نقابة الأطباء تطالب بعزل البدر من منصبه

صرحت نقابة الأطباء الكويتية بأنها تراقب عن كثب النتائج التي سيسفر عنها اجتماع مجلس الأمناء الذي سينعقد اليوم الخميس والذي من المفترض أن يتم فيه مناقشة قرارات الأمين العام د. عبداللطيف البدر التي سببت فوضى 'إدارية وقانونية وتعليمية' غير مسبوقة بتاريخ معهد الاختصاصات الطبية ونتج عنها استنكار عارم من قبل الأطباء الذين تضرروا كثيرا من قراراته التعسفية وغير المدروسة التي أصدرها بحقهم .

وقال رئيس نقابة الأطباء الدكتور حسين الخباز إنّ هذا التعسف والفوضى الإدارية والتعليمية التي حصلت بالمعهد منذ أن تولى البدر زمام الأمور  هناك دفعت العديد من النواب لتوجيه سهامهم النيابية باتجاه معهد الاختصاصات الطبية، حيث وصل عدد الأسئلة البرلمانية الموجهة لوزير الصحة لغاية هذه اللحظة من النواب معصومة المبارك وسعدون حماد وحسن جوهر إلى 77 سؤال برلماني، ناهيك عن الكتابات الصحافية الكثيرة التي انتقدت وبشدة التعامل الغير مسئول من البدر ضد كل ما يتعلق بمستقبل الأطباء الكويتيين .

وذكر الخباز بأن اجتماع اليوم سيكون اجتماعا حاسما لتحديد مسار نقابة الأطباء بالفترة المقبلة، واستكمال الإجراءات التي بدأت فيها النقابة من رفع الدعوى القضائية لعزل البدر ولإيقاف قراراته التعسفية، وتدشين حملة التواقيع بمستشفيات الكويت، ومخاطبة أعضاء مجلس الأمة لشرح أبعاد ما يتعرض له الأطباء من اضطهاد، والتصريحات الصحفية للنقابة التي ذكرت فيها الأضرار المهنية والتعليمية التي أصابت المعهد، والأسئلة البرلمانية التي وجهت لوزير الصحة نتيجة الظلم الذي يتعرض له الأطباء، وأخيرا نقل معاناة الأطباء للقيادة السياسية وشرح أبعاد القرارات التعسفية التي صدرت من البدر ضدهم بالفترة الأخيرة .

وأضاف الخباز بأن الطامة الكبرى هي تأكيد بعض أعضاء مجلس الأمناء بمعهد الاختصاصات الطبية بأن المجلس لم يصوت على القرارات الأخيرة التي ادعى البدر أنها صدرت بالإجماع من المجلس، حيث كان من ضمن هذه القرارات الشروط التعجيزية لابتعاث الأطباء الكويتيين، وإلغاء امتحان الزمالة البريطانية ( MRCP )، وشروط الامتحانات السنوية للبورد الكويتي الجديد، وهي تأكيدات إن دلت فإنما تدل على حجم الفوضى الإدارية والتعليمية التي تسبب فيها الدكتور عبداللطيف البدر بالمعهد و'المركزية' بأسلوبه الإداري - بعكس ما يدعيه - ويضحك به على ذقون الأطباء والرأي العام عندما أكد في أحد مقابلاته الصحافية بالأسبوع الماضي بأنها قرارات صدرت من مجلس الأمناء بالإجماع !

واسترسل الخباز قائلا للأسف فهذا 'الاستخفاف والتضليل' يأتي من مدير أعلى صرح تعليمي بالبلد ووزير الصحة 'يرى ويتفرج' ولا يحرك ساكنا تجاه هذا التخبط، وإلا فبماذا يفسر لنا وزير الصحة اتهام البدر لباقي زملائه أعضاء مجلس الأمناء بأنهم صوتوا بالإجماع على قرارات المعهد الأخيرة على الرغم من أنهم لم يقوموا بذلك؟

وعن الأخبار الصحافية التي تسربت عن تشكيل لجنة من وزير الصحة لاختيار الأمين العام الجديد برئاسة الوزير وعضوية بعض الأطباء ومعهم الدكتور عبداللطيف البدر قال الخباز: إن صحت هذه الأخبار فنحن أول من نبارك 'عزل البدر' لكل الأطباء الذين عانوا الأمرين منه ومن تعسفه طوال فترة توليه الأمانة العامة، ونقول لزملائنا - بعد فضل الله تعالى - ومن ثم جهود نقابة الأطباء طوال الخمسة أسابيع الماضية؛ فقد أثمرت هذه التحركات عن تحقيق جزء من مطالبات النقابة بقرار 'عزل البدر' من منصبه وننتظر الجزء المتبقي بما يخص قراراته التعسفية والمركزية التي أصدرها ضدهم .

وزاد الخباز قائلا: حقيقة لا يمكننا بأن نصف هذه اللجنة المشكلة لاختيار الأمين العام الجديد سوى بأنها لجنة 'على الدنيا السلام'، وذلك لأن من الأسماء التي تم تعيينها باللجنة لاختيار الأمين العام الجديد متهمة 'بالتزوير' وعليها تجاوزات قانونية وأوراقها موجودة بالنيابة العامة، والطامة الأكبر أن يكون أيضا من الأسماء المرشحة لمنصب الأمين العام متهمين 'بالتزوير' وبتجاوزات إدارية وقانونية !

وأضاف كما أنّ 'المضحك المبكي' حقيقة بأن يكون أحد أعضاء لجنة اختيار الأمين العام الجديد هو بدرجة  'أخ' لأحد المرشحين لتولي هذا المنصب!، هذا بالإضافة إلى 'الاستخفاف' الذي يمارسه وزير الصحة بعقول الأطباء في أن يرشح شخص 'غير طبيب' للمرة الثانية لمنصب الأمين العام دون أن يتعظ من التخبط الإداري الذي أحدثه البدر بالمعهد، بل وأن يصل ' التهور السياسي' بالوزير في تعيين البدر باللجنة التي شكلها لاختيار شخص يخلفه!، ذلك على الرغم من الفوضى الإدارية والقانونية التي حدثت في عهده، والفشل الذريع الذي حققه - وبكل نجاح - طوال فترة توليه الأمانة العامة للمعهد !

واستطرد قائلا: هذا ناهيك من أن البدر قد صرح بعد توليه منصب مدير جامعة الكويت بأنه لا يؤمن بمبدأ الترشح لاختيار المناصب القيادية، كونه قد قفز على لجنة اختيار مدير الجامعة المشكلة من الوزيرة آنذاك وتعيّن من خارجها، فكيف يأتي الآن 'ليناقض' نفسه ويقبل بأن يشارك في عضوية لجنة وظيفتها 'ترشيح الأعضاء' وهو لا يؤمن بالترشيح كما يدعي ؟

وختم الخباز موجها حديثه لوزير الصحة: نعلم بأن هذه اللجنة المشكلة منك هي لجنة 'للغزل السياسي' الذي تحاول إعلانه لكسب ود بعض النواب واستباق الاستجواب المزمع تقديمه إليك بدور الانعقاد المقبل، وقد يتساءل معاليك ما هو دليلي على ذلك ؟، وإجابتي على تساؤلك أوجهها إليك بهذا السؤال: لماذا لم تقم يا دكتور هلال بتشكيل نفس هذه اللجنة قبل تعيينك 'لزميل دربك' الدكتور عبداللطيف البدر لمنصب الأمين العام لمعهد الاختصاصات الطبية ؟، هذا السؤال يتبادر بذهن كل طبيب .. ونتمنى منك الإجابة عليه بكل شفافية إذا تكرمت ؟!