بعد فتوى تأخير الإفطار لسكان برج دبي.. الشيعة على حق فى تأخير الإفطار برأى خليل علي حيدر
زاوية الكتابكتب أغسطس 14, 2011, 12:54 ص 3880 مشاهدات 0
القبس
الحق.. مع الشيعة
القضية الدينية الرمضانية التي اثيرت في مدينة دبي بالامارات اخيرا، دليل آخر على تأثير تطورات العصر وتقدم المعمار في الدين والعبادات الاسلامية نفسها!.
فقد دعت الشؤون الاسلامية هناك، سكان الابراج شاهقة الارتفاع الى تأخير افطار الصيام لمدة دقيقتين او ثلاث دقائق، بعد الاذان، حسب ارتفاع الشقة!.
وقالت ان سكان «برج خليفة» بدبي، الاعلى في العالم، عليهم الافطار والسحور وفق ثلاثة مواقيت تحددها الطوابق التي يقيمون فيها. وقال كبير رجال الافتاء في الدائرة د. أحمد الحداد، ان هناك فروقاً في التوقيت بين سكان الطوابق بالغة الارتفاع، والطوابق القريبة من الارض، خصوصاً في صلوات المغرب والعشاء والفجر. وذكر ان سكان برج خليفة المكون من 160 طابقاً، مطالبون بتأخير الافطار في شهر رمضان ماعدا سكان الطوابق الاقل من الطابق 80، فهؤلاء يفطرون مع أذان المساجد.
واوضح الحداد ان هذا الاختلاف سببه ان سكان الطوابق شاهقة الارتفاع، تغرب عليهم الشمس متأخرة عن غروبها لدى سكان الطوابق المنخفضة، في حين انهم اول من يستقبل الفجر وشروق الشمس. كما سمعنا ان برجاً اكثر ارتفاعاً من برج خليفة سيبنى قريباً في مدينة «جدة» بالسعودية،. بتمويل من الأمير الوليد بن طلال، وربما اضطر سكنة ادواره العليا، الى الافطار خمس دقائق او اكثر بعد افطار سائر اهل جدة والمناطق المجاورة لها. بل ربما اثارت هذه القضية الانتباه الى ان اذان المساجد والراديو والتلفاز حتى مدفع الافطار، ولايلزم ولا يفطر بموجبه الا سكان البيوت والعمارات المنخفضة، ولا يشمل سكان الجبال في الدولة مثلاً! فهم يرون الشمس بعد وقت طويل نسبياً من غيابها عن مركز المدينة، ربما في بيروت او كابل او طهران.
ربما كان الحق اذاً مع فقهاء الشيعة، عندما افتوا بوجوب تأخير الافطار حتى يتأكد غروب الشمس ويرتسم الخيط الاسود على الافق، يقول لي صديق كان يسكن في طفولته في حي متعدد المذاهب في الكويت القديمة، «كنا نستغرب ونحن نلعب مع الأولاد الشيعة في رمضان قبل الافطار انهم لا يتركون اللعب مع الأذان، ويستمرون بعدنا في اللعب، ثم عرفت فيما بعد انهم يؤخرون وقت الافطار لاعتبارات مذهبية».
وقد تبين الآن ان «الأحوط» تأخير الافطار في رمضان بعض الوقت حتى يتأكد الغروب وبدء الظلام. اما الحديث النبوي المعروف في هذا المجال الذي يلزم المسلمين الافطار فور غياب الشمس فهو «لايزال الناس بخير ما عاجلوا الفطر»، وحديث «قال الله عز وجل: أحب عبادي الي اعجلهم فطراً» - الترمزي (رياض الصالحين، باب فضل تعجيل الفطر) ولكن هل يتحتم التزام كل سكان المدينة او المنطقة او الدولة ان كانت صغيرة الأذان وموعد الافطار؟ جواب فتوى إمارة دبي هو بالنفي!
خليل علي حيدر
تعليقات