عبدالعزيز الفضلي يُشكك في مقطع على النت لمحاضرة تنبأ فيها رجل مسلم بالثورات العربية
زاوية الكتابكتب أغسطس 12, 2011, 12:22 ص 5205 مشاهدات 0
الراى
رسالتي / الرقم 675648!
تناقلت وسائل التواصل الالكتروني مقطع فيديو لرجل دين كبير في السن يقال انه مسلم ويدعى عمران حسين يتحدث باللغة الانكليزية وتمت ترجمة كلامه للعربية، ويقال ان المقطع جزء من محاضرة ألقاها عام 2003 م.
وملخص المقطع أن الرجل توقع وقوع ثورات في الوطن العربي، تقوم من خلالها الشعوب بالخروج الى الشوارع وأن المحرك لها هو الغرب، وبأن الأنظمة العربية ستسقط واحدة بعد الأخرى وأولها الموالية لأميركا، وتوقع أن تستخدم وسائل الاعلام لتحقيق هذا السيناريو مثل الجزيرة وCNN، وبأن المسلمين الذين ينظرون للأشياء بعين واحدة هم من سيصدقون هذه الثورات! وأشار الى أن هناك حكومات شعبية منتخبة ستحل بدل تلك الأنظمة، ما سيجعل اليهود يشعرون بأن دولة اسرائيل في خطر، ما يدفعهم الى القيام بهجمة استباقية، سيستخدمون خلالها تكنولوجيا جديدة، ستجعل أميركا وكأنها في آخر الصف، ولتكون اسرائيل هي القوة العظمى الأولى في العالم، وستكون غنائم هذا العدوان هو السيطرة على حقول البترول في الشرق الأوسط، وأن حكمها سيستمر لثلاثين عاماً تقريباً.
وفي الحقيقة انتابتني شكوك عدة تجاه هذا المقطع، ومنها أن هذه الشخصية غير معروفة لدى المسلمين، والأمر الثاني أنه لا يوجد ما يثبت صدق التاريخ المنسوب للمحاضرة حيث أن من دبلج المقطع مع بعض اللقطات وقام بنشره هو من وضع التاريخ خارج تصوير المحاضرة، والأمر الثالث هو ما الحكمة من نشر هذا المقطع في مثل هذا الوقت، ولماذا لم يظهر قبل ثورة الربيع العربي؟
ما زاد شكي في الغاية من عرض المقطع أن صاحبه كتب في النهاية: اللهم اجعل بلادنا آمنة، وابعد عنا الفتن، وكأنه تحذير من هذه الثورات التي ستلحق الأضرار بالأمة فهو يدعو الله بأن يصرفها.
من جميل الردود التي قرأتها على المقطع قول بعضهم : هذا المقطع هو أقوى دعاية لاسرائيل، وقال آخر: هناك تنبؤ للشيخ سفر الحوالي شفاه الله بأن سقوط اسرائيل سيكون في عام 2012 فلماذا لا تكون هذه الثورات هي بداية النهاية لاسرائيل؟
وقال ثالث: ان هذا المقطع يوحي بأهمية الابقاء على الأنظمة الحالية، لأن البديل لها سيكون الاحتلال الاسرائيلي.
أيها السادة القراء أنا لا أستبعد أن يكون وراء نشر مثل هذه المقاطع دولة الصهاينة، لما اشتهرت فيه من المكر والخداع، فهي ان لم تكن صانعة للمقطع، فلن تكون بعيدة عن السعي لترويجه، والهدف من ذلك بث روح الانهزامية واليأس في نفوس العرب والمسلمين.
قرأت في آخر عدد لمجلة «المجتمع» الكويتية ملفاً عن حرب العاشر من رمضان أعده الدكتور محمد بن موسى الشريف، وأشار فيه الى الشعور الذي كان سائداً عند العرب بعد نكسة 67، وهو أن جيش الصهاينة لا يقهر، ونقل الدكتور الشريف كلاماً عن اللواء أركان حرب جمال الدين محفوظ كانت مجلة «الأزهر» قد نقلته عنه في عدد رمضان 1410هـ أبريل 1990م، حيث أشار خلاله الى أن الروح المعنوية للجيش المصري كانت في تدهور شديد، نتيجة لضغوط داخلية مثل لوم النفس وتبادل الاتهامات، وضغوط خارجية تمثلت بالحرب النفسية التي استخدمها الصهاينة، وكان منها أن جنودا مصريين فتحوا أعينهم ذات صباح على لوحات قد غرست على الضفة الشرقية لقناة السويس تقول: اذا كنت تسأل عن أسباب الهزيمة فاتصل برقم 675648 والرقم يبدو لأول وهلة كرقم هاتف لكن سرعان ما يتضح أنه يتألف من سنوات المعارك 48 ـ 56 ـ 67 وكأنها تقول للمقاتل المصري لماذا تسأل عن أسباب الهزيمة هذه المرة، وأنت دائما مهزوم؟
وعودة على المقطع فأود التأكيد على أن الثورات العربية انما هي نابعة من رحم معاناة الشعوب التي ظلت تعاني أعواماً طويلة تحت حكومات دكتاتورية، وليس بتحريك من الغرب، والأمر الثاني أن دولة الصهاينة أعجز من أن تنتصر على الدول العربية، فهي لم تتمكن من هزيمة حركة حماس المحاصرة في قطاع غزة، والتي تمكنت من الصمود في وجه الألة العسكرية، فهل ستكون الجيوش العربية بما لديها من قوات أضعف منها؟
عبدالعزيز صباح الفضلي
تعليقات