بسبب الأغذية الفاسدة وارتفاع الأسعار اتحاد الجمعيات التعاونية برأى د. أحمد يوسف الدعيج مافيا «سرها باتع»

زاوية الكتاب

كتب 1403 مشاهدات 0


الوطن
ب
أغذية فاسدة

د. أحمد يوسف الدعيج


لطالما انتقدنا بلدية الكويت على تقاعسها طيلة سنوات عدة، ولكن عندما تقوم البلدية بواجباتها بطريقة طيبة، فلن نقول لهم هذا واجبكم وبس، وانما نقول لهم بعد مبارك عليكم الشهر، ما قصرتوا وجزاكم الله خيرا وبيض الله وجيهكم، يوم الأحد الماضي ذهبت في الصباح الباكر(6.30 صباحا) لشراء ما يحتاجه البيت من خضار لمواجهة الشهر الفضيل، قال لي مسؤول فرع الخضار «كويس انك جيت اليوم لأن بكرة، كل سنة وانت طيب، الأسعار سترتفع كثيرا» لما سألته لماذا ترتفع الأسعار؟ قال هذه هي الحال كل عام في شهر رمضان، وأضاف أحد المشترين نعم هذا صحيح ليس في الكويت فقط وانما في معظم الدول الاسلامية ترتفع أسعار المواد الغذائية بسبب استغلال التجار الجشعين لحاجات الناس المبالغ فيها كثيرا في شهر رمضان، لن أقول أين وزارة التجارة؟ وأين اتحاد الجمعيات التعاونية؟ فوزارة التجارة ما عليها من شيء اذا كان الأمر يتعلق بمصلحة المواطنين والمقيمين وبالذات مسألة ارتفاع الأسعار، أما اتحاد الجمعيات التعاونية الذي اتضح لي انه مافيا «سرها باتع» فهو بحاجة الى مساءلة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بصفته المسؤول عن هذه المنظمة الغريبة العجيبة (اتحاد الجمعيات التعاونية) التي تسرح وتمرح دون رقابة حقيقة من الوكيل المساعد المسؤول عن هذا القطاع ولا حتى وكيل الوزارة، وهو بالمناسبة من ذوي الدماء الخاثرة، يعني موظف من قبل حرب السادس من اكتوبر 1973، العاشر من رمضان 1393.
ربما تتساءلون لماذا هذه القسوة على الاتحاد «الغلبان» وهو بالفعل غلبان عندما يتعلق الأمر بالتجار، ما أدري ليش؟! ولكنه «فرعون» عندما يتعلق الأمر بالمواطنين والمقيمين من مرتادي الجمعيات التعاونية، هذه الجمعيات التي يبدو ان معظمها لا يتعاونون على البر والتقوى مع المتسوقين، وانما يتعاونون وينسقون مع التجار في كيفية رفع الأسعار وادخال البضائع الفاسدة، انهم يتباهون بكل بجاحة في تخفيضهم لأسعار «الشربت»، خير يا طير «الشربت» غالي شنو راح يصير؟ ماكو شربت شنو راح يصير؟ يا جماعة الشربت مو «قات»، لما قرأت تحقيق «صحيفة الوطن» يوم أمس عن حملة بلدية الفروانية(شملت أربع جمعيات تعاونية فقط) عرفت لماذا يباع «بطل الشربت» في بعض الجمعيات التعاونية بـ120 فلسا، وتم بيعه في جمعية أخرى، والعهدة على الراوي، بخمسين فلسا فقط، اتضح، بعد حملة البلدية، ان ما يتم خصمه من أسعار «السلع الرمضانية المخفضة» يطلعونه من «كبود» المشترين عند بيعهم لأغذية فاسدة تم كشفها في مخازن تلك الجمعيات من قبل «أبطال بلدية الفروانية» الذين حرروا بها محاضر ضبط وأغلقوها بالشمع الأحمر.
لن أبخس حق زملائي في «جريدة الوطن» الذين قاموا بالمشاركة في تغطية الحملة المظفرة لبلدية الفروانية على جمعيات الأغذية الفاسدة و«بطول الشربت اللي بإمية وعشرين فلس» و بالامكان البحث في Google بكتابة «مخازن ملغومة بأغذية فاسدة في الفروانية» وسوف تقرؤون تقرير «الوطن» الممتع والمؤسف في ذات الوقت، ولكن لا بأس من كتابة هذا الخبر «تم غلق مخازن لبعض جمعيات (جمعيات تعاونية) محافظة الفروانية لمخالفتها الاشتراطات الصحية وامتلائها بالأغذية الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي والمنتهية الصلاحية» ربما مثل هذه الأخبار توضح لماذا تتلألأ السماء بطلقات رشاشات الكلاش AK- 47 (في مقالة قادمة نوضح لكم شيئا من أدبيات ثقافة ال AK- 47) بعد نتائج الكثير من انتخابات الجمعيات التعاونية، أرجو ان يتابع الزملاء في صحيفة الوطن مخازن الجمعيات التي تم اغلاقها بالشمع الأحمر، من المؤكد ان فزعة نيابية قوية سوف تنطلق، أو بعبارة ادقق انطلقت، لتحرير المخازن المشمعة من «الاستقصاد» الذي قام به مفتشو البلدية جزاهم الله خيرا، فالجمعيات التعاونية بالذات «خط أحمر» والكثير من أعضاء مجالس اداراتها هم مشاريع لنواب المستقبل في الانتخابات القادمة، ان الاتحاد الذي تختم مخازن جمعياته بالشمع الأحمر بسبب الأغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي لا يستحق ان يمثل الجمعيات التعاونية «النظيفة»، يجب على وزارة الشؤون ألا تدع هذا الأمر يمر مرور الكرام، خاصة وان معاليه من سكان محافظة الفروانية.

د.أحمد يوسف الدعيج

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك