هيلة المكيمي تطالب بأن تظل ذكري 2 أغسطس عالقة في اذهان اجيال المستقبل

زاوية الكتاب

كتب 854 مشاهدات 0



النهار
حياد إيجابي
2/8
د. هيلة حمد المكيمي    

   
تطل علينا هذه الايام ذكرى تركت ألماً في كل بيت كويتي، حيث الشهيد او المعاق او الفراق او حالات الاعتداء الجسدي وذكريات الغزو والهلع والحديث عن الابادة بالمواد المحرمة دوليا والخوف من المجهول، هذه المشاعر التي تكتنف كل كويتي تمر في ذاكرته ذكرى الاجتياح العراقي للكويت في يوم الخميس 2-8-1990، بل ان الذاكرة الجمعية للانسان الكويتي لتلك الاحداث انتقلت حتى لاجيال ولدت مابعد 1990، وهو شيء طبيعي فهذا الطفل عاش وتربى وهو يسمع روايات المجتمع عن تلك السنة المنكوبة ليس فقط في التاريخ الكويتي والعربي بل في التاريخ الانساني.
بعد عشرين سنة من تحرير الكويت، لاتزال بعض اصوات النشاز تنطلق من العراق، وآخرها تلك الدعوات حول جزيرة بوبيان، والتي انطلقت بفعل الازمة والتي على ما يبدو بدأت تشكل حالة من الحرب الباردة مابين الكويت والعراق على خلفية بناء ميناء مبارك، حيث يؤكد الجانب الكويتي أنه قام ببناء الميناء على اراض كويتية وتم ايضاح ذلك في بداية الامر للجانب العراقي الذي لم يعترض ، ولكن حدث انقلاب مؤخرا في الموقف حيث يفسره البعض انه بايعاز ايراني لخلق ازمة ما بين كل من العراق والكويت.
في حقيقية الامر علاقة الكويت بالعراق وايران تكتسب حساسية خاصة لابد من التعامل معها بعيدا عن المهاترات والعاطفة والتهور والخوف او لغة التحدي او التجاهل التي ينادي بها النواب الكويتيون، بل لابد من ان تقوم بفعل عامل الشجاعة والمواجهة على اساس من العقل والاتزان والحكمة وان يتم حل مختلف القضايا وألا تعلق حتى لا تكون قنابل موقوتة تفجرها تلك الدول بفعل اخفاقات وفساد انظمتها في الداخل!!
ذكرى 2-8 لابد ان تكون عالقة في اذهان اجيال المستقبل لا من اجل خلق جيل حاقد ولكن من اجل خلق جيل واع قوامه العقل وسلاحه التعليم وبناء الانسان، فهل الاسرة والمجتمع ومناهج التعليم تقوم بتحقيق تلك الاهداف؟

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك