الصفقة: جسر جابر ومصفاة ودفن المكلسن وقانون الغرفة و'زين'و'رافال'وغيرها
زاوية الكتابالزيد: رحم الله المنيس ، وأطال عمري الخطيب والقطامي، فهم العمالقة بينما 'مدّعي' العمل الوطني أقزام
كتب يوليو 18, 2011, 12:07 ص 8321 مشاهدات 0
قاتل الله الصدف .. !
زايد الزيد
أكتب هذا المقال ، ظهر يوم أمس ، والأخبار تتواتر عن قرارات مجلس الوزراء بتعيين صلاح المضف نائب الأمين العام للتحالف الوطني الديمقراطي ، مديرا عاما لبنك التسليف والادخار ، وإعادة تعيين فيصل الجزاف رئيسا لهيئة الشباب والرياضة ، ولاحظت أن هناك حالة من التردد في تصديق الخبر وتحديدا بين أوساط المحيطين والأصدقاء ، ومعظمهم من الصحافيين والاعلاميين ، وأظن أن هذا التردد ناتج عن الاعتقاد الواهم عند هؤلاء بأن الصفقة الحكومية مع كتلة العمل الوطني تنحصر فقط في إبعاد الشيخ أحمد الفهد عن الحكومة ! ولما جاء تعيين عبدالوهاب الهارون وزيرا للتنمية المليارية ، اعتقد البعض واهما أيضا أن الصفقة ستقف عند هذا الحد ! فماذا تريد كتلة العمل الوطني أكثر من إبعاد خصم قوي وعنيد ، مثل الشيخ أحمد ، عن طريقها وطريق طموحها ، ومن أجل توسيع نفوذها اللامحدود في السيطرة على مقدرات الدولة ؟ وماذا تريد أكثر من السيطرة على منابع خطة التنمية ذات ال 37 مليار دينار عبر تعيين وزير ينتمي إليها ؟! إن هذا البعض غير مدرك أن ' شهوة ' الصفقة لن تقف عند ذاك الحد ، ولن تقف أيضا عند حد تعيين المضف والجزاف !
بل أستطيع أن أزعم - بكل ثقة - أن ' شهوة ' الصفقة ، ستعتمل في نفوس أصحابها بشكل محموم ، ماستدفع لتسابق – غير مسبوق – بين طرفي كتلة العمل الوطني ، وأعني بالطرفين : مجموعة التحالف الوطني الديمقراطي من جهة ، ومجموعة النائب مرزوق الغانم و' مصالح مجموعة الخرافي ' من الجهة الأخرى ، وستشخص أنظار كل طرف في مكاسب الطرف الآخر ، وسيجري السباق أمام الملأ ، والحكم بينهما حكومتنا التي ابتلانا الله بها ! ومخطيء من يظن أن المكاسب محصورة فقط في التعيينات ، فالتعيينات ليست غاية عند الأطراف المؤثرة في كتلة العمل الوطني ، فالمعينون ماهم إلا ' أدوات ' بيد أصحاب النفوذ ، يتم وضعهم في مراكز يراد حلبها بأفضل شكل ممكن !
لكن في المقابل هناك مصالح أخرى أهم من التعيينات بكثير ، فهناك أولا قانون الغرفة الذي سيطرح في دور الانعقاد المقبل ، وسيتم توجيهه وفق مصالح كتلة العمل الوطني بمساعدة حكومية ناتجة عن الصفقة ، وهناك أيضا تمرير صفقة جسر جابر عبر – تحديدا – شركة هيونداي ( مجموعة الصقر ) ، وتضبيط أوضاع شركة ' زين ' بكل ما يخدم إسناد الوضع المالي لمجموعة الخرافي ، وهناك أيضا تضييع حق الدولة في موضوع شركة الفحم المكلسن ( مجموعة الصقر ) بعد ان تم اختراق ديوان المحاسبة ل' تضبيط ' ملف ' المكلسن' المليء بالفساد ، وتمرير صفقة طائرات ' رافال ' الفرنسية ، وتمرير مشروع المصفاة الجديدة ، ولاتنسوا أن تترقبوا الترسيات في مشروع جامعة الشدادية ( المشروع ستتجاوز ميزانيته المليار ونصف المليار دينار ، عدا الأوامر التغييرية التي لايعلمها إلا الله والراسخون في العمل الوطني ) ، وسنشهد طرح مشاريع مليارية كبرى في النفط والكهرباء والأشغال ، وسيتم تفصيلها على مقاس طرفي كتلة العمل الوطني ، كما فعلوا في السابق مع ' الداو ' و' المصفاة الرابعة ' و' أمانة ' و ' طواريء 2007 ' وغيرها ! كل هذا سيتم حتى تكون صفقة ' ماتخرش الميه ' على قول المصريين ، أو ' محرزة ' على قول الشوام ، أما صفقات تأجير السيارات والملاعب الصناعية فهذه لاتذكر أمام سابقاتها ، فهي صفقات صغيرة و ' فوق البيعة ' كما يقولون في لغة ' التجار ' !
وحينما أقول أن هناك ' سباقا محموما ' سيجري من خلال الصفقة ، فذلك مرده إلى رغبة طرفي كتلة العمل الوطني ( التحالف الوطني ومجموعة مرزوق ومصالح الخرافي ) لحصد ثمار الصفقة في أسرع وقت ممكن ، فهم يسابقون الزمن قبل أن تنهار ، لأسباب خارجة عن إرادة طرفي الصفقة ( الحكومة والعمل الوطني ) ! فالسياسة في الكويت تقف دائما على رمال متحركة ، وكل شيء وارد ، وهذا مايدركه جيدا طرفي ' العمل الوطني ' ، لذا فإن السباق في نهب الدولة ومقدراتها وتجييرها للمصالح الخاصة ، لايزال محموما حتى إشعار آخر ..
والمضحك أنه مع كل ماسبق من شواهد ، عن الصفقة وأخبارها ، يقولون : ' والله ماكو صفقة ، صدقونا ' ! ماشي ، راح نصدقكم ونقول هذه صدف ، لاتحصل إلا معكم من دون بقية خلق الله ، وسندعي عليها بالقول : ' قاتل الله الصدف ' !
آخيرا : رحم الله الانسان العفيف الشريف النظيف سامي المنيس ، وأطال الله بعمر العملاقين الدكتور أحمد الخطيب ، وجاسم القطامي ، فالأول والثاني عاشا ' على قدهم ' بكل نظافة ، ولو أرادا تحقيق الأموال ، لكدسا منها المليارات ، أما الثالث فرغم كونه سليل أسرة تجارية عريقة ، فإنه اختار طريق البذل والعطاء لخدمة العمل الوطني والخيري ، فدعم من حر ماله كل مرشحي العمل الوطني منذ الستينات ، وأغدق على كل جمعيات النفع العام التي كانت تخدم العمل الوطني الحقيقي الخالي من المصالح الخاصة ، ولم يطرق بابه محتاجا إلا وأعطاه ، بغض النظر عن أصله أو جنسيته أو مذهبه أو دينه ، هؤلاء هم الكبار ، أما مدّعي العمل الوطني اليوم فأقزام ، أقزام ، أقزام ..
تعليقات