البلد مختطفة من قبل تعيين المضف والجزاف..د. وائل الحساوي يقدم أمثلة

الراى

د. وائل الحساوي
نسمات / التكتل الوطني وبس!

الحين بس تنبهتم إلى أن الديرة مختطفة لأن الحكومة عينت صلاح المضف والجزاف في صفقة ترضية مع التكتل الوطني؟! قولوا لنا عن منصب حكومي قيادي تم ضمن شروط ومواصفات محددة وواضحة وضمن منافسة بين المتقدمين؟! قولوا لنا عن تشكيل وزاري تم فيه اختيار الوزراء المناسبين للأماكن المناسبة؟!
في الجامعة التي هي أهم منصب أكاديمي، على مدى فترتين يتم تشكيل لجنة لاختيار المدير وتختار اللجنة أكفأ المتقدمين بعد فترة طويلة من التمحص والتدقيق والمشاورة ثم يأتي وزير التعليم العالي ليعين شخصاً خارج الأسماء المرشحة، وهكذا في كل منصب من مناصب التعليم كالمستشارين الثقافيين والوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين.
أذكر أنه في إحدى السنوات تم الإعلان عن طلب مدير يمثل الكويت لمنظمة اليونسكو، وكانت شروط التقديم سهلة لا تتعدى الدكتوراه وبعض سنوات الخبرة، ولا أدري كيف سوّل لي الشيطان لكي أعتقد بأن المنصب خاضع للمنافسة فقمت بتقديم أوراقي، وانتظرت مع عشرات المتقدمين لكي يتم استدعاؤنا للمقابلة، لكن الصحف قامت بتسريب اسم الذي وقع عليه الاختيار، فما كان من بعض المتقدمين إلا أن قدموا احتجاجاً لدى رئيس الوزراء على استبعادهم من المقابلة، فبادرت الإدارة باستدعاء من لم تتم مقابلتهم، وعندما اتصلوا بي رفضت الذهاب للمقابلة وقلت في نفسي: العبوا غيرها!! وفعلاً صدر بعد أيام قرار التعيين لنفس الذي أعلنت عنه الصحف سابقاً.
أما الأدهى من كل ذلك فهو أن المستفيدين من عسل الحكومة ليسوا هم المؤيدون فقط ولكن المعارضة التي تتشدق ليلاً ونهاراً بتصديها لفساد الحكومة، فهم من تفتح لهم الأبواب للعلاج في الخارج ولتوقيع المعاملات وللتوظيف في المناصب القيادية، وفي اعتقادي أن صياحهم على التعيينات الأخيرة هي من باب «اعطوهم ولكن لا تنسونا».
المشكلة الحقيقية هي مع هؤلاء الأغلبية الصامتة الذين لا يبيعون دينهم وضمائرهم من أجل إرضاء الحكومة أو تحقيق المصالح الزائلة، فهؤلاء حري بهم: «إن تكلموا ألا يسمع لهم أحد، وإن طلبوا ألا يرد عليهم أحد، وإن اشتكوا ألا يأبه بهم أحد» فسياسة «هذا ولدنا» هي سيدة الموقف.
*
في حلقة من حلقات «طاش ما طاش» أراد مدير الشركة تعيين أحد أقاربه في منصب مهم ولكن قوانين الشركة تشترط المنافسة، فوضع شروطاً للمرشح المطلوب لكن الآخرين حققوا تلك الشروط، ثم نظم مسابقة للاختيار وعلّم قريبه أجوبة الأسئلة، لكن الآخرين استطاعوا إجابتها كذلك، فما كان من المدير إلا وضع مواصفات للمرشح من ضمنها صورة لقريبه ففاز القريب.


د. وائل الحساوي