المناع: الوحدة الخليجية لم تتحقق بعد
محليات وبرلمانيوليو 25, 2011, 11:49 ص 1534 مشاهدات 0
نظم المنتدى الخليجي للأمن والسلام التابع لمجلس العلاقات الخليجية الدولية ( كوغر ) ندوة بعنوان ' الرؤية المستقبلية لمجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الاقليمية ' وقد حاضر في الندوة استاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتورة هيلة المكيمي ، والاكاديمي والاعلامي الدكتور عايد المناع والاعلامي حسين جمال والخبير الاقتصادي حجاج بوخضور ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الخبير الامني العقيد ركن متقاعد فهد الشليمي ، وذلك مساء امس بجمعية المهندسين الكويتية.
وأوضح رئيس لجنة حرية الصحافة في كوغر دكتور عايد المناع أن الوحدة الخليجية بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي لم تتحقق ولاتزال بعيدة جدا بالرغم من تضمن وتأكيد البيان التأسيسي لانشاء منظومة مجلس التعاون الخليجي على أهمية موضوع الوحدة بالنسبة للدول الخليجية , معتبرا في الوقت نفسه قيام النظام الكونفدرالية بين هذه الدول على غرار الكونفدرالية الإماراتية هي الأفضل والأنسب حاليا بالنسبة للدول الخليجية.
وأشار المناع أن النظام الكونفدرالي يضمن لكل دولة نظامها وسياساتها ووضعها الداخلي الخاص , في حين تصبح السياسات الخارجية والاقتصادية والمالية والأمنية موحدة فيما بينهم , وأضاف أن أولى خطوات الصحيحة لتقوية كيان هذه المنظومة الخليجية تكمن في التفكير نحو مزيد من الدعم لقيام الكونفدرالية الخليجية وأضاف المناع كل عوامل الوحدة تجمعنا كخليجيين , ولكن السياسة هي من تفرقنا , ولا توجد جدوى من الدعوة نحو الوحدة والاندماج بين شعوب وحكومات المنطقة مالم تكن هناك حكومات شعبية منتخبة .
وتطرق المناع إلى الأحداث السياسية والإقليمية التي أدت إلى انشاء منظومة مجلس التعاون الخليجي , وأوضح أن الفراغ الإقليمي الذي تسبب فيه انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس وقيام الثورة الإسلامية في إيران التي تنتهج الأيدلوجية الثورية التي تصدم مع أيدلوجية دول الخليج كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى طرح صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه فكرة إنشاء منظومة تحمل كل الآليات والطرق التي تؤمن الحماية والاستقرار لدول الخليج.
وأوضح المناع : أعتقد أن الأمريكان والبريطانيين ساهموا في انشاء هذه المنظومة من خلال النصح الذي قدموه للدول الخليجية , لأنهم يريدون دائم أن يعم الأمن والاستقرار في كافة أرجاء هذه المنطقة الحيوية وذلك لضمان تدفق الصادرات النفطية إلى كل أرجاء العالم ويرى المناع أن مجلس التعاون الخليجي أثبت في الثاني من أغسطس عندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت أنه منظومة من حيث الاسم فقط , لأنه عجز عن القيام بأي فعل اتجاه ذلك الغزو على أحد أعضاء المجلس , وأضاف أن قوات درع الجزيرة لم تتحرك أو يكون لها أي ردة فعل حين كانت الكويت تسلب وتدمر , حيث لم يتحرك أي جندي من قوات درع الجزيرة بعمل أي فعل من منطلق العاطفة مثل اطلاق النار أو الدخول في العمليات القتالية ضد العراقيين آنذاك .
ومن جانبها أكدت أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت دكتورة هيلة المكيمي أن دول الخليج كانت ولا تزال تشكل العمق الاستراتيجي للكويت , لأن مكافحة الهاجس الأمني الكويتي لا يكون إلا من خلال غطاء إقليمي المهم ورئيسي متمثل بمنظومة مجلس التعاون الخليجي.
