فقدان أم قصر: صدقت ميمونة وأخطأ المجلس البلدي
عربي و دولييوليو 21, 2011, 12:16 ص 9480 مشاهدات 0
ولد أحمد بن رزق 1725م ونشأ في الكويت،وكوّن ثروة جعلته يشتري كل ما يجمع في قطر والبحرين من لؤلؤ. وكان بن رزق الذي يعود أصله لبني خالد من الحريق في نجد مولعا بإعمار البلدان فعمر على رأس خور الصبية منتجع ضم قصرا وقلعةوآبار وبستان.ثم شد الرحال إلى (الزبارة )حيث أراد أن يفصلها عن بر قطر بحفر خليج طوله 30 ميلا لولا رفض قومه البدو الذين لا يستغنون عن مرعى أغنامهم وأبلهم في البر المقابل.ثم تحول للبحرين وشيد بلدة (جو) بقصوروخزانات ماء و مسجد ،ليتحول الى البصرة مكملا مشاريعه العمرانية حتى مات. ولم يبق من نسله نتيجة طاعون 1831م الذي ضرب الكويت سوي حسين بن محمد بن أحمد بن رزق الحجي جد العائلة الكويتية الكريمة (آل زنكي) . وقد سمى البدو منطقة منتجع بن رزق (أم قصر) لخلوها من العمران غيره،وحتى عام 1958م لم تكن إلا بلدة صغيرة بائسة حين قرر العراق بناء منفذ بحري رغم تبعيتها للكويت منذ بنائها مرورا بإشارة لوريمر في سنة 1904 بقوله ان سلطة شيخ الكويت نافذة في أم قصر وصفوان،ثم بمطالبات الشيخ مبارك الصباح بها في 9 أغسطس 1908م .
وإبان المناوشات العراقية الايرانية قبل اتفاقية الجزائر 1975م. وبذريعة ان خنادق جنودهم عرضة للغرق ،طلب نظام البعث التمدد في الجانب الكويتي من أم قصر . لكن النوايا الكويتية الحسنة شجعتهم على الطمع أكثر،و تم اجتياح (الصامته) 1973م التي انسحبوا منها لكنهم بقوا في أم قصر الكويتية حتى صدر القرار الاممي 833 في 1993 م. وفي 24نوفمبر2009 وبعد الاطلاع على محضر اجتماع لجنة التسميات (2/2009) وافق أعضاء المجلس البلدي على قرار مجلس الوزراء رقم (591) في 22 يونيو 2003 بشأن الموافقة على تغيير أسم منطقة أم قصر لتصبح (البحيث)،ويعود سبب التغيير الى أهمية التمييز بينها وبين منطقة (ام قصر العراقية).ومر قرار التغيير عبر صمت مجلس الامة والنخب الفكرية و الشارع الكويتي ،إلا صوت وحيد تم تجاهله في حينة. فعند رئيسة الجمعية التاريخية وعميدة كلية الآداب الشيخة الدكتورة ميمونة العذبي الصباح كانت أم قصر كويتية، فإبن رزق الكويتي هو الذي بناها،ومبارك الكبير هو من طالب بها حين أنتزعت نصفها الاتفاقية الانجلوعثمانية 1913م،وهي أم قصر نفسها التي حاول البعث أخذها عنوة ،وهي التي أعادتها الشرعية الدولية ببحرها وترابها وأسمها ،فكيف نخسر نصفها ثم نخسر أسمها بحجة ان هناك التباسا قد يقع بينها وأم قصر العراقية لأن بحار أمريكي ثمل ألتبس عليه الاسم في خرائطه غير المحدثة فدخل الكويت بدل العراق .ولماذا تكون الكويت دائماً هي التي تتنازل؟
لقد أثبتت العميدة الاكاديمية أنها تملك نظرة عميد أركان حرب صقلته نظريات الفكر الاستراتيجي حيث قالت في منتصف يناير 2010م بدراسة لها بعنوان «أم قصر الكويتية بين فض الاشتباك والمأزق السياسي» إن هذه الخطوة و التنازل خلف ستار فك التشابك والبعد عن الالتباس،قد تدفع العراق مستقبلاً للمطالبة بالمنطقة بأكملها . فمن يضمن ان الادعاءات لن تطال هذه المنطقة بعد تغيير أسمها للبحيث فيدعي العراق بأن منطقة أم قصر كاملة له أو المنطقة كلها عراقية، مخالفا جميع المعاهدات والاتفاقيات الاقليمية والدولية، في ظل اعترافنا نحن أصحاب الحق بعدم وجود (أم قصر كويتية) على أراضينا. '
لقد صدقت مقولة إن الذين يحسنون قراءة الماضي هم الأجدر بقراءة المستقبل، وتحققت للاسف نظرة المؤرخة د.ميمونة الاستشرافية،وهاهم ساسة التكسب في بغداد يرفضون الاعتراف بحقنا في إقامة ميناء مبارك الكبير في بوبيان تمهيدا لتسويق حقهم في بقية المنطقة .
تعليقات