدارس من حي 'رأس خميس' ومخيم شعفاط وضاحية السلام في بلدة عناتا، واستئجار تلك المخازن لا يفي بالحاجة عندما يستوعب فقط 800 طالب ولم يتم حل المشكلة جذريا.
تعليقات