'المعارضون الجدد' تسمية عنصرية للموالين الجدد

زاوية الكتاب

الطبطبائي: عنصريتهم وأفكارهم المتعفنة تسبب أجواء كريهة ببلادنا

كتب 2644 مشاهدات 0


المعارضة الجديدة!

لا تكتمل أي معادلة في الدنيا إلا باكتمال جميع مكوناتها وعناصرها الرئيسية خاصة تلك المعادلات البعيدة عن عالم الرياضيات أو الكيمياء كالمعادلات السياسية، ففي كل الأنظمة السياسية هناك من يلتف حولها لحمايتها حتى وإن كانت فاسدة، وهناك بالطرف الآخر من يعارضها لتقويمها أو تبديلها، ولو نترجم مفهوم عناصر هذه المعادلة على واقع مجتمعنا الكويتي فسنجد أن العنصر الأول هو النظام السياسي من خلال الحكومة التي تتشكل حسب المصالح والترضيات، ومن يلتف حولها عن قناعه أو عن مصلحة هم العنصر الثاني، وهناك أيضاً العنصر الثالث وهم من يعارض الحكومة سواء لسبب أو من دونه.
اليوم لم تتغير عناصر هذه المعادلة بتاتاً إنما تغيرت مواقعها فقط، فأصبح بعض أبناء معارضة الأمس أبناء للنظام السياسي اليوم ما أتاح المجال لاسماء جديدة على حمل لواء المعارضة والتي بدورها أشعلت قريحة أبناء «خاصرتها» الذين يظنون بأنهم «ورثوا» المعارضة (الله يقطع ابليسكم حتى المعارضة توارثتموها)، والذين يظنون أيضاً بأن المعارضة يجب أن تتكون من أسماء مخملية معينة لذلك نراهم اليوم يصفون المعارضة بالمعارضين الجدد.
طيب، لنفترض مجازاً صحة ادعاءاتهم ولنفترض بأن المعارضة هي فعلاً معارضة جديدة فهذا يعني اعترافا بفشل المعارضة القديمة بتكملة درب الكفاح، وهذا الفشل قد يعود إلى أمرين... إما فشل المعارضين في بناء جيل جديد واع يكمل المسيرة أو أن غالبية المعارضين تحولوا إلى موالين لمصالحهم الخاصة بدلاً من مصالح الوطن لذلك أتى من يكمل المسيرة عنهم، وأن اقتنعنا بالمعارضة «الجدد» فلابد أن نقتنع كذلك بأن هناك بالطرف الآخر «موالين جدد» حتى تكتمل عناصر معادلتنا السياسية، وهذا هو المنطق يا سادة.
الموالون الجدد لم ولن يكونوا في يوم من الأيام إلا موالين للدينار ولا شيء غيره والذي يكون على شكل «المصالح» وحكومتنا الموقرة لاتجيد إلا هذه اللغة وبامتياز، وهذه أحد الأمور التي ساهمت بتغيير مواقع عناصر معادلتنا السياسية اليوم، أما الأمر الثاني فهو مرض «العنصرية» الله يكافينا الشر، فبعض الموالين الجدد الذين اختزلوا الكويتيين بمناطق محددة من دون النظر لمعاني المواطنة الفعلية أو للدستور الذي ساوى بين الجميع لن يقبلوا بأن تكون المعارضة خارج نطاقهم، لذلك نسمع في هذه الأيام مصطلحات مضحكة كالمعارضة المختطفة والتي لا أستطيع أن اعرف مختطفة ممن، وكيف سمحوا لهم باختطافها، وإن كانت غالية عليهم أو مؤمنين بها لماذا لم يتم تحريرها من الخاطفين إلى الآن؟ والأمر الأقرب إلى النكتة بأنهم بعد كل هذا يعتلون منابرهم ومهرجاناتهم الخطابية ويتحدثون عن المساواة والعدالة!
لكم كل الحق أن تكونوا مطبلين، عفواً أقصد موالين، لكن هذا لا يعطيكم الحق بنشر غبار أفكاركم المريضة لتدمير حديقة تفاؤل وطننا، ولا يعطيكم الحق بتعليق الوطن بمشنقة الأنين لضرب عنقه بسيف عنصريتكم، ولا يعطيكم الحق أيضاً باتهام كل من يخالفكم الرأي بمصطلحاتكم المخملية!
لذلك نقول، إذا كانت هناك معارضة جديدة فإن هناك بالمقابل موالين جددا أيضاً حتى تكون معادلتنا سليمة.
عزيزي الموالي العنصري/الجشع (وفي رواية أخرى: الانبطاحي)، الرجاء تغيير عنوان المقالة الى الموالين الجدد وإعادة قراءتها لأنك حتماً ستجد اسمك بين سطورها!
دائرة مربعة
عنصرية الموالين الجدد تسبب رائحة كريهة جداً في مجتمعنا بسبب تعفن أفكارهم!

 

الراي-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك