مشيدا بكلام جاسم السعدون.. خليفة الخرافي ينتقد أداء النواب ويعتبر الكوادر انتحار بطئ للبلد

زاوية الكتاب

كتب 800 مشاهدات 0



القبس

كلام السعدون درر (3 - 3)
كتب خليفة الخرافي :
   
في مقابلة صحفية في جريدة الجريدة بتاريخ الاثنين 8 أغسطس 2011 حدد خبيرنا الاقتصادي مواقع الخلل في معوقات البنية الاقتصادية في الكويت، حيث حدد ان الاصلاح لا يبدأ إلا بالرأس الكبير، فان صلح صلح البلد، ونعني هنا رئيس الحكومة ووزرائه، لان هذه هي مسؤوليته، وثبت انه لا يوجد لدى الحكومة حسن ادارة، والسبب الرئيسي ان حكوماتنا عبارة عن قص ولزق، فتعين وزيرا لارضاء تلك القبيلة، ووزيرا آخر لتلك الطائفة، ووزيرا لتلك الفئة، ولم يحرصوا على اختيار الوزير القوي الأمين، ويعلم الله ان ما يؤجل قدوم الكارثة على الكويت هو ارتفاع أسعار برميل النفط، الكارثة قادمة لا محالة، والتي لن تبقي ولن تذر شيئا بسبب الخلل الكبير بالادارة، والذي ولد تضخما غير طبيعي وغير منطقي، فهل يعقل انه قبل 11 عاما كانت ميزانية الدولة 4 مليارات دينار فقط، وكانت كبيرة في تلك الفترة بينما وصل اليوم ما يصرف على الرواتب والدعم 13 مليار دينار، وبعثرة هذه الأموال بسفه وخفة وحمق، وكأنه طريقة الأب الذي يرغب في توزيع ارثه على ابنائه السذج، وهو على قيد الحياة.
في مقابلته مع جريدة الجريدة شخّص الخبير الاقتصادي جاسم السعدون العلة التي تعانيها الكويت، ووضع يده على الجرح، وضغط بقوة عليه، الا ان المريض لم يصرخ ولم يشعر بالألم، لأن المريض «الشعب الكويتي» مازال فاقدا وعيه، مخدرا تخديرا كليا، وليس موضعيا، فمن يدير الدولة، من نواب حكومة ومستشارين، لا يستحقون هذه المناصب التي تعطي ميزات ومنافع كثيرة جدا للوزراء والنواب وقياديي الدولة ومستشاريها، علما ان عطاءهم محدود جدا ومتواضع أو مخرب، وينشر ويزيد الفساد فسادا، فلقد خذلوا شبابنا بمحاولتهم تخدير الشعب بتلبية جميع مطالبه غير المنطقية، والتي يستهزأ علينا بها شعوب الدول المتطورة والغنية، ودمروا بطريقتهم المتهورة بهدر أموال الدولة الرغبة الحقيقية لشبابنا الضائع، وخربوا البلد ومستقبل أطفاله، لا بل أصبح شبابنا يطرق الأبواب، يستجدي وظيفة وينادي باسقاط القروض، ويطالب باعانات للطلبة، فتعلموا ان يعيشوا يومهم، فلا توجد لديهم رؤية للمستقبل.
حذر الخبير الاقتصادي جاسم السعدون من ان الكويت تنتحر ببطء، أو قد تنتحر بشكل سريع يعتمد على انهيار أسعار برميل النفط وزيادة النفقات بالميزانية، فالمتوقع بعد فترة 5 سنوات نشوء تضخم كبير جدا بالميزانية بدخول 100 ألف موظف جديد بالدولة، اضافة الى ما يحتاجونه من خدمات ورعاية سكنية مكلفة جدا، وتشكل عبئا كبيرا جدا على ميزانية الدولة.
****
ان من يظن انه ينصف ويرضي ويريح الكويتيين بالكوادر هو في الحقيقة يعمل على انتحار البلد ببطء، أو بأسرع مما نتوقع جميعا.
وفي ظل الاسراف والهدر الحالي كم سنحتاج مستقبلا، فقد تصل مصروفاتنا الى 40 ــــ 50 مليار دينار، ويتساءل خبيرنا الاقتصادي أين من كان يخطط للكويت سنة 1995، وهو واضح لديه كم سيبلغ عدد طلبة التعليم العالي؟ هل توقع ذلك، وهل استمعت لتوقعاته الحكومات المتعاقبة؟ كما اشار الى ان حكوماتنا لا ترى وراء خشمها، وليست قادرة على حل مشاكلنا.
وحذرنا خبيرنا الاقتصادي ممن يتبنى شعار «أعطوا الناس ما يريدونه» انه يؤدي إلى خراب كل القيم البناءة، كما يحطم الرغبة الجادة والصادقة في العطاء والانتاج، واشار الى ان الحكومة تتخبط، ولا يرجى منها خير.
وكشف خبيرنا الاقتصادي ان %40 من شركات الاستثمار اصيبت اصابة قاتلة، ويجب خروجها، وان جزءا لا بد من اندماجه او تقليصه.
وحدد خبيرنا الاقتصادي ان الكويت لا تشكو من مشكلة موارد أو رؤية، بل مشكلة ضعف الادارة، وعدم قدرتها على اخذ القرارات التي توقف وتحد من انهيار اقتصاد الدولة.

خليفة مساعد الخرافي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك