حكوماتنا في السنوات الاخيرة لا تصلح حتى لإدارة مطعم «نخي وباجيلا» .. عبدالله العدواني على خلفية أزمة القبول بالجامعة
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2011, 12:40 ص 724 مشاهدات 0
الأنباء
حكومة نخي وباجيلا!
الخميس 4 أغسطس 2011 - الأنباء
التعجب كلمة أصبحت مستهلكة في هذه الأيام الغبراء التي نعيشها، فنحن كل يوم نتعجب ونمصمص شفاهنا لما نراه من أوضاع في بلدنا المجني عليه بيد أبنائه الذين باعوا القضية واشتروا مصالح خاصة شخصية آنية.
لم يعد التعجب من الأوضاع السياسية أو الاقتصادية او الاجتماعية او الصحية او ما يحدث في الإسكان لأنها أصبحت عادية رغم غرابتها، وكل يوم نستفز ونغضب لموقف أو خبر نقرأه يعكر المزاج ويقلق النفس لكننا تعودنا على مثل هذه الأمور، وأصبحت من الطقوس اليومية، فنجان قهوة صباحي وخبر مستفز وموقف يغضبك، فإن لم تجد الخبر تشعر وكأن شيئا ما ينقصك لتظل تبحث في الصحف عنه وغالبا ستجده بسهولة، فما أكثر الأخبار المستفزة والمحبطة والتي تغضبك من القلب في هذا البلد.
الآن حديث الساعة المؤلم والخبر المتصدر الذي «يكيفنا» ويشبع لدينا ذلك الإدمان لقراءة الأخبار المحبطة هو خبر من العيار الثقيل ومن نوع حبوب الإدمان المعتبرة وهو الخاص بالمحرومين الجامعيين الذين وصل عددهم الى 2095 طالبا وطالبة لم تستوعبهم جامعة الكويت رغم انهم مستوفون لكل الشروط وهو ما ينذر بكارثة تعليمية جديدة لم يسبق لها مثيل.
العجيب فعلا في الأمر ان الوزير وأزلامه من قيادات وزارته فوجئوا بهذا الأمر وهذه المشكلة، والواضح انه ليس لديهم اي خلفية في الإدارة ولم يعملوا على حصر الأعداد المستحقة للمقاعد في جامعة الكويت وعدد المقاعد المتوافرة فعليا.. وهذه طامة كبرى ومصيبة من المصائب التي اعتدنا عليها في هذا العصر ولكنها في الحقيقة مصيبة كبيرة.
الساخر في الأمر ان معالي الوزير أصدر تعليماته بحصر الأعداد والمقاعد حتى لا تتكرر المشكلة في السنوات القادمة.. وهنا ينطبق المثل «بعد خراب مالطة» او «بعد فوات الأوان».. فنحن لدينا 2095 طالبا وطالبة مهددين بضياع سنوات من عمرهم والآن فقط ننتبه لضرورة حصر الأعداد وإيجاد بدائل.
ألم تخرج ألسنتنا منذ سنوات طويلة ونحن ننادي بإنشاء جامعة واثنتين وثلاث؟ وهل يعتبر إنشاء جامعات جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة والكثافة السكانية أمرا يحتاج الى ذكاء ونبوغ؟ ما الذي يحتاجه إنشاء جامعة جديدة، مال ومساحة أرض، وانهما متوافران لدينا جدا، فلماذا لم يكن هناك من يعمل على هذا الأمر بجد؟ أين نحن من جامعة الشدادية؟ وماذا تم فيها؟ وأين نحن من الدراسات المستقبلية والاحصاءات الخاصة بالسنوات المقبلة والأعداد المتوقعة فيها والاحتياجات الواجب توفيرها؟ لماذا لم يكن لدينا استعداد وتجهيز بعثات خارجية وداخلية لاستيعاب هؤلاء الطلبة الذين يفوق عددهم ألفي طالب وهو رقم كبير جدا؟
حقيقة ما يحدث في هذا البلد هو العبث بعينه، وهو ما يدل دلالة قاطعة لا ريب فيها على ان مثل هذه الحكومات التي تعاقبت علينا في السنوات الاخيرة لا تصلح حتى لإدارة مطعم «نخي وباجيلا» في سوق المباركية، فليعيننا الله على حكومة النوادر هذه وليلطف بنا الله من الكارثة الحكومية القادمة التي لا نعلم كيف سيكون حجمها وفي اي مجال لكنها من المؤكد ستكون من العيار الثقيل.. الثقيل، أيضا فهي حكومة مبدعة في خلق الأزمات والمصائب.
تعليقات