مرزوق الحربي يتمني عرض مسلسل معاوية والحسن والحسين لنعرف سر الهجمة الشرسة عليه

زاوية الكتاب

كتب 2434 مشاهدات 0



الوطن
لماذا لا يريدون عرض مسلسل معاوية والحسن والحسين؟

مرزوق فليج الحربي


على مدى سنوات طويلة كنا اسرى الدراما المصرية في رمضان وكانت روايات نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس واسامة انور عكاشة والتي تحولت الى مسلسلات رمضانية كانت جزءاً من الشهرالفضيل وكان منظر الطرابيش الحمر واللهجة المصرية مألوفاً على شاشاتنا.. ويأتي بالدرجة الثانية بعد المسلسلات المصرية المسلسلات التاريخية او ما تسمى بالاسلامية وكانت بلا طعم ولا لون ولا رائحة وكانت سلق بيض لا قصة ولا سيناريو ولا حوار ولا ازياء ولا ديكور ولا تصوير وكانت تصور كفار قريش بلبس اسود ولحية كثة وهمجية بالتصرفات وصوت جهوري وضحكة مرعبة وتصور المسلمين بلبس أبيض بأبيض وكلام هادي ورقيق طبعاً اغلب المسلمين بالمسلسلات بدون لحية او بسكسوكة اخر موديل والمسلمات يظهرن شعرهن ويخالطن الرجال.. هذه المسلسلات كانت جريمة بحق التاريخ وتشويهاً لمبادئ وقيم الاسلام وشغلا تجاريا رخيصا.
وفي منتصف التسعينات جاء المخرج نجدة انزور ليقلب الطاولة ويدخل الميلودراما التاريخية بقوة بمسلسلات متكاملة الاركان تصوير راق وازياء مختارة بدقة وقصة محبوكة جاذبة وتصوير خارجي بأماكن طبيعية اصبحت فيما بعد مزارات سياحية لجمالها ولغه عربية فصحى قوية وسيناريو محكم وقدرات تمثيلية واخراجية راقية مما جذب المشاهدين لها بقوة واخرج نجدة انزور مسلسل الجوارح واتبعه بالكواسر.. وبعدها اصبح هناك توجة للمسلسلات التاريخية وتحول جزء كبير من تاريخنا الاسلامي الى دراما تلفزيونية راقية وتم تناول شخصيات من زمن الصحابة وشخصيات في الزمن الجاهلي وشخصيات من عصور اسلامية مختلفة.. وفي كل المسلسلات التاريخية لم نجد معارضة قبل عرض المسلسل نعم بعض المسلسلات وجه لها نقد ولكن بعد عرضها واغلبه نقد فني.
ولكن مسلسل (معاوية والحسن والحسين) وهو مسلسل تاريخي يقوم بإنتاجه المبدع محمد العنزي صاحب مسلسل خالد بن الوليد وعنترة بن شداد ومن المتوقع عرض المسلسل في رمضان القادم ولم يوجه له نقد بل شنت عليه حرب بمعنى الكلمة حتى لا يعرض واستخدمت كل الوسائل لمنع المسلسل من العرض واثيرت حوله الشبهة تلو الشبهة فمرة انه يصور الصحابة ويخالف الفتاوى الشرعية بعدم جواز التصوير – مع ان هناك اكثر من فتوى تجيز التصوير - ومرة ان المسلسل يثير الفتن بين الشيعة والسنة ومرة انه يحيي فترة تاريخية من المفترض ألا نخوض فيها وتدخلت مراجع شيعية لمنع المسلسل وتدخل بعض اعضاء مجلس الامة لمنعه والتحذير منه ووصل البعض الى القنوات الفضائية للضغط عليها حتى لا تقوم بعرض المسلسل وكلام كثير مردود عليه.
المسلسل يصور الفترة من وفاة عثمان بن عفان الى اقامة الدولة الاموية مروراً بمقتل علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ومعركة الجمل ومعركة صفين وموقعة كربلاء وانتهاءً بتنازل الحسن عن الحكم لمعاوية.
وهذه الفترة التاريخية وما يدور فيها تتناول بشكل دوري بالحسينيات وفي كتب الشيعة مجالسهم وتم تصويرها بمسلسل اسمه علي كرم الله وجهه بل ان يوم عاشوراء يذكر هذه الفترة على مدى عشرة ايام ولم يعارض احد ولم يطالب بإغلاق الجهات التي تتناول هذه الفترة التاريخية.
وفي المقابل لم تتناول هذه الفترة التاريخية لا نقول من وجه نظر سنية بل على الاقل من وجهة نظر تاريخية محايدة خاصة ان كثيراً من الاخطاء يتم تداولها اليوم متعلقة بتلك الفترة ولم نجد عملاً يصور هذه الفترة حتى يستبين لنا الحق او الوقائع التاريخية الصحيحة من الوقائع التاريخية المزيفة.
وهذه الهجمة على المسلسل تضع علامات استفهام كثيرة.. لماذا يريد البعض ان يمنعه ويصل بالامر الى تدخل اعضاء مجلس الامة والمرجعيات الشيعية لمنعه.. لماذا يلاحق المسلسل وعلى مدى اربع سنوات من دولة لدولة حتى يتم منعه.. لماذا تتم مخاطبة القنوات الفضائية واقناعها بعدم عرض المسلسل ماهي الحقائق التاريخية التي يريد البعض ألا نشاهدها وهل المسلسل سوف يفتح عيون البعض على أمور تدخل في العقائد والافكار؟ وبالعربي يفتح الابصار على امور كانت مغيبة؟ اتمنى ان يعرض المسلسل ويشاهد وينتقد بعد عرضه.. حتى يتسنى لنا معرفة السر في هذه الهجمة الشرسة عليه.

مرزوق فليج الحربي

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك