باحث كويتي وانجاز عالمي جديد في مجال الطب

لطالما أنتجت الكويت أشخاصاً لمعوا في عدة مجالات رائدة سواء في الكويت أو في مختلف أنحاء العالم وذلك بعد أن وضعوا نصب أعينهم تشريف اسم بلادهم في العالم وفي الكثير من الأحيان تقديم ما يخدم الانسانية جمعاء.

وبالتأكيد ان هذا السياق لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا حيث تستمر الكويت بتقديم شخصيات تحفر بصماتها في انجازات تحقق في كافة أنحاء المعمورة ومن هذه الشخصيات يبرز اسم الدكتور حمد محمد علي ياسين الذي ذاع صيته مؤخرا في أنحاء مختلفة من العالم وقدم صورة مضيئة عن الكويت من خلال الجهد الكبير الذي بذله في أبحاثه الطبية وتوصله الى اكتشافات أقل ما يقال فيها انها ستحدث نقلة في عالم الطب.

وكالة الأنباء الكويتية (كونا) التقت الدكتور حمد ياسين الذي يشغل أيضا منصب عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة الكويت لتناقشه في أمور كثيرة أهمها الورقة البحثية التي أعدها في العام الماضي وأثارت اهتمام المختصين في مجال العلاج بالخلايا الجذعية والصحافة في عدد من دول العالم.

بدأ الدكتور ياسين مسيرته في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة والتي حصل منها على بكالوريوس في تخصص علم الوراثة الجزيئية قبل أن ينال بعدها الماجستير ومن ثم الدكتوراه من مركز الطب الوراثي في جامعة نيوكاسل البريطانية في رسالة أمضى بإعدادها أربع سنوات وتخصص فيها بمجال العلاج بالخلايا الجذعية واستطاع من خلالها نشر العديد من الأبحاث في عدد من المجلات العلمية الرائدة والمرموقة على مستوى العالم.

وقد شارك الدكتور ياسين بأبحاثه بالعديد من المؤتمرات العلمية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وسلوفينيا وهولندا والامارات بالاضافة الى الكويت كما عمل كباحث زائر في مركز العلاج بالخلايا بمدينة ليون الفرنسية وهو مركز يحصل على التمويل من بنك (كرايوسيف) الذي يعتبر أكبر بنك لتخزين دم الحبل السري في أوروبا ومركزه العاصمة البلجيكية بروكسل.

لكن أبرز ما قدمه الدكتور ياسين كان الورقة البحثية التي أعدها وتم نشرها في عام 2010 والتي تطرقت الى العوامل التي جعلت الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي أحد أخطر الأمراض ومن أكثر مسببات الوفيات على مستوى العالم,حيث ان خطورة هذه الأمراض تكمن في عاملين أولهما عدم قدرة الأنسجة العصبية البالغة على تعويض الخلايا المصابة والميتة بسبب الأمراض أو الجلطات الدماغية في حين ان السبب الآخر يتمثل في عدم وجود علاجات فاعلة لهذه الأمراض ومنها الزهايمر والباركينسون. ان أهم ما جاء في الورقة البحثية وهو بيت القصيد والأمر الذي يعتبر انجازا رائدا بحق يتمثل بما عرضته الورقة من استراتيجية مقترحة تقوم على استخدام الخلايا الجذعية من دم الحبل السري كأداة علاجية لتلك الحالات.

فقد أشار الدكتور ياسين في استراتيجيته المقترحة الى ان هذه الخلايا الجذعية أثبتت قدرتها على التحول العصبي في المختبر و امكان زراعتها في دماغ المريض لتعويض الأعصاب المصابة والميتة يمثل أملاً كبيراً يمكن أن يسهم في معالجة العديد من الأمراض التي لا تزال مستعصية العلاج في الوقت الحاضر.

وكانت الأبحاث التي قام بها الباحث الكويتي الرائد الدكتور حمد ياسين جذبت الانتباه من عدة أنحاء في العالم ولا سيما من المهتمين والمتخصصين بهذا المجال فتحدثت عنها نشرات علمية ومجلات مرموقة كما تم نشر أبحاثه في الصحافة الأجنبية المعنية ومنها موقعي 'ترينيتي افر' و 'زينت' الأخباريين في ايطاليا.

ومن أبرز المؤسسات التي نشرت أبحاثه على مواقعها الالكترونية كل من بنك 'فيوتشورا' الايطالي الذي كتب مقالة عن البحث في شهر يوليو من العام الحالي وبنك 'كريو بنكو' البرازيلي ومقره مدينة ريو دي جانيرو والذي أيضا نقل مقتطفات عن البحث في مقالة له خلال شهر مارس من العام الحالي علما بأن هاتين المؤسستين مختصتان بتخزين دم الحبل السري وقد أبرزتا اسم الكويت من خلال التذكير بأن الدكتور ياسين هو كويتي والاشادة بما يقدمه الكويتيون في المجالات العلمية والفكرية والثقافية وغيرها.

كذلك قامت شركة 'جنرال الكتريك' للرعاية الطبية التابعة لمجموعة 'جنرال الكتريك' الأمريكية العملاقة باستخدام أحد أبحاث الدكتور ياسين لتسويق منتج (الفيكول) عالميا وهو منتج يستخدم لاستخلاص الخلايا البيضاء من الدم.

ما سبق ذكره ليس سوى غيض من فيض واختصار لما أنجزه هذا الباحث الكويتي الذي أكد في ختام حديثه ل(كونا) انه سيواصل جهوده وسعيه للمزيد من الانجازات وانه يبذل أقصى ما في وسعه لخدمة بلده الكويت والبشرية بأسرها متمنيا أن تحقق أبحاثه النتائج المتوخاة وأن توضع في خدمة الناس وتساهم في انقاذ حياتهم.