ندوة 'الصناديق الخليجية والتنمية البشرية' في منتدى أصيلة الثقافي
عربي و دولييوليو 18, 2011, 6:38 م 946 مشاهدات 0
بادرت مساء أمس مجموعة من دول الخليج العربية (الكويت والامارات والسعودية) باعتبارها دول ذات دخول مرتفعة منذ ستينيات القرن الماضي الى تأسيس صناديق مالية تقاربت في الاسماء والاهداف من خلال التأكيد على أن نشاطها الاستثماري يتوجه أساسا نحو دعم جهود ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول ذات الموارد المالية المحدودة.
جاءت الندوة في إطار فعاليات منتدى أصيلة الثقافي الدولي ال33 بالمغرب التي عقدت مساء امس برعاية الامين العام لمنتدى أصيلة محمد بن عيسى تحت عنوان (الصناديق الخليجية والتنمية البشرية المستدامة).
وتأتي هذه الندوة في سياق الاحتفاء بدولة الكويت التي تشارك في فعاليات دورة هذه السنة من منتدى أصيلة، كضيف شرف، وأيضا باعتبارها بلدا رائدا في ما يخص صناديق التنمية المستدامة، حيث قامت دولة الكويت بعد استقلالها سنة 1961 بإطلاق أول صندوق عربي للتنمية.
من جانبه أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الاهتمام الخاص الذي يوليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، يحفظهم الله ، بالإنسان الخليجي واعتباره محوراً رئيساً للتنمية ومحركاً لها ، وذلك بتلبية متطلباته الأساسية ، الأمر الذي أدى الى تمكن دول المجلس من تحقيق أهداف الألفية للتنمية التي أقرتها الأمم المتحدة قبل موعدها بفترة طويلة .
وقال الأمين العام لمجلس التعاون في كلمته التي ألقاها مساء امس نيابة عنه عبدالله جمعة الشبلي الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية في ندوة ' الصناديق الخليجية والتنمية البشرية المستدامة ' بمنتدى أصيلة الثقافي الدولي الثالث والثلاثين بالمملكة المغربية ، ان دول المجلس سعت إلى تقديم المساعدات الإنمائية السخية إلى العديد من الدول لتتمكن من تحقيق الأهداف الألفية للتنمية وبالذات في الجوانب الإنسانية ، وقد تزايد حجم المعونات الخليجية المقدمة في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي بعد الزيادات المتتالية التي حققتها الإيرادات النفطية ، انطلاقاً من الإيمان العميق لدول المجلس بأهمية أداء دورها في دعم الجهود التنموية في الدول النامية على أكمل وجه .
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون ان دول مجلس التعاون أخذت على عاتقها من عقود عديدة تقديم المساعدات والمعونات الإنمائية بسخاء وبدون تحفظ إلى الدول النامية ، إيماناً من دول المجلس بأهمية مساعدة الدول المحتاجة ومد يد العون للشعوب الشقيقة والصديقة ، ومساندتها في تحقيق برامجها وخططها التنموية والاقتصادية والاجتماعية ، وفي ظل التزام دول المجلس بأواصر الأخوة والصداقة.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون ان المساعدات الإنمائية لدول مجلس التعاون تكتسب أهمية خاصة في التعاون الاقتصادي ، بشروطها الميسرة ، وأحجام تدفقها ، ونسبتها المرتفعة نسبياً من الناتج القومي الإجمالي ، تعكس الدور الإيجابي والمهم الذي تتولاه دول المجلس في دعم احتياجات التنمية في الدول النامية ، مضيفا انه ، وفي إطار العمل الخليجي المشترك ، حرصت دول المجلس على تنسيق سياساتها بشأن تقديم المساعدات الإنمائية للدول النامية ، وأكدت على هذا في العديد من وثائق مجلس التعاون ، مثل الاتفاقية الاقتصادية بين دول مجلس التعاون لعام 2001م ، حيث أشارت المادة السادة من الفصل الثالث من الاتفاقية إلى أهمية ' أن تنسق الدول الأعضاء سياستها على الصعيد الخارجي في مجال تقديم المعونات الدولية والإقليمية للتنمية'.
ومن جانب اخر، قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة في كلمته إن هذه الندوة لها أكثر من مبرر فكري واقتصادي. واكد بن عيسى في كلمته الافتتاحية، أن مدينة أصيلة وسكانها، مدينون وممتنون كثيرا للصناديق والهيئات المالية السيادية في الخليج، وذلك ' لما قدمته من مساهمات كريمة لإنجاز مجموعة من المشاريع الثقافية والاجتماعية، يستفيد منها السكان عموما وتحديدا الفئات المحدودة الدخل'.
واستعرض محمد بن عيسى عددا من المشاريع التي ساهمات بعض صناديق التنمية في عدد من دول الخليج في إنجازها، مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الصندوق السعودي للتنمية، و صندوق أبو ظبي للتنمية، وغيرها نمن المؤسسات المالية في هذه الدول.
وتعتبر الصناديق السيادية الخليجية للتنمية، تجربة رائدة في العالم العربي والإسلامي هدفها دعم جهود ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول ذات الموارد المالية المحدودة التي تحتاج إلى إنفاق كبير لإرساء البنيات التحتية و إنجاز مشاريع الري والكهرباء وشق الطرق وتطوير منظومات الصحة والتربية والتعليم، إلى غيرها من مستلزمات وضع الأسس المادية لبناء الدولة العصرية، بينما تعجز اقتصاديات تلك الدول عن تحمل أعباء التنمية بمفردها.
وشارك في هذه الندوة مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر بالاضافة الى ضيوف الندوة من دول مجلس التعاون والدول العربية.
تعليقات