ياربااااااااااه، فارس المعلقين على ((الآن))

صاحب الصيحة الشهيرة 'يا رباه' إعجابا بلعبة كروية أو تحسرا على فرصة تهديف ضاعت، شاب بالكاد تجاوز الثلاثين من عمره، خاض تجربة التعليق الرياضي مبكرا، وكانت ضد رغبات والده الذي كان –مثل كثيرين- يرى أن الرياضة 'مهنة من لامهنة له' فما بالك بامتهان التعليق عليها، ناهيك عن أن فارس عوض- فارس المعلقين الرياضيين- خجول بطبعه، وهادئ وقليل الكلام، فكيف له  أن يمتهن عملا يعتمد على الكلام الوصفي الدقيق المتواصل طيلة أكثر من ساعة بلا توقف؟ وكانت البداية لإقناع والده، وتحقيق رضاه أن أتاه بشريط مسجل كبروفة على تلفزيون أبوظبي، فسمعه والده وذهل: من وين جبت هالكلام؟ كانت ردة فعل والده مزيج بين التعجب والفرح، ومنذ ذلك اليوم، اقتنع والد فارس عوض صالح أن التعليق ليس كلام وحسب، ولكنه فن وثقافة وتحضير وقراءة وقدرة على ايصال رسائل توعوية ذكية لملايين الشباب الذين يتابعون المباريات الكروية.

زارت فارس عوض بمنزله بأبوظبي، وأجرت معه هذا اللقاء العابر:

من هم قدوتك في التعليق؟

كثيرون، ولكن أهمهم خالد الحربان ويوسف سيف وعلي سعيد الكعبي.

ما الفرق بين التعليق على المباراة العربية والمباراة الأجنبية وأيهما أسهل؟

التعليق على المبارة الأجنبية أسهل بكثير، لسببين اساسيين: أن المباراة العربية تتطلب بسبب تدني مستواها مقارنة مع المباريات الأجنبية المتطورة إلى 'ملء الفراغات' بسبب بطء اللعب، وأن اضطر إلى الكلام على مواضيع خارج المباراة، بينما المباراة الأجنبية وبسبب سرعة اللعب، أنهمك فقط في وصفها لأنه لا يوجد تباطوء وتعطيل باللعب، وثاني الأسباب هو ان المباريات الأجنبية لها أرشيف هائل من المرئي والمقروء، بينما أرشيف الكرة العربية شحيح في الحصول على معلومات عن الفرق واللاعبين.

كيف تصف مهنة التعليق الرياضي اليوم؟

هي تحد كبير، ولم يعد هناك مكان لمن يدخل المباراة لأنه صوته متميز فقط، وعلى المعلق أن يحضر وأن يؤدي واجباته ويدرس الفريقين دراسة مستفيضة قبل البدء بالتعليق عليهما. فالتعليق اليوم مهنة وفن وثقافة، وليس كلاما وصفيا وحسب.

أنت درست المحاسبة وتخرجت من جامعة الإمارات، فلماذا اتجهت إلى التعليق الرياضي كمهنة؟

أجاب مازحا، يبدو أني فشلت في قياس وحساب الأرقام والميزانيات، فوجدت عملي في قياس التمريرات وحساب الأهداف وحسابات الربح والخسارة بالرياضة والمباريات.

أي دوري تعتقد أنه الأمتع بين دوري كرة القدم العالمية؟

أجاب بلا تردد: الدوري الانجليزي هو الأكثر متعة وإثارة بين كافة البطولات الاوروبية.

ومن تشجع؟

أشجع اللعبة الجميلة.

هذا جواب دبلوماسي، أيعقل أنك بلا هوى لفريق محلي أو خليجي أو عربي أو أجنبي؟

بلى، ولكن ليس من المهنية البوح به.

وماذا لو لعب هذا الفريق 'السري' وعلقت على مباراته؟

أجاب بثقة: صدقني أني ما أن أضع السماعات على أذني، حتى أتناسى مشاعري وأركز على مهنتي بالوصف الموضوعي قدر المستطاع.

ماذا عن الكويت وعلاقتك بها؟

لي بها أصدقاء وأحبها وأحب أهلها ودرس والدي وتخرج من جامعتها، وله ذكريات وعلاقة متينة بكل ما فيها، ضاربة بروحه وعقله، وأرى حبي لها متجذر من قصص والدي عن ذكرياته فيها، وأرى أن الكويت دوما عتبة النجاح الأولى لكثير من الطاقات والإبداعات الخليجية في كثير من المجالات.

وقبل ان تودع فارس المعلقين، باركت له مرة أخرى بشهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وسألته عن أمنيته الرياضية في هذا الشهر الفضيل، فقال: أتمنى أن أرى اليوم الذي ينشأ فيه معهد تدريبي للتعليق الرياضي لاستيعاب كثير من طاقات الشباب ومواهبهم في هذا المجال، وكل عام والكويت وأهلها والجميع بألف خير.

ومن أبرز الكلمات والعبارات والأشعار والألقاب التي أطلقها فارس عوض وحفظها عنه الجمهور:

- يا رباااااااااااااااه

- تكمل، تكمل، حراااااااام ماتكمل

- دوختني، جننتني، وقف ياتاريخ

الله يابدران.. الله يا المرعب.. بدر المطوع.. المولود في عشرة واحد.. وهو واحد عن عشرة.. بدر المطوع، يطوع اللي ماتطوع.. الله يابدراااااان.. وراك رجال يالكويت وراك رجال (هدف المطوع في مرمى أوزبكستان).

- قوم يامساعد.. قوم يامساعد.. لاتنكسر قدام عيني وانا أشوف.. (طرد مساعد ندا في مباراة الكويت أمام الصين).

- مر يا اسماعيل وسجلها الله يا اسماعيل، اسماعيل مطر يسجل، ياعل عيني ماتبكيك يا اسماعيل، ياعل عيني ماتبكيك يا اسماعيل، ماتبكيك ماتبكيك، البطولة نبغي راسها، نبغي راسها، نجيب راسها يعني نجيب راسها، الله يا اسماعيل والله يا الامارات، اسماعيل خلصها بالهدف القاتل، عوايدك يا اسماعيل عوايدك (هدف الفوز للامارات على السعودية في نهائي كأس الخليج).

- الله يانايف الله، نايف ثابت والمرمى هو اللي هزازي، نايف ثبتها بالهدف وهز معها قلوب الاتحادية، أشعلها نايف والاتي واقف (هدف نايف هزازي بمرمى الاتحاد السعودي).

- هذبتلي شماغي الأحمر وبيدها غزلة علم... وقالت يا ابني خلي راسك فوق عالي بالقمم.... شكشكتني بالكرامة.. طرزتني بالكرم.. أنا أمي أردنية.. هما تربي زلم.. (فارس عوض مادحا لاعبي الأردن في احدى المباريات).

- من الغريب والعجيب الجماهير العربية، لا أقول كل الجماهير، ولكن الكثير من الجماهير، مع كل خروج للمنتخب من البطولة تشاهد أنواع النكت وانواع السخرية، ومسجات بالبلاك بيري وغيرها، وتسمع أنواع الضحك.. نضحك على ايش على خيبتنا!!!

- ساكاروني مدرب اليابان يقول قبل المباراة لست بحاجة لتحفيز اللاعبين بل أدعوهم للسيطرة على الحماس!! شوف وين وصلوا؟ واحنا نقعد ولازم نحمسهم ويالله شدوا الحيل، والمسؤول يأتي والأمير والشيخ ، ويالله وفزعة وحماس وأغاني وطنية عشان نلعب شوط واحد!! والله لما تشوف الأمور والمقارنات والفوارق تتعب.

- تكمل ... تكمل .. حرام ما تكمل، هدف سجله روبينيو بأقدام ايلانو، لا لا لا، بيليه ما مات، بيليه موجود وروبينيو موجود والسامبا دائما موجودة، دوختني جننتني!! لاتخليني أكلم نفسي، هدف توب حطوه في اليوتيوب!!

- الله يا ليونيل ميسي، يارباااااااه، وقف ياتاريخ، سجل ياتاريخ، أفرد صفحاتك ياتاريخ، فهنا من سيعيد كتابة التاريخ من جديد، مارادونا ما مات، مارادونا مازال في الأرجنتين، الله يا ميسي.

- اعتزلت فاعتزل الكثيرون كرة القدم ومتابعتها.. ناس(ن) تجي وتروح ماهزت القلب... وناس(ن) تروح وتاخذ القلب معها، هذا هو زين الدين زيدان، الله يازيزو، أفضل كنترول بالعالم، وأفضل من يسيطر على المسديرة، يقف بالمعلب وهم يدورون من حوله من كل مكان، أهذا رجل اعتزل اللعب قبل ثلاث سنوات، لايمكن؟!! فحتى بعد الاعتزال زيدان ما زال.

- ومن تعليقاته الطريفه، حين أحرز النجم اغويروا هدفا للأرجنتين في مرمى ، صرخ فارس وقال زوجه بنتك الثانية يامارادونا، يستاهل أبو نسب والد حفيدك، زوجه هم بنت الثانية، في اشارة للمشكلة العائلية التي افتعلها اغويروا بين الشقيقتين.