عفا الله عما «سرق» اموالنا و«سلق» واقعنا و«خسف» بمستقبل ابنائنا.. تعنى برأى جعفر رجب تنازلا عن محاكمة الجلادين
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2011, 12:41 ص 1041 مشاهدات 0
الراى
تحت الحزام / عفا الله عما سرق
جعفر رجب
«عفا الله عما سلف» ان يقولها صديق لصديقه، احباب وغلطوا بحق بعض، زوج وزوجة، تعتبر مقبولة! ولكن ان يقولها شعب لجلاده، فهذا غباء مركب، وحماقة مصبوغة باللون الاحمر، شعوب هبلة وطيبة، نقابل الاساءة بالاحسان، والاجرام بـ «اذكروا محاسن موتاكم» ولا بأس ان يتحول قاتل شهدائنا، ومغتصب ارضنا صدام حسين الى «الراحل» في عرف الموقع الالكتروني للوزير السابق بن طفلة، وكأنهم يتحدثون عن عبدالحليم حافظ، وليس اشهر مجرمي العصر!
الحكومات الموقتة في مصر وتونس واليمن و... يبدو انهم من عشاق هذا الشعار، مرددين يوميا كحلقات الذكر الصوفية، تواشيح عفا الله عما سلف، واحنا ولاد النهاردة... ودعما للواقع الواقع على قفاه، فإن هناك شعارات اخرى سترفعها الانظمة قريبا، في كل بلاد العرب دعما لكراسيها وحفظا لرقابها، ومنها:
> عفا الله عما «سرق» اموالنا، ونهب ثروتنا، و«شلحنا» ملابسنا، وشفط نفطنا، وباع ناقلاتنا، فهم بشر يوسوس لهم الشيطان، فيخطئون، فاعفوا عنهم، يعفو الله عنكم!
> عفا الله عما «تلف»، عقول الشباب، وارسلهم الى محارق الموت، وفخخ اجسادهم، ثم نادى بالاعتدال والوسطية، ولم يحاسبه احد على فتاواه الجهادية، التي يتمت الاطفال، وحرقت قلوب الامهات، فلا حساب على تحريض بالقتل، واجتهد واخطأ والان صحح غلطته!
> عفا الله عما «سلق» واقعنا، ومشاريعنا، وخططنا، وميزانياتنا، بشعارت وهمية، وتنمية ورقية، وسلق مناهجنا، اسرع من سلق بيضة، فنحن في عصر السرعة، واهدار الملايين لا يعني نهاية العالم، والاموال مخلفات دنيا زائلة!
> عفا الله عما «سخف» مزاجنا، ولوث بصرنا، واستغبى عقولنا بخطابات زائفة، واغانٍ هابطة، ومسلسلات رمضانية عقيمة، يكثر فيها سيلكون الممثلات، وسادية الممثلين، فالناس تريد هذه الاشياء، والزبون على حق حتى لو كان على خطأ!
> عفا الله عما «قذف» وشتم وسب وشكك في الناس وبأعراضهم، ولاحقهم في المجمعات والمطاعم وحتى بيوتهم، من اجل اصلاح المجتمع، وبث الفضيلة، ومحاربة المهلكات، فهو حارس الاخلاق الشريفة العفيفة، مستغلا مظاهر التقوى والصلاح، لممارسة الفساد والرذيلة، والله يحكم بين الناس يوم القيامة، فلا تحاسبوا من استغل الدين والتدين!
> عفا الله عما «خسف» بمستقبل ابنائنا، فلا مستقبل يبشر بالخير، ولا قادم من الايام يفرج هما، نسير على البركة، ان كان في الفوضى من بركة، وان يخسف بالمستقبل فهذا يعني ان الاجيال القادمة ستعدل نفسها وتدبر شأنها، المستقبل مازال مبكرا!
عما ماذا نعفو حتى نعفو، القضية ليست حبا في القتل، وإمعانا في الكراهية والحقد، بل ثبات وتنفيذ للعدالة، واحترام للقانون، الذي يجب ان يسير فوق رقبة من حكم وقتل ونهب شعبه، فالشعب الذي يتنازل عن حقه لا يستحق الحياة، ومن يتنازل عن محاكمة جلاديه يفتح الباب ام طابور الجلادين لحكم قادم مديد!
ايتها الشعوب، ان عفوتم عما سلف، فسيبقى سلفا ودينا على رقابكم، وستلعنون من جيل الى جيل... فتذكروا!
جعفر رجب
تعليقات