الصمت المريب للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية

عربي و دولي

2811 مشاهدات 0


عندما تقترب من دوار مستشفى هادي في الجابرية تشعر بحمى زحمة المرور وهي تتسلل في عروقك مدمرة ذخيرة الصبر.و لولا كلمات ' المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية ' لظننت ان مسبب الزحمة على الدوار مبنى إصلاحية للفتيان الجانحين في فيلم باتمان.  ومعقل الكآبة هذا، كان ثغرة تسلل منها  الناطق الرسمي العراقي علي الدباغ في 27 يوليو 2011م ومعه البعثيون الجدد للهجوم على الكويت مؤخرا وهم تحت وطأة حمى ميناء مبارك.فهذه المنظمة التي وضعت موقعها بالانجليزية فقط هربا من النقد ' www.ropme.com'  كانت خنجر في خاصرتنا  لأن مقرها الكويت ، حيث اشار الدباغ الى ضرورة وقف العمل في الميناء والدخول في متاهات رأي هذه المنظمة، مستغلا صمتها المريب . 

كما كتب بعثي جديد' إن المنظمة اتخذت من الكويت مقراً دائما لها, و أن وجودها في الكويت, وعدم وجودها في العراق لا يعد من المكاسب السيادية ' لكنه يستدرك بخبث  بعثي  فيكتب 'إن هذه المنظمة لم يكن لها أي دور ايجابي على أرض الواقع في مشاريع رفع حطامات السفن الغارقة عند مقتربات الموانئ العراقية, أو الغارقة في المسار الملاحي لخور عبد الله. فقد وقعت أعباء هذه المشاريع على عاتق العراق وحده, وتحمل التكاليف الباهظة المترتبة على إزالة الغوارق والألغام والمخلفات الحربية, التي تركتها قوات التحالف,  بمعنى أن العراق وحده هو الذي تكفل بصيانة خور عبد الله والعناية  به , ولم يكن للكويت أي دور في هذا الشأن حتى يومنا هذا.'
  ولم أنفعل امام وقاحة من يريدنا ان نساعده في انتشال سفن القراصنة التي أرسلها لغزونا فاغرقناها!. لكنني وجدت مايظهر عزم البعثيين الجدد تبني خطاب حماية البيئة البحرية ،مستغلين القلق العالمي في هذا الصدد. فرغم تجفيفهم للأغوار وسكب النفط في الخليج، لا نستبعد ان يربح البعثيون الجدد جولتهم متجللين بمسوح الديمقراطية وحقوق الانسان وحماية البيئة التي أرتدوها تحت سبطانات دبابات إبرامز الاميركية منذ أقل من ست سنوات .
وأكاد أجزم أن تصويرنا كأعداء للبيئة البحرية من خلال ميناء مبارك سيصبح هو الملف العراقي القادم  ،مستغلين وجود المنظمة الإقليمية في الكويت كذريعة لاتهامنا بتجاوزات يغطيها  وجودها هنا ، مع انها عبء يجب التخلص منه ليس خارج دوار الجابرية بل خارج الكويت كلها . فالمنظمة المذكورة لم تنجح في تفنيد إتهامات سابقة في الصحافة بفشلها في الانذار عن براميل مواد مشعة في المياه الاقليمية الكويتية . كما لم تحرك ساكنا منذ  نشر مخططات ميناء الفاو العراقي  الضخم ،واثره على البيئة البحرية شمال الخليج العربي . فهل حرصت المنظمة على الاطلاع على تلك المخططات، خصوصا انه  سيحتوي على رصيف للحاويات بطول 4 كم، ورصيف آخر بطول 2كم ، و ساحة للحاويات تبلغ مليون م2، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف م2، ويضم خط للسكك الحديدية يربطه بشمال قارة أوروبا من خلال تركيا، تحت اسم  القناة الجافة ؟ وهل سيغير خارطة النقل البحري في الشرق الاوسط كلها متخطيا حجم موانئ المنطقة مجتمعة دون ان يكون له اثر بأية درجة على البيئة البحرية !
على الكويت أن تتخلص من عبء هذه المنظمة التي أتخذها البعثون الجدد ثغرة للهجوم على مشروعنا التنموي القادم لمجرد وجدوها بيننا .فكيف لاذت بالصمت حيال الميناء والمحمية في بوبيان رغم كونهما صديقان للبيئة. في حين صمتت عن ميناء الفاو القادم وضرره. وإذا لم نفعل ذلك فسينجح عراقيو السويد والدانمارك والنرويج في تجنيد منظمة السلام الاخضر'Green Peace'  لاغلاق ميناء مبارك بقواربهم، وما على من  يشكك في قوتهم إلا أن يسأل الاخوات السبع  من كبرى شركات النفط ،و كيف ركعتهم  سفن المراهقين من هذه المنظمة !

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك