الله يشافيك يا بوعلي.. ردودك ما اظن يقولها واحد مشافى معافى.. نواف الفزيع لمرزوق

الوطن


معارضة المنهج

المحامي نواف سليمان الفزيع



الله يشافيك يا بوعلي «النائب مرزوق الغانم» الظاهر ان الجيت لاج «ارهاق الرحلات الطويلة بالطيارة» اثر عليك ولا ردودك ما اظن يقولها واحد مشافى معافى.
أي حساب أي بنك أي بطيخ تتكلم عنه؟ فالصحيفة الالمانية ما قالت عن حساب في بنك معين انما قالت انها لديها وثيقة تثبت وجود تحويل الى بن همام منك ولم يأت طاري بنك بالتحديد ولا حساب بالتحديد اما عن وصف الصحيفة للتحويل بانه دعم ووصف «الوطن» بانه رشوه فنقول دعم رشوة عيدية عانية المهم الجريدة تقول ان لديها وثيقة واذا كنت واثقا من كلامك فارفع القضية عليها لتثبت هي صحة كلامها او تعجز عن ذلك فتكون افترت عليك وثق تماما اننا سنكون اول المدافعين عنك والمهاجمين للجريدة الالمانية غير هذا الكلام لن يسكتنا ولو تغرد وتصيح مليون مرة جريدة سراق مال عام!
هذا امر، اما الامر الثاني اننا اليوم لا نشهد ديموقراطية «هذا اذا كانت الكويت عرفت ديموقراطية حقيقية» انما هي صورة متكررة منذ ان عرفنا دستورا ومجلس امة وحريات نسبية وصراع شيوخ وتجار والكل في المجلس ادوات له الا قلة قليلة.
هذا هو ديدن الحياة السياسية في الكويت لا نزيد ولا نزايد ولا نخدع عمرنا اكثر من اللازم.
التكتل الوطني على سبيل المثال اداة استخدمتها اطراف والثمن لا تتوقعون تعيين المضف ببنك التسليف او تعيين الجزاف في هيئة الشباب والرياضة فالمنصبان ابعد من ان يكونا ثمنا لصفقة الوطني وهم لا يمثلون شيئا ازاء خطة التنمية واختراق ديوان المحاسبة ودفن المكلسن وجسر جابر وتجاوزاتهم الكثيرة ودفن موضوع رسوم الغرفة المليونية وقانون بورصة على ما يريدون وقانون غرفة ايضا على ما يريدون كل هذا كان ثمنا مقابل استخدامهم كأدوات في صراع الشيوخ الذي نعيشه اليوم.
اما باقي نواب الحكومة فديتهم بسيطة كل واحد مليونين ونص وبعدين يصيح علينا وزير سابق على الميزانية واننا المواطنين المساكين بسبب زيادات الرواتب السبب في افلاس الكويت لا الباب الخامس الذي لا يجرؤ لا الوزير المتقاعد ولا شوارب الحالي ان يتحدث عنه وعن البخاشيش والذي منه لزوم مصاريف الصراع.
اليوم من المفترض ان تكون لدينا معارضة منهج لا معارضة شخوص فهل يعتقد البعض في سذاجة ان المشكلة بشخص سمو الرئيس مثلا واذا تغير سمو الرئيس راح تنحل مشكلة الكويت؟
هم يعلمون ونحن نعلم ان سمو الرئيس ليس وحده يملك القرار السياسي.
مشكلتنا الازلية بالكويت مشكلة منهج وفهم هذا المنهج، وكيف يصل به الحال لان يختار ثلاثة اخوان ليكونوا وزراء «الاخوان الهارون» في سابقة لم تحصل مع أي عائلة كويتية «بخلاف اسرة الحكم».
او عندما يكون محيط استشاري حول العديد من اصحاب القرار في البلد هو محيط فاسد يقبض فلوس في مقابل تحديد مواعيد او ترسية مناقصات او دفن تجاوزات.
مشكلتنا منهج صراع شيوخ ضحاياه كثر فلأن عبدالعزيز اليحيى ضرب مصالح الحلفاء فصلوه ولان مدير الفتوى والتشريع على خلاف مع نائبهم المحسوب على الحلفاء حاربوه وسيخرجونه ولان نائب مدير بنك التسليف محسوب على خصوم الحلفاء حرموه من المنصب الذي يستحقه ولان بن همام خصم خصمهم دعموه وهكذا دواليك.
مجلس امة يصل الكثير منه عن طريق المال السياسي وشراء الاصوات قصة قديمة لاكثر من صراع شيوخ وتجار على امتداد عمرنا القصير في الديموقراطية ليكون مجلس الامة جزءاً من هذه المنظومة الفاسدة التي نحن شخصيا لا نتشرف بالانتماء اليها او السعي لها حتى تكون لها استقلاليتها الحقيقية وتمثيلها الصادق للارادة الشعبية لا ان تكون صدى لصوت صراع الشيوخ او التجار.
كلهم ادوات والحر المستقل كالنائبين احمد السعدون ومسلم البراك لن يكون تأثيرهم كبيرا في تغيير هذا المنهج الذي يعلمون بتاريخه الطويل لهذا هم يسايرون على ما يستطيعونه من اعاقة هذا النهج وان كنا نظن انهم في قرارة انفسهم يرون ان دورهم بحجم امكانياتهم وبذمة سلبية شعب بالاغلب منه يرى ويعلم ولكنه يتقاعس ان يقول ويواجه بالحقيقة الكاملة ويكتفي بالتحلطم وتوجيه الاتهامات على الادوات ولا يجرؤ ان يتساءل على المعنيين الى متى انتم تديرون بهوى صراعاتكم حتى لو كلفت فاتورتها ضياع الكويت مو الكويت ضاعت مرة بتضيعونها مرتين؟
فساد ورشاوى على كل المستويات وميزانيات مليارية يذهب الجزء الاكبر منها فاتورة لهذا الصراع وبخاشيشه وافلاس اخلاقي اخطر من المالي في خضم محيط سياسي وضع نفسه ومصلحته قبل الكويت والشكوى لله يا كويت.

المحامي نواف سليمان الفزيع