نحن الناخبين من ضيع الأمانة، حينما أوسدنا الأمر لغير أهله، فلا نلوم إلا أنفسنا.. د. فيصل أبوصليب

زاوية الكتاب

كتب 1365 مشاهدات 0




كلمات
لصوص الأمة
كتب د. فيصل أبوصليب
 

لن نلوم إلا أنفسنا.. فقد أضعنا الأمانة.. عندما وسد الأمر لغير أهله.. فاقتربت الساعة.. أضعناها عندما ذهبنا لصناديق الاقتراع لنختار اللص الخائن..وليس القوي الأمين.. فكانت هذه هي النتيجة.. نهبُ ورشاوى في وضح النهار.. فقد استسهلوا الفساد وأمعنوا في قهرنا.. وهان الأمر علينا.. ومن يهن يسهل الهوان عليه.. استغفلونا ومثلوا علينا دورا مسرحيا هزيلا.. يتكرر في كل انتخابات.. عندما يستصرخون فينا تلك النعرات.. النتنة.. فنشد الهمم وتأخذنا النخوة والعصبية.. عصبية الجاهلية الأولى.. ونذهب في “عز الحر” لنصطف في طوابير الانتخابات ونلقي بتلك الورقة اللعينة.. التي اخترنا فيها.. الحرامي.. صاحب المجد العصامي.

أثاروا فينا النعرات القبلية والطائفية.. فهم عليها يقتاتون و بدونها لا يستمرون.. ألا سحقا لتلك النعرات التي أوصلتكم لما لا تستأهلون.. ويمنون علينا بالحصول على حقوقنا.. فيرسلوننا للعلاج بالخارج.. وعندما نرجع.. نعلق اللافتات العريضة التي نشكر فيها السيد العضو على خدماته الجليلة.. ونتناسى سرقاته المليونية ! بهذه البساطة.. لقد عرفوا اللعبة.. فنحن بأعينهم.. شوية “معترين” و “محتاجين” .. مجرد معاملة علاج في الخارج.. أو قبول في وظيفة.. تجعلنا نتناسى السرقات والرشاوى.. ونوصل الحرامي ليشرع لنا ويراقب.. نوصل آكل السحت ليكون رقيبا لنا على الأموال العامة ومقدرات الأمة.. نوصله ونحن نعرفه قبل أن يصل إلى المجلس.. ونعرف قدراته ومؤهلاته.. ونعرف حالته المادية “الكسيفة”.. وعندما نقارنها بحالته “المليونية” الحالية.. ندرك الحقيقة.. ولكننا نتغافل عنها في يوم الانتخابات.. ويتكرر المشهد المأساوي.. وبعد ذلك نلومه لماذا يرتشي! لأنه بكل بساطة.. لص.. ومنافق.. وأفاك أثيم.. ولكنه ليس الملام.. فنحن من ساعده من حيث لا نعلم...ونحن مشتركون معه في الجريمة.. فقبض هو ملايين الرشاوى والمناقصات.. ورمى لنا بفتات المعاملات والخدمات. 

من أين لك كل هذا؟!  إنه من غبائنا الذي جعلك تستغفلنا وتسرق الملايين.. ما الذي أوصلك إلى مجلس الأمة؟ .إنها الحمية القبلية.. والتعصب الطائفي.. والعنصرية الطبقية والفئوية.. والجهل بمعنى المشاركة السياسية.. والفساد الحكومي.. ذلك ما أوصلك إلى المكان الذي لم تكن يوما أهلا له.. ولكنها غفلة الزمن.. وتقاعس الأمة. 

فأولئك لصوصُ في ثياب نواب الأمة.. يأكلون السحت في بطونهم.. ويستطعمونه شهدا في الدنيا.. ولكنه سيكون علقما هناك.. في جهنم وبئس المصير.. ولكن قبل جهنم.. دعونا نعاقبهم في الدنيا.. في الانتخابات القادمة.. عندما نصحح الأمور ونقصي اللصوص من مجلس الأمة.. فهل نحن فاعلون؟

 

أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الأمريكية في جامعة الكويت

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك