خلود عبدالله الخميس تنتقد ظاهرة العداء البواح والتهاوش مع أبناء الأسرة ومعايرتهم برواتبهم

زاوية الكتاب

كتب 1121 مشاهدات 0



القبس


أبناء الأسرة!
كتب خلود عبدالله الخميس :
   
مطلب ينادي به علناً، أخيراً، بعض أبناء الشعب عداء بَـواحاً لكل من ينتمي إلى الأسرة الحاكمة! ورغم أن بعض أبناء الأسرة أعطى بسلوكياته المبررات لترتفع تلك الأصوات، فإنها تصرفات تخص الفرد، ولذلك ليس من الطبيعي أن نضع بقية الأسرة تحت الإقامة الجبرية! فلا يمكن ألا يعملوا في المؤسسات الحكومية في الدولة، ولا يوزّرون، ولا يشاركون بعمل تطوعي، ولا يتاجرون، ولا يلعبون رياضة! فقط لأنهم أبناء الصباح!
خُلق الفجور بالخصومة، من أين جاء به الكويتيون؟
أليس أبناء الأسرة كويتيين أيضاً، ولديهم حقوق وعليهم واجبات كمواطنين؟
ألا يحق لهم العمل والإنتاج و«الترزّق» والمشاركة في بناء المجتمع اجتماعياً، مدنياً وسياسياً؟
وعليهم واجب خدمة وطنهم في ميادين مختلفة، بل وهم الذين يتم التركيز على أخطائهم، فتصبح السيئة بعشرات أمثالها؟!
«يعني وين يولّون أبناء الأسرة؟ نقطهم بالسكّة»؟!
إنه لنهج غريب عجيب والله!
يتحجج البعض لاستبعادهم، إنه حماية لهم من التراشق السياسي، حفاظاً على «بريستيجهم»، خصوصاً الحكام منهم «ذرية مبارك»، وأقول إنها جملة حق أريد بها باطل!
فنحن شعب هجّاء! إن لم نجد من نهجوه هجونا أنفسنا، وأوقن أن «عيال الأسرة مثلنا» فهم من نفس «الطينة» هجّاؤون أيضاً، والفرق بيننا وبينهم أنهم «شيوخ» ونحن شعب! وتعودوا علينا وتعودنا عليهم، فلم يعد بيننا «بريستيج»!
وأين «البريستيج» ونحن «نتهاوش» مع أبناء الأسرة، وننازعهم في تصرفاتهم و«نعايرهم» برواتبهم التي يصرفها لهم الديوان الأميري، وفي كل مناسبة نذكرهم بأن النفط للكويتيين «مو حلالهم»، وكأنهم يضعونه في «تناكر » ويهربونه إلى مكان ما، حتى إذا مرّت الكويت بأزمة «يقبّون»؟
فجاء الغزو وأنفقت الحكومة على الشعب في الكويت وفي الشتات، من النفط واحتياطي الأجيال، ولم تتخلَّ الأسرة عن الكويتيين ولا الشعب فرّط بحكمها، فلم ساءت النيّات؟ فصار «عيال الأسرة» يشككون بتمسك الشعب بالحكم، وباتت منهجية الشعب «هل من مزيد»؟!
نحن الدولة الوحيدة في العالم الثالث، الذين نشتكي على الأسرة ويشتكون علينا في «المخافر»، وأغلبية العائلات الكويتية لديها علاقات عميقة وقوية معهم، وأيضاً صلات قرابة ونسب! من أين جاءت البغضاء إذاً؟
حجة أخرى لدعاة الإقصاء «عيال الأسرة فيهم نعرة شيخة»، لذا هم لا يؤمنون أن من حق الشعب أن يدير البلاد عبر المؤسسات البرلمانية والتنفيذية والحكومية، وأنهم «لو يحصل لهم أكلوا الأخضر واليابس»!
وأقول كلنا نعرات جاهلية الله سبحانه وتعالى يجيرنا ويعافينا، ضربنا بهم الأمثال ونسينا أننا مثلهم، لدينا النعرات ذاتها مع اختلاف الأسماء!
بدل «نعرة الشيخة» ننادي بنعرات النجادة وأهل البحر والمرقاب وشرق وجبلة وداخل السور وخارج السور، كما أن القبائل نعراتها بينها شتّى، ونعراتنا لا تعد ولا تحصى، وأكبرها نعرة «أنا كويتي»!
أنا أحب أسرتنا، تلفتُّ حولي فلم أجد أسرة مثلها، العلاقة المفتوحة مع الحكام، نعمة تريد فقهاء يفتون بها، وليس متفيقهين يكبون على الفتنة «جاز»!
طبعاً بعد هذا المقال أكون «فداوية للصباح» ويدفعون لي «معاشاً» وأنتفع منهم! كالعادة في الكويت تُهم جزافاً، ولا أحد يمكنه إثباتها! لكني أقول كلمة الحق التي يصد عنها أغلبية من أخذتهم العزة بالإثم، والغفلة عن النخوة، وصاروا قوم تُـبّع: ومن كان منكم بلا «ش.يخة» فليرم أبناء الأسرة بحجر!

خلود عبدالله الخميس

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك