في قضية المطالبة بتعديل الدستور..د. سعاد الطراروة لنواب الكتل الإسلامية ارفعوا وصايتكم عنا

زاوية الكتاب

كتب 853 مشاهدات 0



القبس
الكتل الإسلامية وتعديل الدستور
كتب سعاد الطراروة :
تطالب الكتل الإسلامية بتعديل المادة الثانية من الدستور، وتجد لها التأييد من البعض فقط لانها تجد ضالتها في محاربة السلطة التنفيذية، وايجاد منبر جديد للإثارة.
نعرض موضوع التعديل، ولكن ليس للتأييد أو المعارضة، إنما للتنبيه إلى خطورة ما تتم المطالبة به، فالتشريع وصياغته له فلسفة وغاية وجدوى، وهي تحقيق المصلحة العامة لكل المواطنين بكل معتقداتهم وأديانهم، وإلا انحرف التشريع عن مقاصده وهو ما يطلق عليه أستاذنا الجليل رحمه الله السنهوري بـ «الانحراف التشريعي».
هذا من جانب قانوني، أما الجانب الفقهي، فإن كانت الشريعة ثابتة فإن الفقه متحرك، يتحرك بكل الاتجاهات الأربعة، وبتحرك الزمان والمكان، فإن جاء مقلدا للماضي، فإنه يُصاب بالضيق وعدم القدرة على الابتكار، وعليه لا يتواكب مع مقتضيات العصر، خصوصاً أننا نعيش مع مجتمع له مشاكل وأزمات مختلفة في المضمون والمحتوى عن مشاكل السلف.
أما الجانب الثالث فيتمثل في وجود فئات من المواطنين متعددة الأديان، فكما أن هناك غالبية مسلمة هناك أقلية مسيحية يجب احترامها، وكما أن هناك مواطنا يؤمن بالمذهب الحنبلي هناك من يؤمن بالمذهب الجعفري، وهؤلاء جميعاً مواطنون لهم مثل ما عليهم من الحقوق والواجبات، لذلك يجب أن تحاط المطالبة بتطبيق وأسلمة القوانين بضمانات كثيرة يطوقها سياج أمني محكم، هذا السياج يُقصد به أن الفقه الإسلامي يتسم بالمرونة والسعة والرحابة وتعدد المذاهب والآراء، ولكل رأي أسانيده وأدلته، ولكن هناك فقه الواقع الذي إما يجهله البعض أو لا يعترف به.
أيها السادة إسلامكم يعني إقصاء الآخر، وتكفير من لا يوافقكم الرأي!
عذراً، فالكويت ودستورها لستم القيمين عليه والأوصياء علينا! ارفعوا الوصاية عن الناس!
متى استعبدتم الناس؟ فقط لأنكم حصلتهم على كرسي في البرلمان؟!

د. سعاد فهد الطراروة

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك