العيسى: ما يحدث بالدول العربية هو نتيجة البعد عن طريق الله

مقالات وأخبار أرشيفية

بعد مشاركته في مؤتمر 'العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول'

1280 مشاهدات 0


بعد مشاركته في مؤتمر (  العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول ) ، والذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال الشيخ/ طارق العيسى – رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي: أن التوصيات التي صدرت عن المؤتمر تمثل مشروعاً إصلاحياً شاملاً وفق الضوابط الشرعية ويستثمر طاقات الأمة المادية والمعنوية والبشرية .

وفي بداية تصريحه قال العيسى : بداية نتقدم بالشكر الجزيل والثناء العطر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر العالمي ، واهتمامه شخصياً باستمرار انعقاد هذا المؤتمر بشكل سنوي، والشكر موصول إلى معالي الشيخ/ د. عبدالله التركي – أمين عام رابطة العالم الإسلامي – لدعوتنا لحضور هذا المؤتمر الدولي الرائد الذي يأتي في وقت الأمة في أمس الحاجة فيه لدراسة مشاكلها واستشراف مستقبلها .

أما فيما يتعلق بالتوصيات التي صدرت عن المؤتمر فإنها مهمة جداً وتمثل حلولاً شرعية ناجعة للتحديات الراهنة ، خصوصاً فيما يجري في بعض الدول الإسلامية من أحداث ، والتي وإن اختلفت ظروفها من بلد إلى آخر إلا أنها تكشف عن أزمة حقيقية في التصور الواقعي للمشكلات والحلول الواجب اتخاذها ، فمن قصور في رعاية المصالح العامة إلى فجوة بين الحاكم والمحكوم ، وغير ذلك مما يعرض الأمة لمزيد من الصراعات والفتن والكوارث ، ونحن لنأسف أشد الأسف لما يحدث في بعض الدول الإسلامية كاليمن وسوريا وليبيا من أحداث مؤلمة ، وسفك للدماء ، وحرق للممتلكات ، وانتهاك لكل الحقوق والقوانين والأعراف ، وإنا لنسأل الله عز وجل أن يفرج عنهم ما هم فيه ، وأن يمن عليهم وعلى الأمة الإسلامية بنعمة الأمن والأمان .

ولا شك أن ما يجري هو نتيجة للبعد عن طريق الله والتفريط في شرعه سبحانه وتعالى ، وترك إقامة العدل والإحسان ، وأداء الواجبات وحماية الحريات وصون الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية ، وغير ذلك مما أقرته شريعتنا الإسلامية الغراء من حقوق أكدت عليها الآيات والأحاديث والآثار الكثيرة المتواترة .

وقال العيسى : إن مما أكد عليه المؤتمرون وجوب العمل بأحكام الشريعة الإسلامية ، والتمسك بوسطية الإسلام ، والحذر من الجفاء عنه والغلو فيها ، وأن هذا يتطلب ضرورة وعي المسلمين بوجوب التحاكم الى شرع الله ، والالتزام به ، وإقامة العدل، والحرص على الرعية ، ثم مواجهة الغلو الفكري ، والانحراف العقدي بالحوار البناء ، مع التحذير من الفرقة وأسبابها .

وأضاف العيسى : أن التوصيات أكدت على أهمية المباديء والقيم الإسلامية للحكم كالشورى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأكيد على حرمة النفس التي أعلن عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتحذير من الفتن ، والتصدي للمحرضين عليها .

وفي باب الإصلاح أكدت التوصيات على ضرورة تعاون العلماء مع الحكام المسلمين في إصلاح دولهم وشعوبهم ، مع استلهام النماذج الإسلامية العظيمة ، والاستفادة من تجاربها في الحكم ، وخصوصاً الحلافة الراشدة .

ثم ضرورة الاهتمام بمعالجة مشكلة الفقر المنتشر في عدد من بلدان المسلمين ، وفي هذا الصدد دعا البيان الختامي المؤسسات الإغاثية والخيرية الى تقديم العون والمساعدة الى المتضررين والنازحين .

وقال العيسى : ها نحن نرى الآن ما آل إليه حال إخواننا المسلمين في الصومال من مجاعة رهيبة ضحاياها يومياً بالمئات الذين يموتون جوعاً ومرضاً ، ويجعل علينا جميعاً مسئولية شرعية أمام الله عز وجل لإغاثتهم ومس اعدتهم بكل الطرق الممكنة ، مستذكرين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( والله لا يؤمن – ثلاثاً – قيل : من يا رسول الله ؟ قال :

من بات شبعان وجاره جائع ) ، وبفضل الله عز وجل أن الكويت كانت سباقة لتقديم الإغاثة لهذا الشعب المسلم المنكوب ، اشترك في ذلك الحكام والشعب ، ومبادرة كريمة تحسب لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ /صباح الأحمد لتبرعه شخصياً بمبلغ ( مليون دولار ) لإغاثة المسلمين في الصومال إلحاقاً بتبرع سابق بـ (10) مليون دولار لدعم جهود الإغاثة ، مع فتح باب التبرع ، وإطلاق حملة شعبية لإغاثة الشعب الصومالي ، وها نحن نرى الطائرات الكويتية التي تحمل مواد الإغاثة تتوالى في الوصول إلى هناك  .

وفي ذات السياق أوضح العيسى إلى أن من التوصيات المهمة التي دعا البيان الختامي ضرورة العناية بفريضة الزكاة وتوزيعها على مستحقيها ، والسعي لإنشاء كيانات اقتصادية جامعة تستوعب طاقات الأمة ، وتوظف إمكانياتها فيما ي دعمها ، ويساهم في حل مشاكلها .

كما تطرق البيان إلى ( فقه الأقليات المسلمة ) ، وما تمثله هذه الأقليات من حلقة مهمة في التواصل الحضاري بين مختلف الشعوب وفقد ضوابط الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الدعوة الله والتعريف بالإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم .

وقد كان لنا في جمعية إحياء التراث الإسلامي وفي هذا الصدد تجربة بناءة بفضل الله عز وجل عندما قمنا بترجمة عدد من الكتب الإسلامية التي تقدم الأحكام الشرعية الصحيحة فيما يتعلق بالفتن والكوارث ككتاب ( فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة) الذي تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية والعديد من اللغات الأخرى .

وأوضح الشيخ/ طارق العيسى – رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي – أن أحد أهم المحاور التي ناقشها المؤتمر وأقرها البيان الختامي ، وصدرت بشأنها توصيات مهمة هي الأوضاع المستجدة في العالم الإسلامي والفجوة بين الحكام والشعوب في بعض بلاد المسلمين ، وأوصى المؤتمرون في هذا الصدد بضرورة التحاكم إلى الشريعة الإسلامية مع الاعتقاد بوجوب ذلك على الأمة حكاماً ومحكومين ، ثم تقوية العلاقة بين الشعوب وحكامهم وفق الضوابط الإسلامية التي نظمت هذه العلاقة ، ورعاية حق الحاكم المسلم المطبق لشرع الله على رعيته مع المناصحة والتسديد والدعاء ،والتأكيد على حرمة الخروج عليه ، مع التأكيد على حق الحكام على العلماء بإسداء النصح وتقديم المشورة لهم .

ومن بين ما تضمنته التوصيات الختامية التأكيد على الشراكة مع القطاع الثالث (منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ) لما لهذا القطاع من أهمية كبيرة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في رعاية مصالح الشعوب والتيسير عليها ، حيث أكدت التوصيات على ضرورة التعاون والتنسيق بين المؤسسات والمنظمات الإسلامية الحكومية والشعبية لتكون جسوراً للتواصل بين جموع المسلمين والإسهام في استقرار المجتمعات المسلمة .

كما تم التأكيد على دعم مؤسسات العمل الخيري والإغاثي من قبل الحكومات والشعوب الإسلامية حتى تحقق أهدافها مع ضرورة تعاون المنظمات الإسلامية مع العلماء في تأصيل منهج سلف الأمة في التعامل مع الاختلاف بين المسلمين ، وتجنيبهم مزالق التطرف .

وذلك إلى جانب العديد من التوصيات الأخرى المهمة التي تناولت مواضيع الإعلام والثقافة والحوار ، مع التأكيد على ضرورة نشر هذه التوصيات وتفعيلها لتحقيق النتائج المرجوة منها .

وفي ختام تصريحه قال الشيخ/ طارق العيسى – رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي : أننا ونحن في ظل هذه الأيام المباركة مع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده وحكومة وشعب الكويت ، والى الأمة الإسلامية ، سائلين الله عز وجل أن يفرج عن الأمة كل كرب ، وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان ، وأن يتقبل الصيام والقيام ،وأن يعظم الأجر والمثوبة لأهل الخير والعطاء ممن تجود أنفسهم لإغاثة إخوانهم ، وأكرر ما سبقني به الكثيرون بتوجيه نداء الى كل مسلم بضرورة المبادرة بإغاثة إخوانهم في القرن الأفريقي ، سائلين الله أن يفرج عنهم مما هم فيه.

الآن - فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك