فرق شاسع بين الليبرالية والتقدمية، خاصة فى العلاقة بالدين.. وليد الرجيب يناقش رؤيته المثيرة للضجة على تويتر

زاوية الكتاب

كتب 853 مشاهدات 0



الراى


أصبوحة / مرة أخرى بين الليبرالية والتقدمية (1 من 2 )

في مقالي قبل السابق «فرق شاسع بين الليبرالية والتقدمية»، والذي أثار ضجة على التويتر، بين مستحسن ومحتج معارض، وهنا أنا أشكر الاثنين، لأن هذه الضجة دلت على أن المقال فيه ما يستحق النقاش.
وعندما استندت إلى عموميات فلسفية، ظننت أنني سأفهم من قبل الشباب المثقف، والذي فتحت أمامه كل أبواب المعرفة والتكنولوجيا، لكن الهجوم والتوتر وبعض العنف اللفظي، التي سادت الردود على مقالي، وخاصة من بعض المثقفين الليبراليين، يتطلب مني تبسيطاً وفرشة تاريخية لجذور الليبرالية، كما أن بعض الردود جاءت من بعض الليبراليين وبعض الرجعيين الحكوميين، بنفس التوجه ونفس المفردات.
كما أن الردود أثبتت أن الليبراليين كما الإسلاميين، لا يؤمنون بالرأي الآخر، وأن الليبرالية هي أمر مقدس بالنسبة لليبراليين لا يقبل القسمة على اثنين، بينما يؤمن التقدميون بالمقولة الفلسفية العلمية، «الوحدة في التنوع».
أنا استندت على الفلسفة العلمية، ولم استند على العاطفة والتعصب، ولذا فأنا لم أغضب من بعض المثقفين الذين استخدموا ألفاظاً لا تليق بالحوار الراقي المتحضر، كما أنني لم اتناول الملكية الخاصة، فالتقدمية وحتى الاشتراكية ليستا ضد الملكية الفردية، ولكنهما ضد الجشع والاحتكار والاستغلال التجاري والعقاري، أو ضد استغلال الإنسان للإنسان، كما أنني لم أقل ان الليبرالية حزب سياسي، بل هي فكر النظام الرأسمالي، وأي فكر لا يجب التعامل معه بانتقائية، أي ليبرالية اجتماعية وليبرالية اقتصادية واخرى سياسية.
ولا يوجد فكر سياسي أو اجتماعي لا يستند إلى أسس اقتصادية، وبهذا المعني فلا بد له من أن يمثل طبقة اجتماعية، في ظل المجتمعات المنقسمة والمتصارعة طبقياً، أما ما يسمى بالليبرالية الاجتماعية، فهي نتاج الكنزية بعد الحرب العالمية الثانية، التي حققت التعليم والصحة والتأمين الاجتماعي المجاني، أي الرعاية الاجتماعية، كما كانت الكويت عليه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ولكن هذه الرأسمالية الاجتماعية انتهت في الثمانينات مع قدوم ريغن في أمريكا وتاتشر في بريطانيا، أو ما يسمى بالمحافظين الجدد، الذين رأوا في حرية السوق المطلقة، ولوكان على حساب شعوبهم والشعوب الأخرى، هي احدى طرق ترقيع النظام الرأسمالي، الآيل إلى زوال، وليس كما قال فوكوياما «نهاية التاريخ»، ثم عاد واعتذر وغير وجهة نظره، وسأعرض تاريخاً موجزاً لأصل وجذور الليبرالية في مقال مقبل.
وعودة إلى الليبراليين الكويتيين، فقد كنت أتمنى أن يرد على كل ملاحظاتي، لا أن يقال إن بعض الاتهامات أشنع من أن يرد عليها ويكتفون، وبدلاً من تلميح البعض حول موقف التقدمية من الدين، أود أن أوضح ان معركة الليبرالية الأساسية هي مع الدين، وهي تطالب بفصل الدين عن السياسة، وتنادي بحرية الإلحاد (البعض)، بينما الفكر التقدمي ينادي بحرية الاعتقاد، ويحترم جميع الأديان، وينادي بعدم استخدام الدين في السياسة، ويعتبر معركته الأساسية مع الرجعية والاستبداد واستغلال الإنسان للإنسان، وليست مع الدين.
ولي عودة لهذا الموضوع الطويل، في المقال المقبل، حيث ان مساحة المقال، لا تسمح بالسرد المفصل.


وليد الرجيب

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك