الموقف الخليجي من قضية 'ميناء مبارك الكبير'
عربي و دولييوليو 18, 2011, 12:27 ص 9041 مشاهدات 0
أنتقل الطمع العراقي من كونه فرضية ليصبح بديهية حتمية بعد التوتر حول قضية ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية. ولايماني بجدوى العمل الخليجي المشترك قمت بإدخال الكلمات 'ميناء مبارك - مجلس التعاون-الزياني ' في أداة البحث غوغل 'Google' فكانت النتائج متضمنة تصريح د. محمد الصباح الواضح عن التحول المريب في الموقف العراقي تجاه الميناء. لتعود غوغل أيضا بمجلس التعاون ومشاركته في مجموعة الاتصال في قضية ليبيا.كما أظهرت تصريحات د. عبداللطيف الزياني في قضايا قديمة ليس منها انتقاد ماصدر عن بغداد حول الميناء أو عن النكوص عن قرار مجلس الامن 833.
لقد أعدت البحث مرات عدة رغم ضجر أداة البحث القوية واقتراحها الذي رفضته بإعادة ترتيب كلمات البحث أو تغيير لغته. فتراتبية ميناء مبارك ومجلس التعاون وأمينه العام كان لها عندي معنى واحد في الترابط حين استرجاعه.
لقد تجاوزت القضية إطار تكسب الساسة العراقيين الذين أبتكروا مجادلات زائفة حين نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان تكون الكويت أطلعت بغداد على مشروع بناء الميناء. وإذا كان الامر كذلك فهل كان الوفد العراقي الذي زارنا 26-27 مايو و ضم مسؤولين من وزارتي الخارجية والنقل للوقوف على حقائق تتعلق بمخطط بناء ميناء مبارك الكبير تابع لحكومة اقليم كردستان،قوات صحوة العشائر،جيش المهدي،الإمارة الاسلامية في العراق،أم لحكومة المالكي الموقرة !
لقد كان لدول مجلس التعاون مجتمعة وفرادى موقف حكيم في دعم المملكة العربية السعودية إبان قضية الحوثيين وتسللهم عبر الحدود ،ثم دعم مملكة البحرين خلال التدخل الايراني،ودعم الكويت حين اكتشاف الشبكة التجسسيةالايرانية ،وظهر التضامن الخليجي ايضا حين نجح الشيخ صباح الاحمد في تنقية الاجواء بين عمان والامارات، والتي اثمرت عن زيارة السلطان قابوس لابوظبي مؤخرا، فلماذا غاب الموقف الخليجي الداعم للكويت في وجه الهجمة العراقية الاخيرة !
إن الدعم الخليجي للكويت في زمن التوتر الحالي مع بغداد مطلب واجب وملح ،ولن يثنينا عن هذه القناعة إشارة رئيس البرلمان العربي النائب علي الدقباسي الذي صرح 'أن الأمم المتحدة وقراراتها لم تستطع ردع التحرشات العراقية المستمرة، فهل نستطيع نحن في البرلمان العربي فعل ذلك' فليس مجلس التعاون بهشاشة هيكل الاتحاد البرلماني الذي يرأسه وهو كويتي. وترابط الخليجيين ببعضهم أقوى من علاقتهم ببقية الامم المتحدة. وإذا كانت هناك حساسية لكون العراق بلد عربي شقيق، فالأخذ بفضيلة الصمت الذهبية في الخليج ليس هذا بوقتها، فبغداد كانت عربية في زمن قاسم عندما سار الينا في غبار صيف1961م،وكانت بغداد أكثر عروبة في خطابها زمن الطاغية صدام من زمن المالكي الراهن .
كما أن قضية ميناء مبارك ليست تنافس تجاري أو مشكلة فنية بل ترجع الى ان في قيام الميناء اعتراف بالحدود البحرية معهم وهو ما يحاولون التملص منه ،كتملصهم من صيانة العلامات الحدودية البرية ،مما يعيدنا لهاجس مسألة الوجود الذي سيستمر مادامت الاطماع الحدودية من العراق تتجدد كل صيف لكون الطمع جزء من منظومة القيم الاخلاقية للساسة العراقيين.
تعليقات