مشيرا لماضي الوطني الحافل بالإنجازات.. نايف العدواني يرى في بيان منتسبى الوطني الأخير امتعاضا وسخطا على ممثليه الجدد
زاوية الكتابكتب أغسطس 3, 2011, 12:45 ص 717 مشاهدات 0
الشاهد
الوطني بين ماض غائب وحاضر كاذب
Wednesday, 03 August 2011
د. نايف العدواني
البيان الذي صدر عن بعض المنتسبين للتيار الوطني والذي جاء فيه ان الحركة الوطنية تواجه اليوم الكثير من التشويه في بعض الممارسات التي يمارسها البعض باسم التيار الوطني والذي يرون فيه انحرافا عن خط الحركة الوطنية وأن هذه الممارسات والمواقف لا تنسجم مع تاريخ الحركة الوطنية وان هذا التيار قد اختطف تلك الحركة وعاث بها فسادا مشوها صورتها المشرقة في نضالها الوطني الطويل من أجل الكويت ووفقا للمبادئ التي أرساها الرواد في الحركة.
وذلك من خلال اتخاذ أعضاء الحركة الوطنية في البرلمان مواقف متناقضة كليا مع مواقف ومبادئ الحركة، المتمعن جيدا في كلمات هذا البيان يرى امتعاضا واضحا ان لم يكن سخطا على ممثلي الحركة الجدد. وانحرافهم عن خط وتوجه ان لم يكن أيديولوجية التيار الوطني، الذي أخذ على عاتقه القضايا الوطنية والدفاع عن المال العام، ابتداء من مواقفه القومية تجاه قضايا الوطن العربي، ومـرورا بالقضايا الوطنية المفصلية، كتأميم البترول فــي السبعينيات، والعمل على اصدار قوانين شعبية مصيرية استفاد منها السواد الأعظم من الشعب، وعلى طول تاريخ هذه الحركة لم يسجل عليها انها قامت بإبرام صفقات مع السلطة، ضد التوجه الشعبي، وانما العكس تماما، اتخذت خطا وطنيا يطالب السلطة بالمزيد من القوانين الشعبية، من خلال قدرتها الفائقة على ترتيب الأوراق داخل المجلس والقدرة على استمالة أصوات الأعضاء المستقلين للوقوف بجانبها للحصول على أغلبية نيابية في إصدار الكثير من الإنجازات الوطنية، علاوة على ثبات الحركة الوطنية على مواقفها ومبادئها، رغم محاولة السلطة التصادم معها أو تقليص نفوذها داخل البرلمان من خلال دعم بعض المرشحين في مناطق نفوذ الحركة أو من خلال تغيير في قانون الانتخابات بهدف الحد من التأثير والزخم الوطني الذي استطاعت الحركة بروادها الأوائل زرعه في نفوس مؤيديها، كما اكتسبت الحركة احترام معارضيها داخل البرلمان وخارجه من خلال الشخصيات والرموز التي أفرزتها الحركة عبر تاريخها النضالي الوطني والتي اتصفت بكاريزما وطنية جذابة سياسيا ومقنعة فكريا، ان الاختطاف الذي يقصده البيان الصادر عن بعض مريدي أو مؤيدي الحركة الوطنية هو فقدان البوصلة السياسية لدى أعضاء الحركة الوطنية الجدد، وسرعة انجذابهم لإغراءات السلطة، من خلال مساعدتها الحكومة في الحصول على أغلبية برلمانية، ساعدتها في المرور بسلام عبر حقل ألغام الاستجوابات في مقابل أجندة خاصة وضعتها الحركة تتمثل في الحصول على الكثير من المكاسب سواء على مستوى التعديل الوزاري الأخير في استبعاد بعض أقطاب اللعبة السياسية من الكبار، أو من خلال التعيينات في مناصب حكومية عليا، ان ما يحصل للحركة الوطنية حاليا هو الحصول على مكاسب دنيوية آنية وسريعة من السلطة في مقابل تفريطها بتاريخ وطني حافل بالإنجازات.
تعليقات