لأنه قرر بوجود أضرار للميناء مسبقا.. عبداللطيف الدعيج يقول للدباغ خلك في بغداد

زاوية الكتاب

كتب 734 مشاهدات 0


القبس
خلك في بغداد
كتب عبداللطيف الدعيج :
   
كنت، وفي الواقع لا ازال، من اكثر الداعين الى التعامل مع ما يمكن تسميته بملف «ميناء مبارك» بعقلانية وبنظرة فنية وسياسية تراعي مصلحة العراق قبل الكويت. فنحن بحاجة الى تأسيس علاقات طيبة بين جميع دول المنطقة، علاقات مبنية على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي بدلا من البدائل المصطنعة المرتكزة على علاقات وهمية في النسب او الانتماء الديني او العرقي. لهذا طالبت حكومتنا و«المنفلتين» من نوابنا بالتعقل وممارسة اقصى درجات ضبط النفس في مواجهة التصريحات والاراء غير المسؤولة التي عبّر عنها البعض في الجانب العراقي.
لكن مع هذا فإن تصريح السيد علي الدباغ، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، لا يبشر بالخير، وبالتالي لا يمكن السكوت عنه. الحكومة الكويتية وافقت على مناقشة امر بناء الميناء وابدت استعدادها لتوضيح خطط وآثار بنائه للجانب العراقي، مع ان امر بنائه حق سيادي كويتي، ولكن من حق العراقيين ان يقلقوا ومن حقهم علينا ان نبدد هذا القلق. مع هذا يبدو ان هناك اطرافا عراقية لديها نيات مبيتة ضد الكويت ومواقف مسبقة في العداء بغض النظر عن دواعي السلام والاستقرار واهمية العلاقات الودية لازدهار ومعيشة الشعبين المتجاورين.
لسنا معنيين بتصريحات القوى المعادية والمخالفة للحكومة العراقية، فهذه اطراف اصلا معادية لمصالح الشعبين، ولا تعنينا عنتريات الاحزاب والجماعات الارهابية التي هي خارج السلطة، فهي خطر على الجانبين. لكننا معنيون باتجاهات المسؤولين والرسميين العراقيين. بالذات تصريح السيد الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية والذي اعلن فيه ان «.. الوفد العراقي الى الكويت للتباحث بشأن ازمة مبارك سيضم كبار مستشاري الحكومة وسيطلع عن كثب على حجم الاضرار الذي ستلحق بالاقتصاد العراقي حال اكمال المشروع في موقعه الحالي..». السيد الدباغ قرر مسبقا ان هناك اضرارا ستلحق بالاقتصاد العراقي، وقرر ايضا في التصريح ذاته ان حكومته «.. ستتخذ موقفا حاسما اذا تطابق تقرير الوفد الفني مع التقارير الاولية التي وصلت لحكومته..». وليش متعب نفسك وشاغل حالك وشاغلنا معاك.. خلك في بغداد ابرك.. طالما انك قد قررت مسبقا ان هناك اضرارا وانك سـ «تتعامل معها بحسم» يعني حرب ـــ اللهم ياكافي ـــ فخلك مكانك واترك لنا فرصة لحفر الخنادق بدلا من مد جسور التعاون.
انا اعتقد ان على حكومتنا ان ترفض مبدئيا استقبال وفد قد قرر مسبقا موقفه وحسم امره. وربما قد يكون من مصلحة الشعبين ان تبادر حكومتنا بارسال وفد كويتي الى بغداد يلتقي العقلانيين والوطنيين العراقيين ويشرح لهم الفوائد الاقتصادية للمشروع للجانبين، هذا افضل من استقبال من تحرص الاطراف المناوئة للشعبين على تعيينه امينا او «حاسما» لعلاقتهما المستقبلية.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك