السلفية مُختَطفة اعلاميا وفكرياً من ادعيائها وتواجه حرباً ضروساً لافشال أهدافها العظيمة، برأى د.د.فهد الخنـة

زاوية الكتاب

كتب 1234 مشاهدات 0







وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ اَلْمُلُوكِ

د.فهد صالح الخنـة


روى مسلم في صحيحه عن اَلْمُسْتَوْرِدِ القرشي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «تقوم الساعة والروم أكثر الناس». فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لئن قلت ذلك، ان فيهم لخصالا أربعا: انهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم افاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك».
لقد استوقفني ثناء عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو الصحابي العارف المجرب بأحوال الأمم وفاتح مصر على الروم بقوله «وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ اَلْمُلُوكِ» ان الأمة المنيعة من ظلم الملوك والحكام أمة قوية وأن العدل أساس الملك ومن أهم أسباب قوة الأمم وانتصارها والظلم من أهم أسباب ضعفها وهزيمتها بل وهلاكها وعلينا كدعاة الى الله واجب الدعوة الى اقامة الحكم العادل الرشيد والحرص على ترسيخ ضمانات العدالة التي تأخذ على يد الظالم وتحمي المظلوم ولا يجوز لنا تحريض ولاة الأمر والحكام على الظلم وجلد ظهر الأمة ونهب أموالها وسفك دمائها وانتهاك أعراضها ونوسع لهم في الأمر وكأنه مشروع لهم ونخذّل الأمة من التصدي لهم بالوسائل السلميّة المتاحة وندعوها للاستسلام والخضوع والخنوع لسياط الجلادين وسيوف الظلمة لقد وصل الحال لمؤلف كتاب طبعته وزارة الأوقاف الكويتية للأسف الشديد ويوزع على الموظفين ان قال «ولا يجوز الخروج على الأئمة وان بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ولم يظهر منهم الكفر البواح».
هل يقول مسلم عاقل بأنه يجب الصبر على ظلم ولاة الأمر وان بلغوا في الظلم أي مبلغ؟! هكذا قولاً مطلقاً؟! حتى لو هتكوا الأعراض وسفكوا الدماء وقاموا بمذابح جماعية وابادة بشرية؟!، يجب على المسلمين ان يسلموا رقابهم للموت دون حراك -سبحانك هذا بهتان عظيم -و آخر يقول بكل تبجح انه لا يجوز دفع الامام الصائل بأي حال، هكذا لا يجوز دفع الامام الصائل؟! اذا جاء يهتك عرض أختك أو ابنتك أو زوجتك أو حتى أمك عليك ألا تدافع عن نفسك ولا عن عرضك ولا عن مالك وعليك بالاستسلام للذبح وسلم عرضك للطغاة وعصاباتهم يفعلون بنساء الأمة ما يشاؤون ثم يقولون ان هذا هو منهج السلف الصالح ومذهب أهل السنة والجماعة وهو من الافتراء على الاسلام ومذهب أهل السنة والجماعة ونهج السلف الذين أوجبوا طاعة ولي الأمر المسلم بالمعروف وبغير معصية الخالق والصبر على ولاة الأمر وان جاروا هو بعدم الخروج عليهم بالسيف وقتالهم وهو المنهج الحق فان حُرمة الدماء عظيمة في الاسلام وفي نفس الوقت حث الشارع الحكيم على قول الحق والتصدي للظلم والظالمين بالوسائل السلميّة والمتاحة التي تحقق المصلحة وتدفع المفسدة قال صلى الله عليه وسلم «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» أما ان طغى ولي الأمر وتجبر وعاث في الأرض فساداً وعم بلاؤه الأمة وشاع ظلمه بين الناس حتى أصبح الناس لا يأمنون على دمائهم ولا أعراضهم ولا أموالهم منه فلهم عزله وتنصيب غيره ممن يحكم بالعدل ان كانت لهم القدرة على ذلك وكانت مصالح القيام عليه أعظم ومفاسدها أقل وكان الظن الراجح البيّن أنهم يقدرون على ذلك نقول ذلك ونحن نعلم ان الأمة بحمد الله قد تجاوزت هذا الفكر الدخيل على السلفية كما فكر القاعدة فهما على طرفي نقيض فكر خاضع للظلمة والطغاة يوسع عليهم بالغاء شرع الله ويضيق على الأمة في الانكار عليهم ويحرضهم على قتل وجلد المسلمين وفكر يستبيح دماء المسلمين وأموالهم بزعم الجهاد في سبيل الله وكلٌ يدّعي السلفية والسلفية براء منهما، ان السلفية مُختَطفة اعلاميا وفكرياً من ادعيائها لقد واجهت السلفية حرباً ضروساً لافشال أهدافها العظيمة التي تمثل الاسلام الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبّقه سلف الأمة من أصحابه ومن تبعهم باحسان القائم على التوحيد الخالص لله جل وعلا واتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتزكية النفس واقامة الخلافة الراشدة ودورنا ومسؤوليتنا ان ننقي هذا المنهج القويم من التشوهات الفكرية والتصرفات الفردية أو حتى الجماعية من بعض من نسب نفسه اليه حتى نقدم هذا المنهج الرباني القويم الى الناس والذي يحمي عقائدهم من الشرك وبدعه ووسائله ويحث المسلمين على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويعمل على تزكية النفس بالعبادة الصحيحة ويُحليها بأفضل الأخلاق ويُخليها عن سيئها ويدعو الى اقامة الحكم الرشيد العادل المحكم لشرع الله والذي يصون حريات الأمة في الشورى الملزمة واختيار حكامها وبرلمانها ووضع ضمانات العدالة وحقوق الناس في العيش المشترك وحرية العقيدة والتعايش السلمي ان الأمة تريد أملاً لمستقبلها ونوراً يضيء لها الطريق ومازلنا متخلفين عن ذلك وأملنا ان نقوم بواجبنا تجاه ربنا جل وعلا وواجبنا لنشر الحنيفية السمحة التي بُعث بها نبينا محمد نبي الرحمة التي هي عنوان رسالته صلى الله عليه وسلم {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين} والعدل الذي قامت عليه السموات والأرض {ان الله يأمر بالعدل والاحسان} ونحفظ دين المسلمين ودماءهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم ومن يعيش معهم وبينهم من غيرهم سواء بسواء دون تفريق أو ظلم كما كان هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الى يوم تلقونه» ولابد من خطوات عملية ان شاء الله نجمع فيها اخواننا في الله على الطريق القويم والصراط المستقيم الذي يجب ان نسير به وعليه لما فيه خير الأمة وأمنها وأمانها وحريتها ورفاهيتها فلنستعد ونعد للأمر عدته.
والله المستعان

د. فهد صالح الخنه












الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك