الأوروغواي ترفع شعار الحذر أمام مفاجآت البيرو

رياضة

1046 مشاهدات 0


وسط موجة المفاجآت التي شهدتها البطولة حتى الآن لن يكون أمام منتخب أوروغواي سوى التحلي بالحذر الشديد عندما يلتقي منتخب بيرو غدا الأربعاء في تمام الساعة 3:45 فجرا بتوقيت دولة الكويت على إستاد سيوداد دي لابلاتا في افتتاح الدور النصف النهائي لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية كوبا أميركا المقامة حاليا بالأرجنتين.

ورغم الفارق الهائل بين الفريقين في التاريخ والخبرة والإمكانيات لصالح منتخب أوروغواي ، يخوض كل منهما مباراة الغد بنفس القدر من الترشيحات لبلوغ المباراة النهائية بعد المفاجآت التي فجرتها المنتخبات صاحبة التاريخ المتواضع والخبرة المحدودة على مدار الدورين الأول والثاني في البطولة الحالية.

وكان منتخب بيرو أحد نجوم هذه المفاجآت والتي عبر من خلالها إلى المربع الذهبي للبطولة على عكس معظم التوقعات التي أشارت إلى أنه لن يستطيع التغلب على منتخب كولومبيا في دور الثمانية للبطولة.

وتعيد مباراة الغد كل من الفريقين إلى ذكريات البداية في هذه البطولة المثيرة حيث التقى الفريقان سويا أيضا في بداية مسيرتهما بالبطولة وذلك في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة وهي المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1.

ولكن مباراة الغد لن تعترف بالتعادل حيث تحتاج إلى فريق فائز يتقدم للمباراة النهائية وآخر خاسر يودع البطولة ، وبعد تعادل الفريقين 1/1 في بداية مسيرتهما بالبطولة أكمل كل منهما طريقه نحو دور الثمانية ، حيث تعادل منتخب أوروغواي مع نظيره التشيلي 1/1 ثم فاز على المكسيك 0/1 وتغلب المنتخب البيروفي على نظيره المكسيكي 0/1 ثم سقط في فخ الهزيمة 1/0 في الوقت بدل الضائع من مباراته أمام تشيلي.

وفي دور الثمانية واجه كل من الفريقين اختبارا في غاية الصعوبة ، حيث التقى منتخب أوروغواي نظيره الأرجنتيني صاحب الأرض والمرشح بقوة لإحراز لقب البطولة وقدم الفريقان واحدة من أجمل مباريات البطولة ولكنها انتهت بالتعادل 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يحجز منتخب أوروغواي مقعده في المربع الذهبي بالتفوق في ركلات الترجيح 4/5.

في المقابل فجر المنتخب البيروفي مفاجأة كبيرة بالفوز 0/2 في الوقت الإضافي على نظيره الكولومبي الذي تأهل لدور الثمانية بعدما احتل صدارة المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة.

ويدرك منتخب أوروغواي جيدا أنه عبر أصعب العقبات الممكنة في البطولة بالتغلب على التانغو الأرجنتيني ولكن ذلك لا يعني أن الطريق أصبح مفروشا بالورود ليتوج باللقب.

ومن بين المنتخبات الأربعة التي بلغت المربع الذهبي للبطولة الحالية ، يبدو منتخب أوروغواي هو الأكثر ترشيحا لحسم اللقب ، ومع حصول منتخب أوروغواي على المركز الرابع في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ليصبح الوحيد من قارة أمريكا الجنوبية الذي يصل للمربع الذهبي في هذه البطولة ، يرى الفريق أنه يمتلك الإمكانيات والمقومات التي تؤهله للمنافسة على لقب البطولة الحالية خاصة بعد خروج المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي.

وإذا نجح الفريق في ذلك ، سينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب البطولة برصيد 15 لقبا حيث يقتسم الرقم القياسي حاليا مع نظيره الأرجنتيني برصيد 14 لقبا لكل منهما.

ولكن منتخب أوروغواي سيكون بحاجة هذه المرة إلى توخي الحذر في مواجهة مفاجآت بيرو بعدما اكتسب الفريق البيروفي ثقة هائلة من مباريات البطولة وارتفعت معنويات لاعبيه بعد الفوز الثمين على كولومبيا ليصبح أفضل حالا مما كان في بداية مسيرته بالبطولة.

ورغم المسيرة الناجحة لمنتخب أوروغواي في البطولة وعدم تلقيه أي هزيمة في المباريات الأربع التي خاضها بالبطولة الحالية ، لم يستثمر الفريق حتى الآن كل إمكانياته الهجومية لاسيما فيما يخص مهاجمه المخضرم الخطير دييغو فورلان.

وتألق فورلان بالفعل في مباريات البطولة الحالية ليعيد إلى الأذهان عروضه القوية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي فاز فيها بلقب أفضل لاعب في البطولة كما كان أحد متصدري قائمة الهدافين.

ومنذ هدف فورلان في مرمى المنتخب الألماني في مباراة تحديد المركز الثالث بالمونديال ، أصاب اللاعب العقم التهديفي ولم يهز شباك الفرق المنافسة كما عانده الحظ بشدة في مباريات البطولة الحالية وخاصة في مباراتي المكسيك والأرجنتين.

وأصبح الفريق في أمس الحاجة حاليا لاستعادة فورلان حاسته التهديفية حتى يشكل مع زميليه الشاب لويس سواريز والمتألق إدينسون كافاني خطا هجوميا خارقا يصعب إيقافه إذا عاد كافاني لتشكيلة الفريق في مباراة الغد بعد تعافيه من الإصابة.

ويمتلك منتخب أوروغواي سلاحا آخر فاعلا في مباريات البطولة الحالية ويتمثل في حارس مرماه المتميز فيرناندو موسليرا الذي لعب دورا كبيرا في حسم لقاء دور الثمانية أمام منتخب الأرجنتين بعدما تصدى لجميع المحاولات خلال الوقتين الأصلي والإضافي كما تصدى لضربة الترجيح التي سددها كارلوس تيفيز في نهاية اللقاء.

ويفتقد منتخب أوروغواي في مباراة الغد جهود اثنين من لاعبيه أولهما هو دييغو بيريز الذي سجل هدف الفريق في شباك الأرجنتين ولكنه تعرض للطرد بعدها بقليل واللاعب الثاني هو ماوريسيو فيكتورينو للإصابة.

في المقابل يسعى منتخب بيرو لمواصلة مغامرته في البطولة الحالية والتقدم خطوة جديدة على طريق المفاجأة التي فجرها في البطولة ، وينتظر أن تكون مباراة الغد مواجهة ذات طابع خاص بالنسبة للمدير الفني للمنتخب البيروفي سيرخيو ماركاريان الذي يواجه منتخب بلاده وهو ما يضاعف من الأعباء الواقعة عليه خاصة وأن فريقه كان البادئ بالتسجيل في مباراتهما بالدور الأول مما يؤكد أن منتخب بيرو قادر على تفجير مفاجأة جديدة.

ويضاعف من أمل الفريق أنه ليس لديه ما يخسره حيث حقق في البطولة حتى الآن أكثر مما كان يصبو إليه ، وعلى الرغم من امتلاك المنتخب البيروفي للعديد من اللاعبين المتميزين ، كانت الإصابات التي تعرض لها أبرز نجومه كلاوديو بيتزارو وجيفرسون فارفان وكارلوس زامبرانو وغيابهم عن البطولة هي المشكلة الأبرز التي واجهت ماركاريان مؤخرا.

ولم يكن ماركاريان يراهن على كوبا أمريكا وكان حلمه الأساسي هو إعداد فريقه جيدا لتصفيات مونديال 2014 بالبرازيل واعتبر البطولة الحالية خطوة مهمة نحو هذا الهدف ولذلك فإنه سيخوض مباراة الغد بأعصاب أهدأ من منافسه.

وتبدو المعنويات عاملا جيدا الآن بعدما كانت عاملا سلبيا في الماضي ، ففي أوقات كثيرة كان من الملاحظ أن لاعبي بيرو يدخلون الملعب وهم يعانون من عقدة الخوف ، وهو ما يؤدي إلى تحول الأمور إلى الأسوأ إذا ما بدأت اللقاءات في غير صالحهم ولكن البطولة الحالية منحت الفريق ولاعبيه ثقة هائلة.

وربما كان دفاع المنتخب البيروفي عاملا رئيسيا في وصول الفريق للمربع الذهبي حيث نجح في إيقاف جميع محاولات كولومبيا في دور الثمانية ، ولكن الفريق سيكون بحاجة في مباراة الغد إلى مزيد من الجهد والأهداف لمهاجمه الخطير باولو غيريرو.

الآن - وكالات - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك