بعد أن كانت عاصمة الخلافة تحولت لعاصمة سفك الدماء.. وما يحدث في سوريا لم يعد شأنا سوريا برأى عبدالله العدواني
زاوية الكتابكتب أغسطس 9, 2011, 12:31 ص 565 مشاهدات 0
الأنباء
دمشق عاصمة الخلافة.. وسفك الدماء!
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - الأنباء
في السابق وقبل أن تأتي هذه الأنظمة عندما تذكر دمشق تذكر عاصمة الخلافة، وعندما نذكر دمشق الماضي نتذكر الفتوحات الإسلامية الكبيرة والبطولات التي سطرها أبناء الإسلام في ذلك الزمان، أما دمشق اليوم فتبكي وتتحسر اذ أصبحت دمشق سفك الدماء.
ظلت دمشق لأعوام طويلة دار الخلافة الإسلامية.. وكان لها دور كبير في نهضة الأمة لا ينكره أي إنسان، والآن الأحداث التي تمر بها الشقيقة سورية لا تسر عدوا ولا حبيبا، فالدماء تسيل كل يوم ومنذ أربعة أشهر تقريبا بغزارة.. وأعداد الشهداء المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية في ازدياد مطرد ومخيف، ولعل هذا ما حدا بالنائب محمد هايف على أن يصدر تصريحه الأخير في ندوة ساحة الإرادة والذي قال فيه «سنطلب استفتاء العلماء في إهدار دم السفير السوري المجرم».
وإن كان هناك كثيرون من أبناء الشعب الكويتي ينسجمون مع تصريحات النائب هايف إلا أنه بأي حال من الأحوال لم يوفق النائب هايف في هذا التصريح الذي اختلفت وكثيرون معه لأنه كما قالت الحركة الدستورية في تصريحها بشأن الموضوع ذاته: «الدماء معصومة وأمرها متروك للقضاء».. ولأنه بالفعل الكويت دولة دستور وقانون فلا يمكن أن نهدر الدماء ونستبيح قتل الناس هكذا، لأن هذا الأمر له أهله ولا يمكن لأي كان أن يفتي بما يريد مع الوضع في الاعتبار ان هايف لم يهدر دم السفير السوري وانما طلب من العلماء الافتاء في هذا الشأن.
الغريب في الأمر أن عددا من النواب سارع لإدانة هايف على تصريحه كالنواب عدنان المطوع وصالح عاشور وحسين القلاف وحسن جوهر.. السؤال هنا أين كان هؤلاء النواب الشجعان من استباحة الدماء السورية من قبل نظام سورية المستبد؟ أين كانوا من قتل الأبرياء والنساء والأطفال واستباحة أعراض الناس في سورية ودمائهم التي سالت بغزارة؟ بل إن الأمر امتد ليطول هدم المساجد في هذا الشهر الكريم وقطع الكهرباء والاتصالات والخبز.
لماذا هذه الازدواجية في المعايير والمواقف، نحن ولاشك نختلف مع النائب هايف ولكن هل دم الشعب السوري مستباح ودم السفير السوري الذي يمثل النظام مصون لأنه أحد أعضاء حزب البعث المقيت والمستبد والمنفرد بالسلطة والمستحوذ عليها منذ عشرات السنوات؟!
على المجتمع الدولي والجامعة العربية ودولها أن تتخذ موقفا من النظام السوري الذي استباح دماء شعبه.. فالأمر لم يعد شأناً سورياً داخليا، وإنما هو شأن عربي إسلامي مسؤول عنه كل فرد مسلم وعربي، ولا نريد أن تتكرر المواقف التي تأتي متأخرة جدا كما حدث مع الشعب المصري والشعب التونسي وكذلك في ليبيا واليمن.. وللحقيقة كان بيان دول مجلس التعاون حول هذا الموضوع موقفا يحسب لدول المجلس وإن كان متأخرا ولكن أن يأتي خير من ألا يأتي.
الشعوب العربية المسلمة هي الباقية والأنظمة ستزول حتما يوما ما.. ولن يرحمنا التاريخ إذا ما تأخرنا أو تخاذلنا، وهنا نلوم أصحاب النفوذ والسلطة وقبلهم نلوم العلماء المسلمين الذين لم يتدخلوا لنصرة الشعب المسلم الشقيق، وهؤلاء أحرجهم هايف بتصريحه الذي نؤكد على اختلافنا معه لكننا بأي حال لا نرضى بالقمع والاستبداد واستباحة الدماء وإراقتها ليل نهار.
تعليقات