مشاري الحمد يطالب الشيعة في البحرين بالمبادرة بحسن النوايا

زاوية الكتاب

كتب 1826 مشاهدات 0




عالم اليوم
منتصف الشارع
إلى اخواني الشيعة في البحرين..!
كتب مشاري عبدالله الحمد
 

أحد الاصدقاء قال  لي مرة أن عند زيارتك لبيت أحدهم كان للتو قد انتهى من مشكلة عائلية ستشعر بأن هناك طاقة سلبية موجودة تحوم في المكان تخلق شعورا بعدم الراحة.

سافرت للبحرين ليومين، والبحرين التي أعرفها ليست البحرين التى رأيتها، بحرين متشحة بضباب حزن مختلف، تصفحت الجرائد التي أقرأها منذ مدة ورأيتها اختلفت بحوارها ومقالاتها وطرحها، الالفاظ أصبحت أشد، من السبب؟ هل فئة دون أخرى؟ أم فعليا لا توجد مشاكل في البحرين؟

سأطرح الموضوع بصراحتي التي اعتدت وسأدخل في الموضوع مباشرة، اخواني الشيعة وتحديدا حركة الوفاق في البحرين، انتم اليوم رأس المعارضة  وأنتم من تطالبون بالتغيير ولكن أي تغيير في منطقة ما بالعالم يطرح بمنطقية أو سيواجه بالرفض وستكون قوة الرفض مساوية بمقدار البعد عن المنطق.

المعارضة البحرينية تطالب بتشكيل الحكومة وأن يتم انتخابها من الشعب بداية من الرئاسة وحتى الوزراء وهذا المطلب لوحده ينسف فكرة الحوار من أساسها والسؤال هل رأيتم الدول العربية بنظامها السياسي أو هل رأينا التقسيم الاجتماعي التي تعيشه؟ هل هو تقسيم فكري أم مذهبي؟ ولن أقول لكم اذهبوا بعيدا فقط انظروا لدينا هنا في الكويت ما هي نتائج الانتخابات البرلمانية التي تستمد قوتها من القبيلة والطائفة وكيف تكون المخرجات؟... مخرجات غير مرضية شديدة التصارع بسبب قضايا لا تخدم الوطن.

كذلك هو الحال في أي دولة تقع بنفس الاقليم وهذا هو الواقع، لنقارن أي دولة عربية تعيش اليوم التجربة الديمقراطية، هل تريدون لبنان الذي لم يهدأ ولم يستقر منذ سنين، اختاروا ما شئتم

تريدون المقارنة بالغرب؟ الغرب علماني وبعيد جدا عن التقسيم المذهبي والافكار الاقصائية التي تعيشها بعض التيارات التي تنتهك الدين وتستخدمه سلاحا بالمواجهة بطريقة خاطئة.

المشكلة في البحرين يتحملها جميع الاطراف واليد الخارجية وان صغر نفوذها «كما يحاول البعض أن يعبر» فهي تحاول الدفع لزيادة الفرقة وكل ما نطلبه منكم هو أن تصحوا من غفلة أهل الكهف من أجل وطنكم، فالثقة المعدومة تمسح الاوطان من الخريطة.

الحل يبدأ بالتنازل من الطرفين، والعناد لا يمكن أن يوصل لنتائج، التجمعات و الحركات السياسية التي تعتقد أنها تريد بناء وطن هي بالواقع تهدمه بسبب التطرف في الفكر والعناد، فالاوطان تبنى بتقبل الاختلاف وليس المواجهة المستمرة التي تهدف للاقصاء.

حركة الوفاق البحرينية التي تنادي بالتغيير وغيرها من التجمعات السياسية، يجب أن تعي جيدا ظروف منطقة الخليج وطبيعة انظمة الحكم التي حفظت لهذه البقعة الجغرافية من العالم أمنها، إن كان الاعتقاد بأن تشكيل الحكومات وتولي المناصب في الدولة هو الحل، فأنتم مخطئون ومخطئون كثيرا، فلا توجد دولة خليجية يمكنها أن تتقبل تغيير النظام السياسي بسبب الارتباط الاجتماعي للدولة... فالاسر الحاكمة تحاول قدر المستطاع الوقوف على الحياد بين جميع أبناء المجتمع... وأن كنتم تريدون الحياد والحوار... اعيدوا النظر في مطالبكم... وامنحوا للعقل فرصته..بادروا بحسن النوايا... ودمتم

 

نكشة القلم

 

عندما نقول التنازل يجب أن يكون من الطرفين، يعني ان الحكومات أيضا عليها جانب في تحقيق المطالب المنطقية.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك