هل هناك جرح أكبر من جرح الغزو في 90/8/2؟ .. خليفة الخرافي يسترجع شريط الآم الغزو
زاوية الكتابكتب أغسطس 1, 2011, 12:40 ص 837 مشاهدات 0
القبس
2/8/09
لماذا عنوان زاويتي 2/8/90؟! (1 - 3)
«جاك الذيب جاك ولده»
كتب خليفة الخرافي :
فجر 90/8/2 ذلك اليوم المشؤوم، طعن الشعب الكويتي طعنة غادرة من حاكم حقير لئيم بطباعه، والغدر من صفاته، ومن خصاله النكوث بالعهود والمواثيق، تربى على تدبير المكائد والدسائس بعد أن أذاق شعبه - المغلوب على أمره - الويلات من الظلم والجور من خلال عصابته من رفاقه وأذنابه من أقربائه، يفخر بالصفات الوضيعة والدنيئة، كالغدر والخيانة، فكان حاكمنا - رحمه الله تبارك وتعالى - في تلك الفترة مطمئناً لكلمة الطاغية صدام حسين لأبنائه «لا ننسى فضل الكويت وحكامها، وهم ذخر لكم»، بينما كان يعد العدة لاحتلال الكويت، ودخل علينا الجيش العراقي حامي البوابة الشرقية «وإذا حاميها حراميها!». بعد أن كانت الكويت محايدة بالحرب الطاحنة بين العراق المدعي بحماية البوابة الشرقية، وإيران المصدرة للثورة الشيعية، فولدت ردود فعل مضادة وقوية من شيوخ الدين السنة الثائرين والمتعصبين والمتزمتين، أربكت السلطة الكويتية، وزادها اشتعالاً الوضع الاقليمي المتأزم، فأجبرها على مناصرة دكتاتور ظالم حين ضاع العقل وفقدت الحكمة - كالعادة - في أجواء الحروب، فاختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل والكذب بالحقيقة. فانجرفت القيادة الكويتية لدعم العراق، وساندها قبل ذلك بفترة طويلة، ومهدت لها جرائدنا وصحفنا من باب حماسة القومية العربية، والرشى من الأموال القذرة، ورجعنا إلى الصيحات الغبية: فرس وعرب وبدو ومجوس، علماً أنناً جميعاً، فرساً وعرباً، في الدرك الأسفل من الأمم، فلم يتبق للأمة الفارسية والأمة العربية سوى قصائدهم ومعلقاتهم، فالفرس ينتشون بالشاهنامه، والعرب بمعلقاتهم، التي يفخرون بها على باقي الأمم، وعدا ذلك فكلاهما - عرباً وفرساً - في انحطاط فكري وحضاري وإنساني وعلمي، ويعاني كل من المواطن العربي والمواطن الفارسي من شظف العيش وكبت الحريات!
لماذا عنوان زاويتي 90/8/2؟ هل هناك جرح أكبر من جرح الغزو في 90/8/2؟ وهل هناك غدر أكثر من غدر حاكم عربي وقفنا معه وقت الشدة، وكاد المكائد لنا في 90/8/2؟!
وهل من شعب ظلم كما ظلم الشعب الكويتي بجميع شرائحه في 90/8/2؟!
وهل هناك من فقد الأمان كما فقدناه في 90/8/2؟ وهل هناك من ينام كويتي الجنسية ويستيقظ في 90/8/2، ويجد نفسه يتبع جنسية أخرى؟!
وهل هناك شعب ينام قرير عين آمناً مطمئناً محباً وفياً لحاكمه العادل المنصف، ويصحو صباح 90/8/2 ليجد من يحكمه ظالماً متجبراً؟
هل هناك شعب يمسي وهو منعم مرفه بنعم لها أول وليس لها آخر، ويصبح في خميس 90/8/2 من أفقر شعوب العالم؟! بعد أن كنا محسودين من العالم أجمع، هانئين بخيرات بلدنا الجميل المعطاء، نصبح في 90/8/2 وإذا نحن في الشتات مشردون في أصقاع العالم. قبل 90/8/2 كنا نمد يد العون بالعطاء لمعظم شعوب العالم، وإذا نحن بعد 90/8/2 نتلقى العطايا والتبرعات من المحسنين!
* * *
• نشكر وزير الخارجية الدكتور محمد الصباح على توجهه لإنشاء إدارتين مختصتين بالعراق وإيران مطعمتين بدبلوماسيين وأكاديميين وخبراء ومتخصصين في الاقتصاد والاستراتيجية الأمنية، ونأمل أن تكون المبادرة نفسها في وزارتي الداخلية والدفاع.
* * *
90/8/2 هو المعيار والمرجع، اللذان نقيس بهما جميع أمورنا، فنقيم من وقف معنا وأيدنا، سواء قادة أو شعوباً، فهناك قادة معنا وشعوب ضدنا، وهناك شعوب معنا وقادة ضدنا، كاليمن الذي ذهب قائده علي صالح إلى بئس المصير، مع قائد آخر عادانا، وهو رئيس تونس السابق زين العابدين بن علي.
* * *
إن مرارة الغزو ما بعدها مرارة، ولم يخفف عنا مصيبتنا سوى دعم شعوب الخليج وقادتها وحكوماتها، فجزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي.
نهنئ الأمة الإسلامية والشعب الكويتي بالشهر الفضيل المبارك، داعين الله عز وجل أن يتقبل طاعتنا ويحسن خاتمتنا.
خليفة الخرافي
تعليقات