درع الجزيرة منع، برأى وليد الطبطبائي سقوط النظام البحريني في احضان ولاية الفقيه والدولة الايرانية
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2011, 1:06 ص 1833 مشاهدات 0
الوطن
«لئن نرع الابل عند ابن سعود.. خير من أن نزرع الزعفران عند نجاد»
د.وليد الطبطبائى
حدثني المقربون من اصحاب القرار في البحرين بعد ان تمادى اصحاب دوار اللؤلؤة وحولوا مطالباتهم «الاصلاحية» الى سعي لانقلاب على النظام والسعي لتسليم البلد لايران لتدير البحرين بالوكالة، انه لم يكن بد من استدعاء درع الجزيرة والقوات السعودية لمساندة قوات الامن في البحرين لضبط الامور وحماية المنشآت الحيوية هناك، وكان هناك تخوف من احتمال بعيد لكنه وارد: ماذا لو دخلت هذه القوات ورفضت الخروج وسيطرت على البحرين؟! ورغم ان هذا الاحتمال بعيد لكن له شاهد في لبنان، فقوات الردع العربية التي دخلت لبنان لضبط الامور بعد الحرب الاهلية اللبنانية التي كان جلها من القوات السورية دخلت ولم تخرج وتحكمت بالبلد وحولت لبنان الى محافظة سورية مسلوبة الارادة، ورفضت الخروج حتى اخرجت قسرا لاحقا.
اقول رغم ان هذا الاحتمال بعيد لكنه في حساب الاحتمالات قد يرد، فهل يستحق الامر المجازفة؟!
اصبح امام القيادة البحرينية قرار صعب استدعاء القوات الخليجية مع ما فيه من الاحتمال المذكور او انتظار المصير المحتوم والانقلاب الوشيك، وكان الخيار الاول هو الذي ترجح، ودخلت القوات الخليجية واستقرت الامور في البحرين وزال الخطر بحمد الله، وايضا كانت قوات درع الجزيرة وبالاخص السعودية عند مستوى الثقة واداء الواجب ولم يقع ما كان يخشى.
وتذكرنا احداث البحرين التي اشرنا لها بقصة حقيقية وقعت في التاريخ الاسلامي، وتحديدا في بلاد الاندلس حيث كانت دولة اشبيلية الاسلامية عليها حاكم مشهور في التاريخ هو المعتمد بن عباد، فقد اضطرته الظروف الى دفع مبالغ لملك الفرنجة الفونسو، وتمادى هذا الملك وطالب بزيادة المبالغ امعانا في اذلال دولة اشبيلية، فرفض المعتمد بن عباد هذه الزيادة، فهدده ملك الفرنجة بانه سيغزو اشبيلية اذا لم يستجب لتهديداته، فاحتار المعتمد بن عباد ماذا يصنع هل يستجيب الى الشروط المذلة التي لا تنتهي أم يرفض ويتحمل نتائج غضبة ملك الفرنجة عليه، ففكر بالاستعانة بدولة قوية في بلاد المغرب هي دولة المرابطين، والتي ذاع صيتها هناك وتمكنت من السيطرة على كل المغرب العربي وحتى اطراف الديار المصرية فضلا عن شمال غرب افريقيا، فقال له مستشاروه: كيف تدعو المرابطين لمساندتك ودخول الاندلس، هؤلاء اذا دخلوا الاندلس وشاهدوا هذه البلاد لن يخرجوا منها وسيسقط حكمك وتكون احد رعايا دولتهم فقال المعتمد بن عباد قولته المشهورة التي لا ينساها التاريخ: «لئن أرع الجمال للمرابطين، خير من ان ارعى الخنازير عند الفرنجة».
وفعلا استدعى المعتمد بن عباس جيوش المرابطين ودخلت الاندلس وانتصرت وكسرت الفرنجة في معركة الزلاقة وكانت جيوش المرابطين بقيادة حاكمهم يوسف بن تاشفين وكان المرابطون عند حسن الظن بهم، فما ان استتبت الامور للمسلمين هناك، وكسروا الفرنجة حتى خرجوا فورا بعد ان تركوا حامية عسكرية صغيرة لمساندة دولة اشبيلية ولم يستولوا على الحكم وعادوا الى المغرب، ولذلك لم يرع المعتمد بن عباد الخنازير للفرنجة ولا هو حتى رعى الابل للمرابطين، ولكنه لو لم يكن سوى هذين الخيارين فرعي الابل احب اليه من رعي الخنازير.
ولو عدنا الى البحرين فنجد ان دخول قوات درع الجزيرة اضفى الامان ومنع بعد الله احتمال مؤكد بسقوط النظام البحريني في احضان ولاية الفقيه والدولة الايرانية، ولو ان القيادة هناك ترددت لوقع ما لا تحمد عقباه.
وعليه نقول للبحرين او للكويت لا يخوفونكم من اخوانكم في الخليج والسعودية، فاذا كان ثمة خطر، وهو للاسف موجود، فلابد من التعاضد وان نستعين بالاشقاء بالخليج وليكن شعارنا «لئن نرع الابل لاخواننا في الخليج خير من ان نضطر ان نكون رعايا لايران وان تستعملنا ايران عمالا لزراعة الزعفران».
والله من وراء القصد.
د.وليد الطبطبائي
تعليقات