مواجهات دامية بين الشرطة والشعب في بريطانيا
عربي و دوليأسفرت عن مقتل شخص وإصابة العشرات وسرقة وحرق متاجر
أغسطس 8, 2011, 6:23 ص 2292 مشاهدات 0
هاجمت مجموعات من الشبان متاجر واتلفت سيارة للشرطة في شمال لندن يوم الاحد في الوقت الذي ارسلت فيه الشرطة تعزيزات لمنع وقوع مزيد من اعمال الشغب على النطاق الذي دمر منطقة اخرى في العاصمة البريطانية قبل 24 ساعة.
ووقعت حوادث متفرقة مساء الاحد في اينفيلد التي تبعد بضعة اميال شمالي حي توتنهام الفقير بلندن الذي شهد بعض من اسوأ اعمال الشغب التي وقعت بلندن منذ سنوات مساء السبت بعد تحول احتجاج على قتل شرطة مسلحة رجلا بالرصاص قبل بضعة ايام الى اعمال عنف.
وقالت قائدة الشرطة كريستين جونز ان الشرطة كان لديها 'موارد اضافية' في الخدمة في كل انحاء العاصمة يوم الاحد.
واضافت في بيان ان 'اي شخص اخر يفكر في ان بامكانه استغلال احداث الليلة الماضية كمبرر لارتكاب جريمة سيواجه برد قوي من جانبنا.'
وذكرت الشرطة ان ثلاثة متاجر لحقت بها اضرار ونهب اثنان منها في اينفيلد كما حطم الزجاج الخلفي لسيارة شرطة وانه تم اعتقال عدة اشخاص.
وقال الصيدلي المحلي ديباك شاه لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه وشقيقه تحصنا داخل متجرهما بعد ان حطم 15 شابا الزجاج وحاولوا اقتحامه.
وقال مصور لرويترز في الموقع انه تحطيم واجهة متجر مجوهرات ولكن شرطة مكافحة الشغب تدفقت على وسط الضاحية وتفرق الشبان الذين رشقوا الشرطة بمقذوفات في وقت سابق.
وفي خضم شائعات بانه قد يقع مزيد من العنف يوم الاحد قال ادريان هانستوك قائد الشرطة لرويترز ان هناك 'الكثير من المعلومات الخاطئة والتكهنات غير الدقيقة على مواقع الشبكات الاجتماعية' وان من شأن ذلك ان يشعل الموقف.
وفي توتنهام وهي منطقة تعيش بها اعداد كبيرة من الاقليات العرقية وترتفع فيها نسبة البطالة بدأ العمال في تنظيف المتاجر التي اقتحمها لصوص وقامت الشرطة باغلاق شارع رئيسي لمعاينة مسارح الجريمة بعد ان اشعل مثيرو شغب كانوا يلقون قنابل بنزين النار في عربات دوريات شرطة ومبان وحافلات.
وانحى ساسة والشرطة باللائمة في اعمال العنف على بلطجية ولكن سكانا عزوا اعمال العنف الى توترات محلية والغضب بشأن المشكلات.
وذكرت الشرطة ان 26 شرطيا جرحوا بعد ان امطرهم مثيرو الشغب بمقذوفات وزجاجات وقاموا بنهب مبان من بينها بنوك ومتاجر ومكاتب للمجالس المحلية واحراق ثلاث سيارات دوريات للشرطة قرب مركز شرطة توتنهام.
وقال سكان انهم اضطروا لترك منازلهم في الوقت الذي قامت فيه الشرطة الراكبة وشرطة مترجلة لمكافحة الشغب بمهاجمة الحشد لابعاد مثيري الشغب.
وواجهت شرطة لندن التي ستتولى تأمين دورة الالعاب الاولمبية في 2012 والمتوقع ان تكون اكبر عملية في وقت السلم في تاريخ بريطانيا تساؤلات بشأن كيف سمحت بتصاعد الاضطرابات.
وتمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف يوم الاحد. وكان الدخان مازال يتصاعد من البنايات المحترقة وامتلات الشوارع بالحجارة واستمر رنين اجراس الانذار من محاولات السطو.
وفي منطقة تجارية قريبة نهبت محال الادوات الكهربائية ومحال الهواتف المحمولة والقيت صناديق شاشات التلفزيون الكبيرة الفارغة في الخارج الى جانب اسطوانات مدمجة وشظايا زجاج نوافذ المتاجر المهشمة.
وقال سعد كمال وهو مدير فرع شركة لمبيعات التجزئة 'اخذوا كل شيء تقريبا... وكل ما بقي قد تحطم.'
وذكر ديفيد لامي عضو البرلمان المحلي انه لا يعرف ما اذا كان كل السكان في البنايات التي تعلو المحال التي اشعلت فيها النيران قد فروا. وقال للصحفيين 'مجتمع كان يعاني بالفعل والان انتزع قلبه منه.'
وقال قادة الشرطة وزعماء المجتمع المحلي ان الناس شعروا بالفزع مما حدث ودعوا الى الهدوء وسط مخاوف من اندلاع المزيد من الشغب او انتشاره في مناطق اخرى.
واندلعت الاضطرابات ليل السبت في اعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل مارك دوجان البالغ من العمر 29 عاما والذي لقي حتفه بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة يوم الخميس.
وتأتي اعمال الشغب ايضا في وقت تتسع فيه رقعة التشاؤم في بريطانيا حيث تجد صعوبة في تحقيق نمو اقتصادي ومع قيام الحكومة بخفض الانفاق العام وزيادة الضرائب للمساعدة في سد عجز الموازنة العامة الذي تجاوز عشرة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.
وقال اوزودينما ويجوي (49 عاما) وهو عامل نظافة استغني عنه أخيرا بسبب التفشف 'توتنهام حي محروم. البطالة متفشية للغاية... انهم محبطون.'
وتضم توتنهام مناطق بها اعلى معدل للبطالة في لندن. كما أن لها تاريخا من التوتر العنصري بسبب غضب الشبان المحليين خاصة السود من سلوك الشرطة بما في ذلك استخدام صلاحيات الايقاف والتفتيش.
وقال سكان في المنطقة ان الغضب كان يشتد في الاونة الاخيرة بسبب سلوك الشرطة.
وقال عامل في المنطقة من أصل تركي عمره 23 عاما رافضا الكشف عن اسمه 'عشت في برودووتر فارم 20 عاما او نحو ذلك ومن اليوم الاول والشرطة دائما تسيء الحكم مسبقا على الاتراك والسود.'
ووجهت اصابع الاتهام الى الشرطة ايضا لعدم توقعها الاضطرابات برغم ان قائد الشرطة هانستوك قال انه لم يكن هناك اي شيء يشير الى ما سيحدث. وقال انه يتوقع القاء القبض على مزيد من الاشخاص اضافة الى 55 شخصا اعتقلوا بالفعل .
وقال لامي 'يقلقني ان يتحول احتجاج سلمي... الى هذا ويبد انه استمر لساعات طويلة قبل ان نرى التصدي الشرطي الذي اعتقد انه مناسب.'
وقال ساسة ان مجرمين وبلطجية وليس اناسا ذوي مطالب حقيقية استغلوا الموقف.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون 'الاضطرابات في توتنهام الليلة الماضية غير مقبولة بالمرة. لا شيء يمكن ان يبرر العدوان الذي تعرضت له الشرطة والمواطنون او لاتلاف الممتلكات.
وقال سكان يوم الاحد ان الغضب ازاء زيادة معدلات البطالة وخفض الانفاق العام تضافر مع الاستياء من الشرطة لتفجير موجة من الغضب واعمال النهب في حي فقير بلندن.
واندلعت اعمال الشغب في حي توتنهام وهي منطقة تقع في شمال لندن المترامي الاطراف وتقطنها العديد من الجماعات مختلفة الاعراق مساء السبت في اعقاب مظاهرة احتجاج على مقتل رجل من السكان المحليين برصاص الشرطة.
واشعل مثيرو الشغب النار في سيارات للدورية ومبان وحافلة ذات طابقين. وانتهز اخرون فرصة انشغال الشرطة لنهب منطقة تجارية قريبة فحطموا واجهات ا لمتاجر وسرقوا اجهزة التلفزيون والكمبيوتر واحذية رياضية.
واغلقت الشرطة الشارع الرئيسي الذي يخترق توتنهام يوم الاحد بينما كانت تجري تحقيقات في اعمال العنف التي اسفرت عن اصابة 26 ضابطا بجروح. وشوهدت فيه سيارة محترقة على مقربة بينما تناثرت في الشارع قطع من الطوب التي استخرجت من الشارع لاستخدامها في رشق رجال الشرطة.
واستمر التوتر في المنطقة بينما تجمع السكان لينظروا في ذهول الى مشاهد الدمار حيث نفس بعضهم عن غضبه من الشرطة والحكومة.
وقال كثيرون ان مشاعر الاحباط تزايدت ازاء الوضع الاقتصادي المتردي الذي دفع الحكومة الى خفض الانفاق العام لكبح عجز الموازنة كما خرج الغضب عن السيطرة ازاء ما يتصوره البعض معاملة ظالمة من قبل الشرطة للاقليات العرقية.
وقال ساكن محلي عاطل يدعى سكوت الين انه يخشى من تفجر اعمال عنف مماثلة في مناطق اخرى من لندن.
واضاف الين البالغ من العمر 40 عاما لرويترز 'يتزايد التوتر بسبب اجراءات خفض النفقات من جانب الحكومة الائتلافية. يشعر الناس في المناطق الاكثر فقرا من لندن وفي انحاء البلاد بانهم سيكونون ضحايا
تعليقات