وقالت المكيمي : تصارع الدول الإقليمية تحتم علينا مسؤولية تاريخية يجب أن تعيها جيداً الدول الخليجية وهي أن تكون المبادرة اتجاه هذه المنطقة نابعة من هذه الدولة , لأننا للأسف فقدنا عنصر المبادرة منذ زمن , وأصبحنا نتلقى من الآخرين ولا نرسل وأشارت المكيمي أن البعد السياسي كان سببا رئيسيا لولادة مجلس التعاون الخليجي , حيث لايزال هذا البعد مؤثرا علي أداء المجلس , وأضافت أن العشر سنوات الماضية شهدت الحديث بشكل جدي حول ضرورة وأهمية تنفيذ بعض المشاريع المشتركة المتعلقة بالعمل الموحد مثل اتفاقية السوق المشتركة وتوحيد العملة وغيرها , معتبرةً تلك الاتفاقيات دليل على أن العمل الموحد بدأ يتطور شيئاً فشيئاً , محذرة في الوقت نفسه من خطورة أن تنعكس بعض الخلافات الفنية بين الدول على مصير مشاريع الوحدة الخليجية مثل الخلاف على مقر البنك الخليجي وانسحاب احدى الدول من اتفاقية توحيد العملة بسبب ذلك الخلاف.
وأكدت المكيمي أن مجلس التعاون الخليجي بمقارنته مع بعض التنظيمات الإقليمية والعربية يعتبر انجاز كبير بالنسبة لدول الخليج , لأن الحوار والقرارات المصيرية والمهمة واجتماع حكام المنطقة لاتزال مستمرة إلى يومنا هذا منذ عام 1981 , وأضافت أن تشابه الأنظمة السياسية للدول الخليجية هي سر نجاح وبقاء هذه المنظومة مترابطة وقادرة على التكيف مع مختلف الأحداث التي تعصف بالمنطقة وبالعالم .
وأضافت المكيمي تشابه الأنظمة السياسية الخليجية ساعدتها في التكيف مع ما يسمى بالربيع العربي والذي لم يكن له تأثير جذري على تلك الدولة مقارنة مع الدول العربية الأخرى , حيث كانت الدول الخليجية بالرغم من ظهور بعض الأصوات المنادية للإصلاح السياسي هي من أكثر الدول العربية استقراراً , وهذا لا يعني أن ننظر إلى قضية الإصلاح السياسية بأنها قضية هامشية غير مهمة , لأن الإصلاح السياسي هو صيانة وضمان لأمن الخليج برمته ومن جانبه قال الخبير والمحلل الاقتصادي حجاج أبو خضور أن الدين الأمريكي يدق ناقوس الخطر وسيعصف بكل اقتصاديات منطقة الخليج والعالم برمته لان الاقتصاد ، حيث أن منطقة الخليج اقتصادها أكثر ارتباطا بالاقتصادي الأمريكي ويتزايد كل عام عن العام السابق ، مشيرا أن العجز في الميزانية الأمريكية واحد تريليون دولار سنويا ، وكذلك عجز في ميزانها التجاري 14 تريليون دولار.
وتابع أبو خضور أن الدين الأمريكي وصل إلى ما فوق 14 تريليون دولار وهذا الرقم كبير جدا ، حيث أن الإجراءات التي سوف تتخذها أمريكا ستنعكس على اقتصاد دول مجلس التعاون ، مشيرا إلى أن المدة المتبقية أمام أمريكا حتى تعالج هذه المشكلة أيام قليلة ، وعلى ضوء هذه القرارات ربما تكون نهاية العالم اقتصادياً.
وأشار أبو خضور أن أمام أمريكا أمران للخروج من هذه المشكلة ، أولها تخفيض من سعر صرف الدولار وهذا يعني أن العملات الخليجية لكونها مرتبطة بالدولار بشكل كامل ، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض سعر عملات دول مجلس التعاون الخليجي بنفس النسبة التي سينخفضها الدولار ، مشيرا إلى أن هذا يؤدي إلى عجز كبير جداً في الميزان التجاري في دول الخليج ، حيث سيشعر به المواطن من خلال تضخم في أسعار السلع .
وأوضح أن دول الخليج لديها مشكلة في قوة العمل الوطنية حيث أن قوة العمالة الوطنية متركزة في القطاع الحكومي ، وذلك ناتج من عدم الاهتمام بالتعليم ، والاستثمار في الإنسان بشكل يحقق لها الاكتفاء الذاتي ،مشيرا إلى أن القطاع الخاص في دول الخليج لا يؤثر في الاقتصاد بشكل كامل وفعال .
وبين أبو خضور الأمر الثاني هو عجز أمريكا بسداد أذون الخزان الأمريكية وهذا يعني أن الكثير من الأموال الخليجية في أمريكا ستتآكل وسيتم شطب الكثير منها .
ولفت أبو خضور أن المخرج أمام دول الخليج من خلال إصلاح الخلل في الهيكل الاقتصادي من خلال تحويل تلك الأرصدة التي في الخارج إلى الداخل وتوظيفها في اقتصاد حقيقي ، بدلا من أن توظف في الأسهم العالمية وتكون عرضة لفقد الكثير منها.
وأضاف أن خريطة الطريق التي أعلن عنها في السابق هي مشروع اقتصادي بحت ، حيث يتم تنفيذها على قدم وساق في الكثير من الدول العربية ما يسمى ' بالربيع العربي ' حيث أن انضمام دولتي المغرب والأردن إلى مجلس دول التعاون ليست وليدة اللحظة .
ومن جانبه قال الإعلامي حسين جمال أن الإعلام العربي كان لاعب رئيس في الربيع العربي سواء في تحريك المجتمع ،رغم أن الإعلام العرب والخليجي ضعيف نظراً لضعف الإمكانات المتوفرة لديه ،مشيرا ً إلى أن الإعلام هو السلاح الرئيس في المعادلة القادمة .
وبين جمال أن الإعلام سواء كان تليفزيون أو صحف أو مواقع تواصل على الانترنت هو اللاعب الرئيس في المجتمع ، حيث كان الإعلام هي الوسيلة الرئيسة في القرارات السياسية التي اتخذت سواء كان في مصر أو تونس أو اليمن ،مبينا ان كان اقتصاد الدول قوي وتملك قوة عسكرية ولكن لا تملك إعلام قوي فهذا هو الضعف لان الإعلام هي القوة الضاربة في الوقت الحالي .
وأوضح جمال أننا نحتاج إلى توظيف أكبر للإعلام ليكون له الدور الرئيسي في الكويت ودول الخليج ، بحيث يكون الخليج حاضرة ومتواجد على المستوى العربي والإسلامي والغربي والعالمي ,وان يكون لدول الخليج علاقات متميز مع كل دول العالم.
ومن جانبه قال رئيس المنتدى الخبير الامني في الأمم المتحدة العقيد متقاعد فهد الشليمي ' ان هناك الكثير من القضايا والملفات الهامة التي تتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي من شتى النواحي الامنية والاستيراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية والاجتماعية ، وهي بالفعل تحتاج الى بحث ودراسات كثيرة لانها تتعلق بامور هامة وحيوية .
وشدد الشليمي على ضرورة الوصول الى منظومة خليجية موحدة مترابطة متكاملة في شتى المجالات من شأنها ان تساهم في تطوير دول مجلس التعاون ، حتى يكون لها وضع خاص بين دول العالم .
وحول سؤال عن التنسيق بين مجلس العلاقات الخليجية ومجلس العلاقات العراقية ' اكد الشليمي اننا ماضون في التعاون والتنسيق مع مجلس العلاقات العراقية ومع أي جهة اخرى في أي مجال لفتح الحوار والجلوس على طاولة واحدة للتحاور والتفاهم والوصول الى نتائج ايجابية من شأنها ان تحقق الاهداف المرجة التي نسعى اليها ، ونأمل ان تتحقق على ارض الواقع.
تعليقات