التجديد للقوات الأمريكية في العراق.....قراءة خليجية

عربي و دولي

3501 مشاهدات 0

القبة الفولاذية لاعتراض الكاتيوشا

لقد أستقر كوديعة منسية في اللاوعي عند البعثيين الجدد باختلاف مذاهبهم في العراق أن الكويت هي سبب مآسيهم، فكانت الكاتيوشا هي آخر مفرداتهم  البذيئة.ولم يكن وارد أن تكون صواريخ الكاتيوشا التي قصفت بها السفارة الكويتية في بغداد سببا في إلغاء انسحاب القوات الاميركية،لكن التهديد الخطير من ' كتائب حزب الله العراقية ' بقصف ميناء مبارك  قد جعل من التجديد  للقوات هناك ضرورة قصوى ليس لأسباب عراقية فحسب بل  لدواعي أمن كويتية وخليجية أيضا، فلا زال العراق بحاجة للقوات الامريكية في جميع المجالات العسكرية والامنية وحتى السياسية.
فبدوافع قيم أصولها الاخلاقية صفر،لازال الارهابيون يحيون  حفلات العنف  كمظهر من  مظاهر الحياة البغداية اليومي،وعليه سيتعدى أثر الانسحاب في  المجال الامني تلك الحوادث ليصل الى الاوضاع في المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد منذرا بالحرب الاهلية.  ولكون المنظومة الامنية العراقية عاجزة عن الامساك بالملف الامني كاملا حيث ظهر ضعف الخبرات التي اكتسبتها حين واجهت  القوى الارهابية، فكيف ستضبط الخلايا الكاتيوشا الارهابية،وهل سنحتاج الى إقامة مايشبه نظام 'القبة الحديدة ' الاسرائيلي ؟ 
كما إن عدم التجديد للامريكان  ذا انعكاسات مأسوية مستدامة على احوال العراق العسكرية  فالجيش العراقي لا يملك أسلحة ثقيلة ولاقوة جوية ولا بحرية،ولم يكمل تدريباته إلا بمهارات النظام المنظم وفك وتركيب الكلاشنكوف،أما تقنيات القيادة والسيطرة والاتصال والحرب الالكترونية وإدارة المعركة المشتركة فلن تتحقق قبل 2020م كما قال رئيس الاركان  بابكر زيباري، و عدم الجاهزية هي سبب غياب  الرد على القصف المدفعي الايراني المستمر حتى اليوم  لقرى حدودية عراقية،مما يجعل العراق  جسر ايران  نحو دول الخليج  بدل ان يكون البوابة الشرقية كما أدعى الطاغية صدام .
أما الواقعية الميكافيلية فتتجلى في الجانب السياسي عبر طروحات نواب التكسب الرخيص  في بغداد،حيث ان الكتل السياسية هناك ذات أعماق مقفرة  ولا زالت في مصاف القاصرين وبحاجة الى من يضبطهم نتيجة قصر الحياة الديمقراطية. فما بالك بقيادتهم  للشارع العراقي  نحوحروب  لاتنتهي مع جيرانهم إن لم تكن مع مواطنيهم الاكراد في الشمال كما فعل طغاة العراق من قبل . وهاهم في سعي محموم  يجدون في إشاعة ثقافة رفض التجديد،وتصويره وكأنه  شر تم جراء الربيع العربي لحفظ الانظمة في الخليج، وفي ذلك خلط ،فالقواعد الغربية كانت  ولا تزال منتشرة هنا قبل دخولها للعراق.
   وفي الاجمال ليست الخلاصات من مراجعة تجديد بقاء القوات الاميركية والذي لا يخل بالسيادة الوطنية  العراقية عديمة الفائدة، بل هي أمر مطلوب وندعمه حتى ولو كان من خلال الاستفتاء الشعبي،لكن أمن الخليج العربي يجعلنا  لانرحب  بثقافة  كتل وتيارات  تغني بالفارسية حينا وبالبعثية احيانا اخرى  لرفض التجديد، في حين تصم آذانها عن قصف المدفعية  الايرانية لقضاء جومان الحدودي بمحافظة أربيل .كما تصفق للصواريخ الايرانية وهي في طريقها لضرب أهداف في بحر العرب .وتتباكي على ظلم الكويت حين اقامت ميناء مبارك منافسا لميناء الفاو الكبير الذي  يدل حجمه انه سيكون رئة تنفس طهران المرهقة بالحصارات الاقتصادية منذ 1980م . و هذه القراءة ليست الوحيدة المحتملة لصورة  تجديد بقاء القوات الاميركية، لكنها الاقرب،فنحن في الكويت أصحاب بعد معرفي غزير بالعراق .
 

د. ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك